أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ذوق

صفحة 209 - الجزء 1

  يصف شَعراً:

  وذو عُذَرٍ فوْقَ الذَّنوبَينِ مسبل ... على البَانِ يُطوَى بالمداري ويُسرَحُ

  ذنن - ذنَ أنفُ الفحل والإنسان إذا سال بماء خاثر يذِنُ ذنيناً. وذنَ الرجُلُ يذِنُ ذنَناً. ورجُل أذنُ. وامرأةٌ ذنّاء. وبه ذُنان. وإنّ منخريه ليذِنَّان.

  ومن المجاز: ذنَ أنفُ البرد. وامرأةٌ ذنّاء: لا ينقطع طمثها، وقَرحة ذنّاء: لا ترقأ. وفلان يذِنُ في مشيته إذا مشى بضعف. وما زال يذنّ في هذه الحاجة: يتردّد بتؤدة ورفق.

  ذوب - ذابَ الشحمُ والثلجُ وغيرهما ذوْباً وذوَباناً. وأذبته أنا وذوّبته. وشحم مذاب ومُذوَّبٌ.

  ومن المجاز: ذاب دمعه، وله دموع ذوائب. ونحن لا نجمد في الحقّ ولا نذوب في الباطل. وهذا الكلام ذوْب الرُّوح. وذابت الشمس: اشتدّ حرّها؛ قال ذو الرّمّة:

  إذا ذابتِ الشّمسُ اتّقَى صَقَرَاتِها ... بأفنانِ مَرْبُوعِ الصّريمةِ مُعبِلِ

  وهاجرة ذوّابة؛ قال:

  وظلماء مَن جَرَّى نوارِ سَرَيْتُها ... وهاجرَةٍ ذوّابةٍ لا أقيلُها

  وقال الطرمّاح:

  فيها ابن بجدَتِها يكادُ يُذيبُهُ ... وَقْدُ النّهارِ إذا استَذابَ الصَّيْخدُ

  وذابَ لي عليه حقّ: ثبت ووجب. ويقال لمن أنضج حاجته وأتمها: قد أذاب حاجته واستذابها. وأذاب عليهم العدوّ: أغار وانتهب. ويقال للثقيل: إنّه لذائب النفس. وهو أحلى من الذوب بالإذوابة أي من العسل الذي أُذيب حتى خُلِّص من الشمع بالزبدة التي أُذيبت وخُلِّص منها السمن. وذاب جسم الرجل: هزل. يقال: ثاب بعد ما ذاب. وناقة ذؤوب: سمينة لأنّه يُجمع منها ما يُذاب. يقال: إن كانت جزوركم لَذؤوباً. وذابت حدقته: همعت؛ قال الجعدي:

  يَرْمينَ بالحَدَقِ الذُّوّابِ أميالا

  وأذابه الهمّ. والهمّ يشيب ويذيب.

  ذود - ذاد الإبل عن الماء ذوْداً وذياداً، وأذاده غيره: أعانه على ذيادها؛ قال:

  نادَيْتُ في الحَيّ ألا مُذِيدَا ... فأقبلَتْ فتيانهم تَخْوِيدَا

  ويقال: أذدني، كما يقال: أخطني في الاستعانة على الخياطة. وله ذوْدٌ من الإبل وأذوادٌ وهو القطيع من الثلاثة إلى العشرة.

  ومن المجاز: فلان يذود عن حسبَه. وذاد عني الهمّ؛ وقال:

  أذودُ القوافيَ عنّي ذِيادَا

  والثور يذود عن نفسه بمِذوده وهو قرنه. والفارس بمذوده وهو مِطْرَدُه. والمتكلّم بمذوده وهو لسانه؛ قال زهير:

  نَجَاءٌ مُجِدٌّ لَيسَ فيهِ وَتِيرَةٌ ... وتَذْبيبُها عَنها بأسحَمَ مِذْوَد

  وقال حسّان:

  لساني وسَيفي صَارِمانِ كلاهما ... ويَبلغُ ما لا يبلغُ السّيفُ مِذوَدي

  ورجال مذاودُ ومذاويدُ؛ قال ابن مقبل:

  مذاويدُ بالبِيضِ الحديثِ صِقالُها ... عن الرّكبِ أحياناً إذا الرّكبُ أوْجَفوا

  ذوق - ذقتُ الطعام، وتذوّقتُه شيئاً بعد شيء. وهو مرّ المذاق. وما ذقتُ اليوم ذَوَاقاً «ولا تَفَرّقوا إلّا عن ذَوَاقٍ».

  ومن المجاز: ذقت فلاناً، وذقت ما عنده. وتقول: ذقتُ الناس وأكَلْتهم ووزنتهم وكِلْتهم، فما استطبْتُ طعومَهم ولا استرجحتُ حُلُومَهم. وهو حسَن الذوق للشِّعر إذا كان مطبوعاً عليه. وما ذقتُ غِماضاً. وما ذقتُ اليوم في عيني نوماً. وذاق القوس: تعرّفها ينظر ما مقدار إعطائها. وذُق قوسي لتعرف لِينَها من شدّتها؛ قال الشمّاخ:

  فذاقَ فأعطَتْه من اللّينِ جانِباً ... لها ولها إن يُغْرِقِ السّهمَ حاجِزُ

  وقد ذاقَتْها يدي. وتَذاوق التِّجار السِّلْعة؛ وقال ابن مقبل: