أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رزب

صفحة 229 - الجزء 1

  أي قنّعتَ سيفَك رؤوسَ القوم، يقال: عمّمه بسيفه، وخمّره بسيفه. وفلان خفيف الرّداء: لا دَينَ عليه. ومنه قول العرب: من أراد البقاء ولا بقاء فليباكر الغداء وليخفّف الرّداء وليُقِلَّ غشيان النّساء؛ وهو غَمْرُ الرّداء وهو المعروف والعطاء. ولبست المرأة رداءها أي وشاحها. وتردَّت وارتدَتْ: توشّحتْ. وهي هيفاء المُرَدَّى: ضامر المُوَشَّح؛ قال ابن مقبل:

  ضمرُ المُرَدّى رَداحٌ في تأوُّدِها ... مخطوفةٌ منتهَى الأحشاء عُطبولُ

  وحلّتِ الشّمس على وجهه رداءها أي حسنها وبهاءها؛ قال طرفة:

  ووَجه كأنّ الشّمسَ حَلّتْ رِداءها ... علَيهِ نَقيّ اللّوْنِ لم يَتَخَدّدِ

  رذذ - يومنا يوم رَذاذ وسرور والتذاذ؛ وهو مطر رقيق فوق الطلّ. وقد أرَذّتِ السماء ورَذّت والسّماء مُرذّة، وباتت السّماء تُرِذّنا، وتقول: إن السّماء مرذّ وإن السّماع مُلذّ فهل أنت إلينا مُغِذّ؛ أراد سماع الحديث والعلم لا سماع الغناء.

  ومن المجاز: يومٌ مُرِذّ. وأرذتِ العين بمائِها. وأرذ السّقاءُ، وسقاء مُرذ مغذ. وأرذتِ الشجة. ونحن نرضى برذاذ نيلك ورشاش سيلك.

  رذل - رجلٌ رذل ومرذول وهو الدّون في منظره وحالاته، وقد رذل رذولة ورذالة ورَذِل ورُذِل، وقوم أرذال، وهو من أراذلهم، وامرأة رذْلة. وهم رُذال النّاس. وهي رُذال الغنم. وهذا من رُذال المتاع والتمر ورُذالته: لخُشارته ورديئه. ورجل رَذْلُ الثّياب. وثوبٌ رَذْل: وسخ. ودرهم رَذْل: فَسْلٌ. وأرذل الصّيرَفيّ من دراهمي كذا درهماً. وأرذل فلان من غنمي كذا شاة. وأرذل من أصحابي كذا رجلاً: لم يَرْضَهم. ورُدُّوا إلى أرذل العمر وهو الهرم والخَرَف. وفلان مُرْذِلٌ: صاحبُه أو دابته رذْل.

  رذم - جَفنة وصحفة رَذوم: ملأى تصبّ من جوانبها، وجفان وصحاف رُذُم. وفي يده عظْم رذوم: يسيل مخّاً وودكاً، وقد رذُم يرذُم.

  رذي - جمل رذيّ: هالك هزالاً لا يطيق براحاً، وقد رَذِيَ رَذاوة، وناقة رَذِيّة، وإبل رَذايا؛ قال أبو دؤاد:

  رَذايا كالبَلايا أوْ ... كعِيدانٍ منَ القَضْبِ

  وهو ما قُضب من أغصان الشّجر للقسيّ والسّهام؛ قال رؤبة:

  وفارجٍ من قَضْبِ ما تَقَضّبَا

  رزأ - ما رَزَأتُه شيئاً مَرْزِئة ورُزْأً: ما نقصته. وما رزأتُه زُيالاً: ما نلتُ من ماله شيئاً ولا أصبت منه خيراً. وإن فلاناً لقَليل الرُّزْء من الطّعام: قلّما ينال منه. وفعل كذا من غير مَرْزِئة: من غير نقصان وضرر. ووقعت في ماله المرازئ؛ قال الأعشى:

  كثير النّوَافِلِ تَنْزَى لهُ ... مرازئ لَيسَ بعدّادِها

  وإنّه لكريم مرزَّأ: يصيب النّاس من ماله ونفعه، ونحن قوم مرزَّأُون: نُصاب بالرّزايا في خيارنا وأماثلنا. ورزئ فلان بولده، وأصابه رزء عظيم ورزيئة، وأصابتهم أرزاء ورَزايا.

  رزب - ضربه بالإزَبّةِ والمِرْزَبّة وهي شبه عُصيّة من حديد وقيل المِيتَدةُ؛ قال الكسائي: وربّما خفّفوا الباء من المرزبة وتقول: أعوذ بالله من المرازِبه وما بأيديهم من المرازِبه؛ جمع مَرْزُبان وهو كبيرهم وأميرهم.

  رزح - بعير رازح: ألقى نفسه من الإعياء، وقيل هو الشّديد الهزال وبه حراك، وإبل رُزَّحٌ وروازح ورَزحَى ورَزَاحَى ومرازيح، وقد رَزَحتْ رُزوحاً، وبعير مُطلَّح مُرزَّح، وقد رزَّحَتْه الأسفار.

  ومن المجاز: رزَحتْ حاله، وله حال رازحة، وترازَحتْ أحواله، وتقول: من كانت أمواله متنازحة كانت أحواله مترازحة.

  رزز - رَزَّه رَزَّةً: طعنه. ورززتُ السكّينَ في الحائط والسّهم في القرطاس فارتزّ فيه: ثبت. ووقع السّهم على الأرض فارتزّ ثمّ اهتَزّ فإذا هو في ظهر يربوع. ووجدتُ في بطني رِزّاً وهو