أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

زحف

صفحة 268 - الجزء 1

  ومن المجاز: فلان يزاحر فلاناً: يعاديه ويَحْبَنْطئ له.

  زحف - زحَفْتُ إليه وتزَحّفتُ. ومشيه زَحْفٌ وزُحوف وزَحَفَانٌ: فيه ثقل حركة؛ وقال أعشى همدان:

  لمَنِ الظّعائِنُ سَيرهنّ تَزَحُّفُ

  وزَحَفتِ الحيّة وكلّ ماش على بطنه، وهذه مزاحف الحيّات؛ قال أبو العِيال الهذلي:

  كأنّ مَزَاحِفَ الحَيّاتِ فيها ... قُبَيلَ الصُّبْحِ آثارُ السّياطِ

  والصبيّ يزحف على الأرض ويتزحّف، وأطربَه النشيد فزَحف عن دَسته. وزحفَ الدَّبَا: مضى قُدُماً. وأرْسَحَتهنّ نارُ الزّحْفَتَين وهي نار العرفج لأنّها سريعة الوقدة والخمدة فلا يبرحن يتقدّ من ويتأخّرن زحْفاً إليها وعنها. وزحف البعيرُ وأزحف: أعيا حتى جرّ فِرْسِنه، وناقة زَحوف ومزحاف وإبل زواحف وزُحَّف ومَزاحيف. وأزحف القوم: زحفتْ ركابهم. وزحّف الشيءَ: جرّه جرّاً ضعيفاً. وزحف العسكرُ إلى العدوّ: مشوا إليهم في ثقل لكثرتهم، ولقوهم. زَحْفاً. ومشى الزّحْفُ إلى الزّحْف والزُّحُوفُ إلى الزُّحوف. وتزاحف القوم، وزاحفناهم. وأزحفَ لنا بنو فلان: صاروا زَحْفاً لقتالنا. ومَنْ أزحَفَ لكم: مَنْ يقاتلكم. ورجُلٌ زُحَفَة زُحَلَة: رَحّالٌ إلى قرب وليس بسيّاح ولا طيّاح في البلاد. وزَحْلَفه فتزحْلف. ولعبوا بالزُّحْلُوفة وبالزَّحاليف.

  ومن المجاز: أزحفت الرّيح الشجر حتى زَحَف: حركتْه حركة ليّنة، وأخذت الأغصان تزحَف. وسهم زاحف: يقع دون الغرض. وخرجوا يَقْرون مزاحف السّحاب: مصابّه ومواقع قَطْره. وناقة فيها زحاف وهو أن تكون سريعة الحَفَا. وفي البيت زِحاف وهو نقص في الأسباب، وبيتٌ مُزاحَف، وقد زُوحِفَ لأنّه تَنْحِيَةٌ عن السّلامة وزَحْلَفَة عنها؛ وقال لبيد يصف حماراً:

  وزالَ النَّسيلُ عن زَحاليف مَتْنه ... فأصبَحَ مُمتَدَّ الطّريقَةِ قافِلا

  زحل - ما لي عنه مَزْحَل: مَبعَد، وقد زحلْت عنه. ودخل عليه فزَحَل له عن مكانه. وعَقَبة زَحُول: بعيدة. ورجل زُحَل وزُحَلَة: متنحّ عن الشيء.

  ومن المجاز: أزحلتُ إليه الأمر: ألجأتُه إليه.

  زخخ - للجَمْر زَخِيخ وهو شدّة بريقه، وقد زخّ الجمر، وانظر إليه كيف يَزِخّ. وزخّه في وهدة: دفعه فيها. وفي الحديث: «مثلُ أهلِ بيتي كمثل سفينة نوح مَنْ رَكِبَها نجا ومن تخلّف عنها غَرق وزُخّ في النّار». وزُخّ في قفاه.

  ومن الكناية: هذه مِزَخّة فلان: لامرأته. ويروى لعليّ رضي الله تعالى عنه:

  طُوبَى لمَن كانَتْ لهُ مِزَخّهْ ... يَزُخّها ثمّ يَنَامُ الفَخّهْ.

  وبات يَزُخّها: ينكحها.

  زخر - بحر زاخر وزخّار، وقد زَخَر زَخيراً: طما مدّه، وتزخّر تزخُّراً وهو تملُّؤه، و {أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها}. وللماء زخارف: طرائق. وتقول: للأرض من وشي الرّياض زخارف، وللماء من جَرْي الرّياح زخارف.

  ومن المجاز: زخر القوم: جاشوا لحرب أو نفير، وزخَرَتِ الحرب؛ قال:

  إذا زَخَرَتْ حَرْبٌ ليَوْمٍ عَظيمَةٌ ... رأيتَ بحوراً من بحورِهِمُ تَطْمُو

  وزخرَ النّبات: طال. وأخذت الأرضُ زُخارِيَّها إذا زَخَر نباتها، وأخذ النّبتُ زُخارِيَّه. وكلُّ أمر تمّ واستحكم فقد أخذ زُخارِيَّه، مثل عندهم. وتقول: النّبت إذا أصاب رِيّه أخذ زُخارِيّه. واكتهلت زواخر الوادي: أعشابه؛ قال زهير:

  فاعتمّ واكتَهَلَتْ زواخِرُهُ ... بتَهَاوِلٍ كتَهاولِ الرَّقْمِ

  قَصَرَ التّهاويل. وفَخَرَ فلان بما ليس عنده وزَخَر، وفاخرت فلاناً وزاخرتُه ففخرتُه وزخرتُه: غلبتُه. ورجل زاخر: جَذْلان. وفلان بحر زاخر وبدر زاهر؛ وهو من البحور أزخرُها ومن البدور أزهرُها؛ ورأيتُ البحارَ فلم أرَ أغلبَ منه زَخْرة والجبالَ فلم أرَ أصلبَ منه صخرة.

  زرب - رأيته قاعداً على زَرْبِيّة، وله الزَّرابيّ الحِسان وهي القُطوع الحِيريّة وما كان على صَنْعتها. والغنَم في زَرْبها