أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

رفف

صفحة 242 - الجزء 1

  وانحَطّ. وترفّع الضُّحَى؛ قال ابن مقبل:

  سُرُحُ العَنيقِ إذا تَرَفّعَتِ الضُّحى ... هَدْج الثَّفَالِ بِحملِه المُتثاقِلِ

  شبّه اضطراب الآل بهدجان هذا البعير واضطرابه في مشيه. وترفّع عن كذا. ورفعتِ النّاقة لبنها، وناقة رافع إذا لم تدرّ. ورَفَعوا في البلاد: أصعدوا؛ قال الراعي يصف ظعائن:

  دعاهنّ داعٍ للخَريفِ ولم تكُنْ ... لهنّ بلاداً فانتَجَعنَ رَوَافِعَا

  ورافَعني فلان وخافضَني فلم أفعل أي داوَرَني كلّ مداورة. وكلامٌ مرفوع: جهير. ويقال في وصف المرأة: حديثها موضوع وليس بمرفوع؛ قال الفرزدق:

  وكلامهنّ إذا التَقَينَ كأنّما ... مرْفوعُهُ لحَديثهِنّ سِرَارُ

  أي جهره كالسرّ. وهو رفيع الصّوت، ورفع صوته وخفَضه. وفي صوته رَفاعة ورُفاعة، بالفتح والضمّ، كالطَّلاوة والطُّلاوة. ورفَعتُه لأمر كذا: قدّمته إليه. ورُفعت له غاية فسما إليها؛ قال بشر:

  إذا ما المكرُماتُ رُفعنَ يَوْماً ... وقَصّرَ مُبتَغوها عن مَداها

  وضَاقتْ أذرُعُ المُثرِينَ عَنها ... سَما أوْسٌ إليها فاحتَوَاها

  وفي الحديث: «رُفع له عَلَمٌ فشمّر إليه». ودخلتُ عليه فلم يرفع لي رأساً. ورفعوا إليّ عيونهم.

  رفغ - امرأة رفغاء: واسعة الرُّفْغ. «ولا يزال رَفْغُ أحدكم بين ظفره وأنملته». والأَرْفاغ مجامع الأوساخ فتعهّدوها، وهي المغابن. وفلان في العيش الرافغ والرّفيغ والأرفغ؛ قال:

  تحتَ دُجُنّاتِ النّعيمِ الأرْفَغِ

  وإنّه لَفي رَفَاغة من عيشه ورَفاغِيَة وهي السّعة والخصب.

  ومن المجاز: نزلوا في أرفاغ الوادي وفي رَفْغ الوادي وهو ألأم موضع منه وشرّه تراباً. وهو من أرفاغ قومه: سِفْلتهم وأراذلهم.

  رفف - بات يَرُفّ ويَرِفّ شفتيها: يرشفهما. وفي حديث أبي هريرة: «إنّي لأرُفّ شفتيها وأنا صائم». ورفَ البقلَ ونحوه: أكله؛ قال:

  واللهِ لَوْلا خشيَتي أبَاكِ ... ورهبَتي من جانِبٍ أخَاكِ

  إذاً لرَفّتْ شَفَتايَ فَاكِ ... رَفَ الغَزَالِ ثَمَرَ الأرَاكِ

  ورُويَ وَرَقَ. وذهب من كان يحُفّه ويرُفّه أي يضمّه ويحبّه ويشفق عليه شفقة من يُرفّ ولده أو حبيبه. وما له حافٌّ ولا رافٌ. ورَفّ النّباتُ يرِفّ، وله وريفٌ ورفيف وهو أن يهتزّ نضارة وتلألؤاً. وروضة رفّافة، وشجر أحْوَى الظّلّ رَفّاف الورق. ورأيتُ الأقحوان يرِفّ رفيفاً ويرتَفّ ارتفافاً. وثوب رَفيف بيّن الرَّفَف: رقيق. ورفرفَ الطائر: حرّك جناحيه وهو لا يبرح مكانه. وضربتِ الرّيحُ رَفرَفَ الفسطاطِ وهو أسفله وذيله ورَفارِفَه. وهو يجرّ رَفرَفَ قميصه، ورَفرَفَ درعِه؛ قال أبو طالب:

  تَتابَعَ فيهِ كلّ صَقْرٍ كأنّه ... إذا ما مشَى في رَفرَفِ الدّرْعِ أحرَدُ

  من حَرِدَ البَعيرُ وهو أن تنقطع عَصَبَةٌ في يده فينفضها إذا مشى. وثوبٌ رفرفٌ: رقيق. وفرشوا لنا رَفرفاً وهو ضربٌ من البُسُط الخضر. وأقعدني على رَفرفةٍ بين يديه.

  ومن المجاز: رفرفَ على ولده إذا تحنّى عليه؛ قال الطائي:

  ورَحمة رَفرَفتْ منهُ على الرّحم

  وما أملح رَفرَفَ الأيكة وهو ما تهدّل من الغصون وانعطف من النبات. وثغر رَفّاف: يرِفّ كالأقحوان. وإنّ ثغرَها ليَرِفّ رَفيفَ الأقاحي وهي في بياضها كبيض الأداحي؛ قال:

  وأنفٍ كحرفِ السّيفِ زَيّن وجهَها ... وأشنَبَ رَفّافِ الثّنَايا لهُ ظَلْمُ

  وقال المسيّب بن عَلَس:

  ومَهاً يَرِفُ كأنّهُ بَرَدٌ ... نزل السّحابةِ ماؤهُ يَدِقُ