أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رشش

صفحة 232 - الجزء 1

  في ذي جُلُولٍ يُقَضّي الموْتَ صاحبُه ... إذا الصَّرَارِيُّ من أهوالِهِ ارْتَسَما

  وترَسّمَ الشيءَ: تبصّره. وترسّمَ القُناقِنُ الأرض: تبصّر أين يحفر منها. وترسَّمْ هذه القصيدة: تبصَّرْها وتأمّل كيف هي؟ وأنا أترسّمُ من ذلك الأمر شيئاً أي أتذكّره ولا أحقّقه.

  رسن - رَسَنْتُ الدّابةَ: شددتها بالرَّسَن. وتقول: ضع الخِطام على مَرْسِنِه ومَخْطِمِه وهو أنفه.

  ومن المجاز: ما أحسَن مَرْسِنَها! قال العجّاج:

  وفاحِماً ومَرْسِناً مُسَرَّجا

  وقال:

  وتَرَى الذَّنِينَ على مَرَاسِنِهمْ ... يَوْمَ الهِيَاجِ كمازِنِ الجَثْلِ

  النمل. وتقول: أرغم الله مراسِنهم ومحا محاسِنهم. وأرْسَن المهرُ إذا انقاد وأذعن وأعطى برأسه. وأرسَنَ فلانٌ بعد الطِّماح؛ قال رؤبة:

  ومن تُعَلِّمْه القيادَ أذْعنا ... بالمدّ والتّقحيم حتى يُرْسِنَا

  وقال ابن مقبل:

  أراكَ تَجري إلَينا غير ذي رَسَنٍ ... وقد تكونُ إذا نُجْرِيكَ تُعْنِينَا

  رسو - جبل راسٍ، وجبال راسيات ورواسٍ. وأرساها الله تعالى. ورَسَا وتَرَسّى: ثبت. ورَسَتِ السفينة: انتهت إلى قرار فبقيت لا تسير، وأَرْسَوْها بالمِرْساة وهي الأنجر. ورستْ قدماه في الحرب. {وَقُدُورٍ راسِياتٍ} لا يستطاع تحويلها لثقلها فهي في مكانها.

  ومن المجاز: ما أرْسَى ثَبِيرٌ: ما أقام، وأصله من إرساء السفينة. وألقَوْا مراسيَهم إذا أقاموا. وألقتِ السّحابةُ مراسِيها؛ قال زهير:

  وأينَ الذينَ يحضُرُونَ جِفَانَهُ ... إذا قُدّمَتْ ألقَوْا لهنّ المَراسِيَا

  وقال آخر:

  إذا قُلت أكْدَى الوَدْقُ ألقى المَرَاسِيَا

  ورَسَا الفحلُ بالشَّوْل إذا تفرّقت فصاح بها فاستقَرّتْ.

  رشأ - عندي جارية من النَّشَأ أشبه شيء بالرَّشَأ؛ وهو الغزال إذا تحرّك ومشى.

  رشح - رَشَحَ جبينُه، وبجبينه رَشْحٌ. وتقول: لَرَشْحَةٌ في الجبين أحسن من شمم بالعِرنين. وجِلدُه راشحٌ بالعَرَق.

  ومن المجاز: هو مُرشَّح للخلافة، وأصله ترشيح الظبية ولدَها تُعوّده المشيَ فتَرَشَّح. وغزال راشح، وقد رَشَحَ إذا مشى ونزا، وأمُّه مُرْشِحٌ، وقد أرشَحَت، كما يقال: مُشْدِنٌ وأشدنَتْ. ورُشِّح فلان لأمر كذا وترشّح له. ورَشّحَ النّدى النّباتَ. ورَشّح مالَه: أحسن القيام عليه. واسترشَحَ البُهْمَى: علا وارتفع؛ قال ذو الرّمّة:

  يُقَلِّبُ أشباهاً كأنّ مُتُونَها ... بمسترشِحِ البُهمى ظهورُ المَدَاوِكِ

  ورَشَحَتِ القِربةُ بالماء. ورَشَحَ الكوزُ. و «كلُّ إناء يَرْشَح بما فيه». وتقول: كم بين الفرات الطافح والوشل الرّاشح؛ قال الأخطل:

  وإذا عدَلتَ بهِ رِجالاً لم تَجِدْ ... فيضَ الفراتِ كراشحِ الأوْشَالِ

  وأصابني بنَفحة من عطائِه ورَشْحة من سَمائِه.

  رشد - رجل راشد ورشيد وفيه رُشْد ورَشَد ورشاد، وقد رَشَد يرشُد، ورَشِد يرشَد. واسترشدتُه فأرشدَني. وأخذ في سبيل الرّشاد. وهو يمشي على الطريق الأسدّ الأرشد. وتقول للمسافر: راشداً مَهدِيّاً، ولمن يقول أريد أن أفعل كذا: رَشِدْتَ ورَشِدَ أمرُك. ولا يعمى عليك الرّشدُ إذا أصاب وجه الأمر. وهو يَهدي إلى المرَاشد.

  ومن المجاز: هو لرَشْدَةٍ ولرِشْدَةٍ إذا صَحّ نسبه.

  رشش - رَشّ عليه الماءَ. ورَشّ البيتَ، ومكان مرشوش. ورَشّتِ السّماءُ وأرَشّتْ. وأصابنا رَشٌ من مطر. وترشّشَ عليه الماء، وأصابه رَشَاشٌ منه. ورَشّ الحائكُ النّسج بالمِرَشّة. وأرشّتِ الطّعنةُ، وطعنَةٌ مُرِشّة، ولها رَشَاش من الدّم. وشِوَاءٌ رَشْرَاشٌ: يقطر ودكه. وقد تَرَشْرش. وأرشّ فرسه إرشاشاً: عرّقه بالرّكض.