أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

دعو

صفحة 189 - الجزء 1

  دعو - دعوْتُ فلاناً وبفلان: ناديته وصِحْتُ به. وما بالدار داعٍ ولا مُجيب. والنادبة تدعو المَيّت: تندُبه، تقول: وا زيداه. ودعاه إلى الوليمة، ودعاه إلى القتال، ودعا اللهَ له وعليه، ودعا الله بالعافية والمغفرة. والنبي داعي الله. وهم دعاة الحق، ودعاة الباطل والضلالة. وتداعوا للرحيل. وما بالدار دُعْوِيٌ أي أحد يدعو. وأجيبوا داعية الخيل وهي صريخُهم. وتداعَوْا في الحرب: اعتَزَوْا. وبينهم دَعْوَى، وادّعى فلان دعوى باطلة. وشهدْنا دعوة فلان. وهو دَعيٌ بيّن الدَّعوة والدِّعوة.

  ومن المجاز: دعاه الله بما يكره: أنزله به؛ قال:

  دعاكَ اللهُ من رجلٍ بأفعَى ... إذا نامَ العيونُ سَرتْ عليكَا

  ودعوتُه زيداً: سمّيتُه. وما تدعون هذا الشيءَ بينكم؟ ودعْ داعيّ اللبن وداعيةَ اللبن: ما يُترَك في الضّرْع ليدعوَ ما بعده. والداعية تدعو المادّة. وأصابتهم دواعي الدّهر: صروفه. وأنا أُداعيك: أُحاجيك. وبينهم أدْعِيَّة يتداعَوْن بها. ودعا بالكتاب: استحضره {يَدْعُونَ فِيها بِفاكِهَةٍ}. وما دعاكَ إلى أن فعلتَ كذا. ودعا أنفَه الطِّيب إذا وجد رائحتَه فطلبه؛ قال ذو الرّمّة:

  أمسَى بوَهْبَينِ مُجتازاً لمَرْتَعه ... من ذي الفوارِس تدعو أنْفَه الرِّبَبُ

  وتداعت عليهم القبائل من كلّ جانب: اجتمعت عليهم وتألّبت بالعداوة. وفلان يدّعي بكرمِ فِعاله: يخبر عن نفسه بذلك؛ قال:

  فلَم يَبقَ إلّا كلُّ خَوْصَاءَ تَدَّعي ... بذي شُرُفاتٍ كالفَنيقِ المُخاطِرِ

  أي بهاديها وما أشرف منها إذا رُؤيت عُرِفت بذلك فكأنّها تخبر عن نفسها به. وما يدعو فلان باسم فلان أي ما يذكره باسمه من بُغضه له ولكن يُلقِّبُه بلقب؛ قال أوس:

  لعمركَ ما تَدعو ربيعَةُ باسمِنا ... جَميعاً ولم تُنبئ بإحْسانِنا مُضَرُ

  وإنّه لذو مَساعٍ ومَداعٍ وهي المناقب في الحرب خاصّة؛ قال أبو وَجْزَة:

  وهم الحَوارِيّونَ قد قُسِمَتْ لهم ... إنّ المَداعيَ والمَساعيَ تُقْسَمُ

  وتداعت عليهم الحيطانُ، وتداعينا عليهم الحيطانَ من جوانبها: هدمناها عليهم.

  ومن مجاز المجاز: تداعت إبل بني فلان: هُزِلَت أو هلكت؛ قال ذو الرّمّة:

  تَبَاعَدُ مني أنْ رَأيتَ حَمُولَتي ... تَدَاعَتْ وَأنْ أحيا عليكَ قَطيعُ

  دغر - لا قَطْعَ في الدَّغْرَةِ وهي الخلسة. وفلان من الدُّعّار والدُّغّار. و «دَغْرَى لا صَفّى» أي ادغَرُوا عليهم ولا تصافّوهم: بمعنى اقتحموا عليهم بغتة ولا تلبثوهم، وأصل الدَّغْر الدفع.

  دغص - سمن حتى كأنّه داغِصَة، وهي العظم الذي يموج في الركبة.

  دغدغ - دَغْدَغَ الصبيَ دغدغة.

  ومن المجاز: دغدغه بكلمة: طعن بها في عرضه.

  دغفل - تقول: ربَّ صغير في فطنة دَغْفَل وكبير في غفلة دَغْفَل؛ الأوّل: النسابة البكري، والثاني: ولد الفيل.

  دغل - دخل في الدَّغل: وهو نحو الغيل والشجر الملتفّ الذي يُتوارى فيه للختل والغيلة؛ قال الكميت يصف حاله:

  لا عينُ ناركَ عن سارٍ مغمّضَةٌ ... ولا محلَّتك الطِّيطاءُ والدَّغَلُ

  المكان الذي طُوطئ أي خُفِض؛ وقال:

  إنّا إذا ما أعيَتِ القومَ الحِيَلْ ... نَنسَلّ في ظلمَةِ لَيْلٍ ودَغَلْ

  ومنه قولهم: اندسوا في مداغِلَ وهي بطون الأودية إذا كثر شجرها والتفّ. ودَغِلَتِ الأرضُ دَغَلاً: صارت ذات دَغَل. ودَغَلَ القانصُ: دخل في مكان خفيّ لختل الصيد.

  ومن المجاز: اتخذوا الباطل دَغَلاً، ومنه دَغِلَ فلانٌ، وفيه دَغَل أي فساد وريبة. وهو دَغِلٌ نَغِل، وإذا دخل مدخل مريب قيل: دَغَلَ فيه، تشبيهاً بالقانص الذي يدغل