أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

زبل

صفحة 266 - الجزء 1

  تَسرَّطَها كالزُّبدة كما يقال: «جَذّها جذّ العَيْر الصِّلِّيَانَةَ». وزَبّدتُه ضرْبة أو رَمْية: عجَّلتُها له كأنّي أطعمتُه بها زُبدة. وزَبّدْتُه وزَبَدْتُه أزبِده، بالكسر: أرفدتُه. ونَهَى رسول الله ÷ عن زَبْدِ المشركين. وفلان يزابد فلاناً: يُقارضه الكلام ويوازره به. وأزبدَ السِّدْرُ: طلعت له ثمرة بيضاء كالزَّبَدِ على الماء. وأزبدَ الشيءُ: اشتَدّ بياضه. وأبيضُ مُزْبِد نحو يَقَق. وزبّدتُ القطنَ: نفشتُه. وسمعتُ خُضَيراً الهذليّ يقول: الحُدَاء زَبَدُ الفؤاد أي يرمي به القلب كما يَرمي الماء بِزَبَده أراد سهولته عليه.

  زبر - زَبَرْتُ البئر: طويتها بالحجارة. وزَبَرْتُ الكتابَ بالمِزبر: بالقلم؛ قال:

  قد قُضِيَ الأمرُ وجَفّ المِزْبَرُ

  وكتاب مزبور، وقد نطقت به الزُّبرُ، ورأيتُ في يده زِبْراً وزُبوراً، وأنا أعرف بزِبْرَتي أي بكِتْبتي. وعنده زُبْرَةٌ من حديد وزُبَرٌ. وأسد ضخم الزُّبْرَة وهي الشّعر المجتمع على كاهله ومرفقيه، ومنها قولهم: ازبأرّ شعرُه إذا انتفش. وزابرَ الثوبَ، وجزّ شعره فزَبَره إذا لم يسوّه وكان بعضه أطول من بعض. وزَبَرْتُه: زجرته. وأخذ الشيءَ بزوبره: بأجمعه. وغرَّته الدنيا بِزبرجها: بزخرفها.

  ومن المجاز: ما له زَبْرٌ: عقل وتماسك؛ قال ابن أحمر:

  وَلهَتْ علَيهِ كُلُّ مُعصِفَةٍ ... هَوْجاء لَيسَ للُبّها زَبْرُ

  وذهبت الأيّام بطراءته ونفضت زِئبَره إذا تقادم عهده.

  زبل - عنده زُبُلٌ من التّمر وزنابيل. وزَبَلْتُ الأرضَ: سمّدتها أزْبِلُها، بالكسر. واجتمع له زِبْلٌ كثير. والدنيا كالمَزْبلة، والذين اطمأنّوا إليها كلابُ المزابل.

  ومن المجاز: ما قطعتُ له قِبالاً ولا رَزَأته زُبَالاً وزِبالاً أي أدنى شيء، وأصله ما تحمله النّملة بفيها؛ قال ابن أحمر:

  كرِيم النِّجارِ حَمَى ظَهرَهُ ... فلم يرْتَزِئ بركوبٍ زُبالا

  زبن - أراد حاجة فزَبَنَه عنها فلان: دفعه. والنّاقة تَزبِن ولدها عن ضرعها، وتَزبِن حالبها، وناقة زبون. وزابنه: دافعه مزابنة وتزابنوا تدافعوا. ونُهِيَ عن المُزابَنَة وهي بيع ما في رأس النّخلة بالتّمر لأنّها تؤدّي إلى المدارأة والخصام. ووقع في أيدي الزّبانِية وهم الشُّرَط لزبْنهم النّاس، وبهم سُمّيتْ زبانية النّار لدعّهم أهلها إليها. ورجل ذو زَبُّونة: مانعٌ جانبه بالدّفع عنه، وذو زَبُّونات؛ قال:

  وَجدتمُ القوْمَ ذوي زَبُّونَهْ ... وجِئتُمُ باللّؤمِ تَنْقُلُونَهْ

  حُرِمتمُ المَجدَ فلا تَرْجونَهْ ... وحالَ أقوامٌ كِرَامٌ دونَهْ

  وقال سَوّار بن مُضَرَّبٍ:

  بذَبّي الذّمَّ عن حَسَبي بمالي ... وزَبوناتِ أشوَسَ تَيَّحَانِ

  وضربَتْه العقربُ بزُباناها وهي ما تزبِن به من طرف ذنبها؛ قال مَرّارُ بن مُنقِذ:

  زُبَانَى عَقرَبٍ لم تُعطِ سِلْماً ... وأعْيَتْ أنْ تُجيبَ رَقًى لرَاقي

  وعن الأصمعيّ زُبانَياها: قرناها.

  ومن المجاز: حربٌ زَبُونٌ: صعبة كالنّاقة الزَّبون في صعوبتها؛ قال أوس:

  ومُستَعجب ممّا يرَى من أناتِنا ... ولوْ زَبَنَتهُ الحرْبُ لم يترَمرَمِ

  وقال النّمر:

  زَبَنتكَ أركان العدوّ فأصْبَحَتْ ... أجَأٌ وجُبّةُ من قَرَارِ ديارِها

  الضّمير لحبيبته جمرةَ. وتحته جمل يزبِن المطيّ بمنكبيه إذا تقدّمها وسبقها. وزبَنتَ عنّا هديّتك ومعروفك إذا زواها وكفّها. وأَزبنوا بيوتكم عن الطريق: نحّوها. وفلان زَبون: لمن يُزبَن كثيراً ويُغبن وهو من باب ضَبوثٍ وحَلوبٍ في أن الفعل مسند إلى السبب مجازاً؛ كقوله:

  إذا رَدّ عافي القِدر مَن يَستَعيرُها

  واستزبنه، وسمعتهم يقولون: تزبّنه. وأراد فلان أن يتزبّنني فغلبته.