أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

دلح

صفحة 192 - الجزء 1

  الحساب مُداقّة. وما لفلان دُقَّةٌ. وإنّها لقليلة الدُّقّة إذا لم تكن مليحة. وجاء بكلام دقيق. ودقّق في كلامه. ويقال للذين يمنعون الخير ويشحّون: لقد أدقّتْ بكم أخلاقكم، من أدق الرجل إذا اتّبع الدقيق من الأمور الخسيس. ولهم هِمم دِقاق، ويتبعون مَدَاقّ الأمور، وهم قوم أدقّة وأدِقّاء؛ قال الفرزدق:

  أشبهت أمّك إذ تعارض دارِماً ... بأدِقّةٍ مُتَقاعسين لِئَامِ

  دقل - يقال للمجبوب: زورق بلا دَقَلٍ وهو سهم السفينة. وما أطعمونا إلّا الدَّقَلَ وهو الرّديء من التّمر. وتقول: أراك أطول قدّاً من الدَّقَل وأنت تنثر كلامك نثر الدَّقَل؛ وأدقلتِ النخلة، نحو أرطبت وأثمرت.

  دقم - رجُلٌ أدْقَمُ: مكسور الفم، وقد دَقِمَ دَقَماً، ودَقَمْتُهُ أنا. ولعن اللهُ هذه الدَّقْمَة. ودَقَمَ أنفَه.

  دقن - دَقَنَ في لَحْيِه إذا لكزه لكزة بجمع كفّه، ثمّ قالوا للمحروم دُقِنَ في لحيه. ويقول أهل بغداد: في دَقَنِك أي في لحيتك.

  دكك - دَكَكْتُه: دققتُه. ودَكَ الركيَّةَ: كبسها. وجمل أدكُ، وناقة دكّاء: لا سنام لهما. واندكَ السنام: افترش على الظهر. ونزلنا بدَكْداكِ رمل متلبّد بالأرض.

  ومن المجاز: دكَّه المرض. ورجل مِدَكٌ: شديد الوطء. وأمة مِدَكَّة: قويّة على العمل. ودكَ الدابّةَ: جهدها بالسير. ودكَ المرأة: جهدها بالجماع. وتداكّت عليهم الخيل.

  دكل - هو من الدَّكَلَةِ، وهم الذين لا يجيبون السلطان من عزّهم. وهم يتدكَّلون على السلطان. ولشدّ ما تدكّلتَ يا فلان بعدنا. وكم تدلَّلتَ علينا وتدكَّلتَ.

  دكن - خَزٌّ أدكَنُ، وجُبَّةٌ دكناء، وهي بينة الدُّكنة والدكْنِ وهو لون بين سواد وحمرة. ودَكَّنَه الصابغ. وثريدة دكناء بالفلفل: طرح عليها منه ما دكنها.

  ومن المجاز: على الجوّ مطارف دُكْنٌ وهي السحاب. ودَكَّنَ المتاعَ: نضَّده وصيّره كالدكّان.

  دلب - هو من أهل الدُّربه بمعالجة الدُّلْبه؛ واحدة الدُّلْبِ وهو شجر الصِّنّار، ومنه تتّخذ النواقيس، أي هو نصراني. وسقى أرضه بالدَّوْلاب، بفتح الدال، وهم يسقون بالدواليب.

  دلج - وكَفَتْ عيناه وكِيف غَرْبَيْ دالج، وهو الذي يختلف بالدَّلو من البئر إلى الحوض. وباتَ ليلته يدلُجُ دُلوجاً، ومنه دَلَجُ اللّيل وهو سيره كلّه؛ قال:

  كأنّها وقد بَراها الإخْماسْ ... ودَلَجُ اللّيْلِ وهادٍ قَيّاسْ

  شرائحُ النّبعِ براها القَوّاسْ

  وتقول: من أراد الفَلَجْ فعليه بالدَّلَجْ؛ وأدلج القوم: ساروا الليلة كلّها وهي الدَّلجة، بالفتح. وادّلجوا بالتشديد: ساروا في آخر الليل وهي الدُّلجة بالضم. وتقول: الدُّلجه قبل البُلْجه؛ ومن الإدلاج قيل للقنفذ: أبو مُدْلِج. «وبات يجول بين المَدْلجَة والمَنْحاة» فالمدلجة والمَدْلَجُ ما بين البئر والحوض والمَنحاة من البئر إلى منتهى السانية.

  دلح - دَلَحَ البَعيرُ دُلُوحاً وهو تثاقله في مشيه، وبعير دالح، ومرّ يَدْلَحُ بحمله. واشتريا لحماً فتدالحاه على عود تحاملاه؛ وتدالح الرّجلان العِكْم: أدخلا عوداً في عرى الجوالق، وأخذا بطرفي العود.

  ومن المجاز: سحابةٌ دَلُوحٌ، وسحائب دُلَّحٌ ودوالح؛ قال:

  بينَما نحنُ مرْتعونَ بفَلْجٍ ... قالَتِ الدُّلَّحُ الرِّوَاءُ إنِيهِ

  والسحابة تَدْلَحُ من كثرة مائِها، كأنّها تنخزل انخزالاً.

  دلس - أتانا دَلَسَ الظّلامِ. وخرج في الدَّلَسِ والغَلَسِ، ودَلَّسَ فلان لفلان في البيع، ودلَّسَ عليه إذا كتم عيب السلعة، وهذا من تدليس فلان. ودَلَّس عليّ كذا: أخفى عليّ عيبه. وفلان لا يدالس ولا يؤالس: لا يعامل بالتدليس والألْسِ وهو الخيانة.

  ومن المجاز: دَلَّسَ المحدّثُ. والمدلِّسُ لا يُقبل حديثه وهو الذي لا يذكر في حديثه من سمعه منه، ويذكر من هو أعلى ممّن حدّثه يوهم أنّه سمعه منه.

  دلص - درعٌ دِلاصٌ ودُلامِصٌ ودروع دِلاص ودُلُصٌ: