أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ربب

صفحة 214 - الجزء 1

  ورجل وامرأة رأراء العين؛ قال الأصمعي: الذي تدور حدقته كأنّها في فَلْكَةٍ. ولهم أثاث ورِثْيٌ وهو ما رُؤوا عليه من حسن زيٍّ وحال متزينة.

  ومن المجاز: فلان يرى لفلان إذا اعتقد فيه. وأراه وجه الصواب. وأرِني برأيك؛ قال نهار بن تَوْسِعَة:

  فلمَن أقولُ إذا تُلِمُّ مُلِمَّةٌ ... أرِني برَأيك أوْ إلى من أفزَعُ

  وما أضلّ رأيهم وآراءهم. وارتأى في الأمر. وارتأيت رأياً في كذا أرتئيه. والرأي ما ارتآه فلان؛ قال:

  ألا أيّها المرتئي في الأمُورِ ... سيَجلُو العَمَى عنكَ تبيانُها

  وفلان يتراءى برأي فلان أي يميل إلى رأيه ويأخذ به. واسترأيته واستريته: طلبت رأيه. ومع فلان رَئيّ ورِئيّ: جِنّيّ يريه كهانةً وطبّاً ويلقي على لسانه شِعراً. وفلان رَئيّ قومه ورأيهم: لصاحب رأيهم ووجههم. وما أُراه يفعل كذا: ما أظنّه. وتراءى له الأمر. ويتراءى لي أن الأمر كيت وكيت. وداراهما تتناظران وتتراءيان. وداري ترى داره. والجبل ينظر إليك والحائط يراك. وداري ممّا رأت دار فلان؛ قال ابن مقبل:

  للمَازنِيّةِ مصطافٌ ومُرْتَبَعُ ... ممّا رَأتْ أوْدُ فالمِقْراةُ فالجَرَعُ

  وقال آخر:

  أيا برْقتيْ أعْشاشَ لا زالَ مدجنٌ ... يجودُكما والنّخلُ ممّا يرَاكُما

  ودورهم رِئاء: مترائية. وحيٌ رِئاء ونظرٌ: متجاورون. وهو يُرَأّى هذا الأمرَ: يخيَّل إليه؛ قال الأعشى:

  كِلانا يُرَأّى أنّه غيرُ ظالمٍ ... فأعزَبتُ حلمي اليوْمَ أوْ هوَ أعزَبَا

  وتقول العرب: أرى الله بفلان: نكل به، ومعناه أرى عدوّه فيه ما يَشمتُ به؛ قال الأعشى:

  وعَلمتُ أنّ اللهَ عَمْ ... داً خَسَّها وأرَى بهَا

  وارتفعت رِئَتَايَ إلى حلقي من هيبة فلان.

  ربأ - رَبَأ للقوم وربأهم: كان لهم ربيئة أي عيناً يرقب لهم؛ قال كعب الغَنَويّ:

  كأنّ أبا المغوارِ لم يوفِ مرقباً ... إذا رَبَأ القوْمَ الغزاةَ رَقيبُ

  وبثُّوا رَبَاياهم. وأشرف على مَرْبإٍ ومَرْبأةٍ.

  ومن المجاز: رَبأ فلان فوق رابية وارتبأ: أشرف عليها. يقال: ارتبأ اليفاعَ. ووقع البازي على مربأة. وفلان يرتبئ مخافة العدوّ: يرتقب ويحترس. ورابأتُ فلاناً: اتّقيته واتقاني. وارتبأ الشمسَ متى تغرب إذا ارتقب غروبها؛ قال يصف حِرباء:

  فظَلّ مُرتَبِئاً للشّمسِ تَصهَرُه ... حتى إذا الشمسُ مالتْ جانباً عدَلا

  وإنّي لأربأ بك عن هذا الأمر: أرفعك عنه ولا أرضاه لك. وربأتُ بنفسي عن عمل كذا. وفعل بي ما لم أكن أربأُ رَبْأَهُ: ما لم أكن أرتقبه وأتوقّعه. وما عبأت بكذا ولا ربأتُ به رَبْأةً. ولا يُعبأُ بهذا الأمر ولا يُربأُ به. وفلان يَرْبأُ ماله: يحفظه ويصلحه؛ قال:

  وما أرْبَأُ المالَ مِن حُبّهِ ... ولا للفَخَارِ وَلا للبَخَلْ

  ولكن لحَقٍّ إذا نَابَني ... وإكرامِ ضَيفٍ إذا ما نَزَلْ

  وربأ في الأمر: نظر فيه وفكّر وفعل في تأمله فعل الربيئة؛ قال:

  فليتُ عن العُلَى ورَبأتُ فيها ... فلَمْ أرَ كالصّنائعِ في الكِرامِ

  ربب - الله عزّ وعلا ربُ الأرباب. وله الربوبية. وهو ربُ الدار والعبد وغير ذلك. ويقال: ربٌ بيِّن الرِّبابة؛ قال:

  يا جُمْلُ أُسْقيتِ بلا حِسابَهْ ... سُقيا مَليكٍ حَسَنِ الرِّبابَهْ

  وفلان مربوبٌ، والعباد مربوبون. وقد رُبّ فلان: مُلّك. ورأيتُ فلاناً يتربّبُ أرضَكم: يقول أنا ربُّها. ورجل رِبِّيٌ ورَبّانيّ: متألّه. وفيه رَبّانِيّةٌ. ورَبَ ولدَه وربّبه وتربّبه