أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رضع

صفحة 235 - الجزء 1

  ومن المجاز: سمعتُ بما نزل بك ففَتّ كبدي ورَضّ عظامي.

  رضع - رَضَعَ الصبيُّ الثديَ وارتضعه رَضْعاً ورَضِعاً كخَنِقٍ وسَرِقٍ، ورَضاعاً، ورَضاعة. وصبيّ راضع، وصبيانٌ رُضَّعٌ، وأرضعته أمُّه، وهي مُرضِعٌ ومُرْضِعة، وهنّ مراضعُ {حَرَّمْنا عَلَيْهِ الْمَراضِعَ}. وهو رَضِيعي، وراضعتُه وتراضعنا. وراضَعَ ولدَه رِضَاعاً: دفعه إلى الظّئر، واسترضعَ ولدَه: طلب إرضاعَه {وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلادَكُمْ}. وارتضعَتِ العنزُ: رضعتْ نفسها؛ قال:

  إنّي وجدتُ بني أعيا وحاملهم ... كالعَنزِ تَعطِفُ رَوْقيها فترتضِعُ

  ومن المجاز: فلان يرضع الدّنيا ويذمّها؛ قال عبد الله ابن همام:

  وذمّوا لنا الدّنيا وهم يَرْضَعُونَها ... أفاوِيقَ حتى ما يدِرّ لها ثُعْلُ

  وفلان رضيع اللُّؤم، وهم رُضَعاء اللُّؤم. وبينهما رِضَاع الكأس؛ وقال الأعشى:

  تُشَبُّ لمقرُورين يَصطَليانِها ... وباتَ على النّارِ النّدى والمُحَلَّقُ

  رَضيعَيْ لِبَانٍ ثديَ أُمٍّ تَقاسَمَا ... بأسْحَمَ داجٍ عَوْضُ لا نَتَفَرّقُ

  ولئيم راضعٌ ورضّاعٌ: مبالغ في اللّؤم، وأصله أن يرضعَ شاته لئلّا يُسمع صوتُ حلبه؛ قالت لُبَابَةُ الأسديّة:

  هَجمَةُ رضّاعٍ لَئيمِ المَزْدَقِ ... لا يُطعمُ الضّيفَ إذا لم يَفْرَقِ

  ولما نَقلوه إلى معنى المبالغة في اللّؤم بنوا فعله على فَعُلَ فقالوا: رَضُعَ رَضَاعة فهو رضيع. ويقال للشحّاذ: الرّاضع لأنّه يَرضع النّاس بسؤاله؛ قال جرير:

  ويَرْضَعُ مَن لاقى وإن يَلْقَ مُقعَداً ... يَقودُ بأعمى فالفرَزْدَقُ سائلُهْ

  وما حمله على ذلك إلّا اللّؤم والرَّضاعة وإلّا اللّؤم والرَّضِعُ. وتقول: استعذ من الرَّضاعة كما تستعيذ من الضراعة: من الذلّ. وهبّتِ الرَّضَاعة وهي ريح بين الدَّبور والجنوب تسمّى: المُصَيريّة لأنّه يغرِّزُ عنها المالُ كأنّها ترضع ألبانها فتذهب بها.

  رضف - لبن رَضِيف: أوغر بالرَّضْف، وهو الحجارة المحماة؛ قال المستوغر:

  يَنِشُّ الماءُ في الرَّبَلاتِ مِنها ... نَشيشَ الرَّضْفِ في اللّبنِ الوَغِيرِ

  وشربتُ الرَّضيفة. وجمل مرضوف: يُلقَى الرَّضْفُ في جوفه حتى ينشوي.

  ومن المجاز: هو على الرَّضْف إذا كان قلقاً مشخوصاً به أو مغتاظاً. ورضّفته ترضيفاً: أغضبته حتى حمي كأنِّي جعلته على الرَّضْف. وشاة مطفئة الرَّضْف: للسمينة. وفلان ما يُندّي الرَّضْفة أي هو بخيل. و «خذ من الرَّضْفة ما عليها» مثل في اغتنام النزر من البخيل.

  رضم - رأيتُ إبلاً كالرِّضام والرَّضْم وهي صخور عظام الواحدة رَضْمة. وبنى داره بالرِّضام. وبناء رَضِيم: مبنيّ بالصّخر، وبنى بناء قد رَضمَ فيه الحجارة: وضع بعضها فوق بعض.

  رضو - فعل ذلك ابتِغاء رِضوان الله ورضاه ومَرْضاتِه، وطلب مَراضِيَ الله فيما فعل. ورضِيتُه ورضيتُ به صاحباً. وهذا شيء رِضاً: مرضيّ. وما فعلته إلّا عن رِضْوَة فلان؛ قال رُوَيْشِدٌ شاعر فزارة:

  وقالت بنو قحطانَ أنتَ تحوطُنا ... على رِضْوَةِ الرّاضِينَ والسَّخَطاتِ

  وأعطاه حتى أرضاه ورضّاه. واسترضَيته: طلبت رضاه. وترضّيتُه بمال إذا طلبت رضاه بجهد منك. واسترضيته: طلبتُ إليه أن يرضيني. وارتضاه لصحبته ولخدمته. وتراضياه، ووقع به التراضي.

  رطب - شيء رَطْبٌ ورطيب: مبتلّ بالماء أو رَخْص في المَمْضغة، وقد رَطُبَ رُطوبة. ورطّبتُ الثوبَ: بلّلته. وجزأتِ الماشيةُ بالرُّطْبِ عن الماء وهو الكلأ الرَّطْب. وأرض