أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

روم

صفحة 260 - الجزء 1

  ومَكّةُ راوُوقُ الرّحالِ فهاكَهُ ... مُصَفًّى وخُذْ مَن شئتَ منهم مُكَدَّرَا

  وروّق فلان لفلان في سلْعته إذا رفع في سَوْمها وهو لا يريدها.

  رول - روّل رأسه من الدّهن: روّاه. وروّل الخبز بالسّمن وبالأدم. وروّل الفرس: أدلى ليبول. وتروّل في مِخلاته: سال فيها رُواله وهو لُعابه. وظُهّرتْ أسنانه بالرَّواويل؛ قال أبو حاتم: كلّ سنّ رديفٍ لسنّ فهو راوول؛ قال:

  أسنانُها أضْعفَتْ في حَلقِها عَدَداً ... مُظهَّرَاتٌ جَميعاً بالرّوَاويلِ

  روم - هو ثبت المقام بعيد المرام. وقد رام الشيءَ رَوْماً، وهم رُوَّمٌ له غير نُوَّم عنه. وما كان يروم أن يفعل فروّمتُه: جعلته يرومه.

  روي - هو رَيّان وهي رَيّا وهم رِوَاء، وقد رَوِيَ من الماء رَيّاً وارتوى وترَوّى، وأروى إبلَه وروّاها. وماء رَواء ورِوًى: للوارد فيه رِيّ. وعنده راوية من ماء، وله راوية يَستقي عليه وهو بعير السّقّاء والجمع الرَّوايا. وفي مثل: «أرْوَى من النّقّاقَة فما لي إلى الماء فاقة» وهي الضّفدع. وارتَوَيْتُ قَلوصاً من الإبل: جعلتها راوية. وروَيتُ على أهلي ورَوَيتُ لهم وروَيتُهم: استقيتُ لهم. واروِ لنا يا فلان. وشُدَّ الحِمل بالرِّواء وهو الحبل الذي تُشدّ به الأحمال. وروَيْتُ بعيري وأرويته: شددتُ عليه حمله. وروَيت على النّاعس لئلّا يسقط؛ قال:

  وشَدّ فوْقَ بَعضِهِمْ بالأَرْوِيَهْ

  وقال:

  أقبَلْتُها الخَلَّ من شَوْرَانَ مُصْعِدةً ... إنّي لأرْوِي علَيها وهيَ تَنطلِقُ

  وراويتُ صاحبي: شددتُ معه الرِّواء. والقصيدتان على رَوِيّ واحد.

  ومن المجاز: وجه رَيّان: كثير اللحم، وظمآن: معروق. وهو ريّانُ من العلم، وهم رِواء منه. وشرب شرباً رَوِيّاً. وسحاب روِيّ: عظيم القطر. وكأس رويّة. وارتوى الحبلُ: كثرت قواه وغلظت مع شدّة الفتل. وارتوتْ مفاصلُه: غلظت واستوت. وما زال يعلفه حتى ارتوى واستوى. وله رَيّا طَيّبَةٌ وهي الرّيح البالغة التي رَوِيت من الطيّب، صفة غالبة؛ قال المتلمّس:

  فلَوْ أنّ محمُوماً بخَيْبرَ مُدْنَفاً ... تَنشّق رَيّاها لأقلعَ صالبُهْ

  وشبعتُ من هذا الأمر ورَوِيتُ. ورَويتُ من النّوم إذا مللته وكرهته. وأرويتُ رأسي دهناً وروّيته. وإن فلاناً لراوية الدِّيَاتِ: حاملها، وبنو فلان رَوَايا الحَمالات؛ قال الكميت:

  وكُنّا قَديماً رَوَايا المئين ... بِنا يَثِقُ الجارِمُ المُبسلُ

  وقال أبو شأس:

  ولَنا رَوَايا يَحمِلونَ لَنَا ... أثقالَنا إذْ يُكْرَهُ الحَمْلُ

  ومنه قولهم: هو راويةٌ للحديث، وروى الحديثَ: حمله، من قولهم البعير يَروي الماءَ أي يحمله، وحديث مَرْوِيّ، وهم رُواة الأحاديث وراوُوها: حاملوها كما يقال: رُواة الماء. وروتِ القطاةُ فراخها: صارت راوية لها؛ قال ابن أحمر:

  تَرْوي لَقًى أُلْقيَ في صَفْصَفٍ ... تصْهرُهُ الشّمسُ فما يَنْصَهِرْ

  ورَوَى عليه الكذبَ: كذب عليه، وفلان لا يُروَى عليه كذب. وروّيتُه الحديثَ: حملته على رِوايته. وتقول: المتعلّم عطشان ما يُرويه إلّا مَنْ يروّيه.

  رهيأ - تَرَهْيأتِ السّحابة: تمخّضتْ بالمطر. ورَهْيأ الحِملَ: جعل أحد العِدْلَين أثقلَ من الآخر.

  ومن المجاز: قوله:

  فتلكَ عَنَانَةُ النَّقِماتِ أضْحتْ ... تَرَهيأُ بالعِقابِ لمُجرميها

  وتقول: إذا عزم على الغزو وتهيّأ نشأ غَمَام النّصر وترهيأ.

  رهب - رَهِبتُه وفي قلبي منه رَهبة ورَهَب ورَهَبُوت. وهو رجل مرهوب عدُوُّه منه مرعوب؛ قالت ليلى: