أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رجع

صفحة 222 - الجزء 1

  الراجز؛ قال:

  كثير الماء مرْتجز الرُّعُود

  وترجَّز السّحاب؛ قال الراعي:

  تَرَجَّزَ من تهامَةَ فاسْتَطارَا

  وسحابة رجّازة؛ قال الفرزدق:

  أناخَتْ بهِ كلّ رجّازَةٍ ... وساكبَةِ الماء لم تَرْعُد

  أي كلّ راعدة وغير راعدة. والبحر يرتَجِز بآذِيِّه ويترجَّز؛ قال:

  وما مُترَجِّز الآذِيِّ جَوْن ... لهُ حُبُكٌ يَطُمُّ على الجِبالِ

  رجس - شيء رِجْسٌ. وقد رَجِسَ ورَجُسَ رَجَاسة. ورَجَست السماءُ رَجْساً وارتجست: قصفت بالرّعد. وسمعت رَجْس الرّعد، ورَجْس الهدير. وسحاب رجّاس وراجس ومرتجس. وعفت الدّيارَ الغمامُ الرواجس والرّياح الروامس. والناس في مَرْجُوسَة أي في اختلاط قد ارتجس عليهم أمرهم.

  ومن المجاز: {فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثانِ}. و {وَقَعَ عَلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ رِجْسٌ وَغَضَبٌ} أي عذاب لأنّه جزاء ما استعير له اسم الرِّجس.

  رجع - رجع إليّ رجوعاً ورُجْعى ومَرْجَعاً ومَرْجِعاً. ورجعتُه أنا رَجْعاً. ورَجَعت الطيرُ القواطعُ رِجَاعاً، ولها قِطَاع ورِجَاع. وتفرّقوا في أوّل النّهار ثمّ تراجعوا مع اللّيل أي رجع كلّ واحد إلى مكانه.

  ومن المجاز: خالفني ثمّ رجع إلى قولي. وصرمني ثمّ رجع يُكلّمني. وما رُجِعَ إليه في خطب إلّا كُفِيَ، وليس لهذا البيع مرجوع أي لا يرجع فيه. وهذا رَجْعُ رسالتك ومرجوعها ومرجوعتها أي جوابها؛ قال:

  سايَلتُها عن ذاك فاستَعجَمَتْ ... لم تَدرِ ما مرْجوعَةُ السّائل

  وما كان من مرجوع فلان عليك. ورجع الحوض إلى إزائه إذا كثر ماؤه؛ قال:

  قد رَجعَ الحَوْضُ إلى إزائِه

  كأنّهُ مُخَايلٌ بمَائِه ... كرِجْعَةِ الشّيخِ إلى نسائِه

  كأنّه يختال بمائه من كثرته، والشيخ إلى ترضّي نسائه أحوج فهو أملأ لغرائره وأكثر ميرة من الشاب. ورَجَع العلفُ في الدابة ونجع: تبين أثره فيها. ورجع كلامي في فلان ونجع. وليس لي من فلان رَجْعٌ أي منفعة وفائدة. وتقول: ما هو إلّا سَجْع ليس تحته رَجْع. ورزقنا الله رَجْعَ السماء وهو المطر. وكواه عند رَجْع كتفه ومَرْجِع مرفقه؛ قال أوس:

  كأنّ كُحَيْلاً مُعقَداً أوْ عَنِيَّةً ... على رَجْعِ ذفراها من اللِّيتِ وَاكفُ

  ودَسَع البعيرُ رَجِيعَه أي جِرّته؛ قال الأعشى:

  وفلاةٍ كأنّها ظَهرُ ترْسٍ ... لَيسَ إلّا الرّجيعَ فيها عَلاقُ

  وامتلأت الطرق من رَجيع الدّواب وهو روثها. وإيّاك والرَّجيعَ من القول وهو المعاد. ودابة رَجِيع أسفار؛ قال ذو الرّمّة:

  رَجيعَة أسفارٍ كأنّ زمامَها ... شجاعٌ لدى يُسرَى الذراعينِ مُطرِق

  واسترْجعَ المصاب ورجَّع. وارتجع الهبة واسترجعها: ارتدّها. وارتجع بإبله إبلاً: استبدلها يبيعها ويشتري بثمنها غيرها، وتسمّى الرِّجْعَة. وقيل لحيّ من العرب: بم كثرت أموالكم؟ فقالوا: أوصانا أبونا بالنِّجَع والرِّجَع. وتراجعت أحوال فلان. وراجعه في مهماته. وراجعه الكلام ورادّه. وراجع امرأته رَجْعة ورِجْعة، وهو يملك رَجْعة امرأته. ورجَّع في صوته وفي أذانه ترجيعاً. وفي يده تَرْجيع وشم وهو ترديد خطوطه. ورجّعت الدابة يديها في السير. وانتفض الفرس ثمّ تراجع. وترجّع في صدري كذا.

  رجف - رَجَف البحر: اضطربت أمواجه، ومن أسمائه الرَّجّاف؛ قال:

  المُطعِمونَ الشّحمَ كلَّ عَشيّةٍ ... حتى تَغيبَ الشّمس في الرَّجّافِ

  ورَجَفَت الأرض. {فَأَخَذَتْهُمُ الرَّجْفَةُ} {يَوْمَ