أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

زرف

صفحة 270 - الجزء 1

  هو ابنُ المُحِلّ بن قُدامة كان يُدَاوَى من الكَلَب. والكَلِب يهِرّ كالكَلْب. ويقال: إنّ الكَلْبَ الكَلِب إذا عَضّ إنساناً ألقحه بِأجْرٍ صِغار فإذا دُووِي بال عَلَقاً في صُوَر الكلاب. وزُرع لفلان بعد شَقَاوة إذا استغنى بعد الفقر.

  زرف - زَرّفْتُ على السّتّين: زِدتُ. وفلان يُزَرِّف في الحديث. وأتتْنا زَرافة من بني فلان وجاؤوا بزَرَافتهم. وطاروا إليه زَرافاتٍ وَوُحْداناً. وفي كتاب سيبويه: خلق الله الزَّرافة يَدَيْها أطوَلَ من رِجْلَيها؛ وهي مسمّاة باسم الجماعة لأنّها في صورة جماعة من الحيوان، وجاء بها ابن دُريْد مضمومة الزّاي وشكّ في كونها عربيّة.

  زرق - في عينه زرَقٌ وزُرقة، وزرِقتْ عينه وازرَقّتْ وازراقّتْ، وعين زرقاء وعيون زُرْق. وزرقه بالمزراق.

  ومن المجاز: سنان أزرق وأسنّة زُرْق. وماء أزرق، ونطفة زرقاء، وجِمام زُرْق؛ قال يصف خمراً:

  شِيبَتْ بزَرْقاء من قمراء تَنسجُها ... في رأسِ أعيَطَ وَهْناً بَعدَ إعتَامِ

  وقال زهير:

  ولمّا وَرَدنا المَاء زُرْقاً جِمامُهُ ... وضَعنَ عصِيّ الحاضِرِ المُتَخَيّمِ

  وثريدة زُرَيْقاء تشبّه تفاريقُ الزّيت فيها بالعيون الزُّرق. ولا يُقاس الزُّرَّق بالأزرق وهو طائر بين البازي والشاهين، والأزرق: البازي. وزَرقه ببصره: حدَجه. وزَرَق الطائرُ والسّبعُ بسلحه: رمى به. وخرجتْ عليهم الأزارِقة: قوم من الخوارج.

  زري - أزريتُ به: قصّرتُ به وحقّرته، وزريتُ عليه فعله: عبته وعنّفته. وازدرتْه عيني: احتقرتْه. وترك إكرامه إزراء به وازدِراء له وزِرايةً عليه؛ قال النّابغة:

  نُبّئْتُ نُعْماً على الهِجْرانِ زارِيَةً ... سَقياً ورَعياً لذاكَ العاتِبِ الزّارِي

  زعب - رُمح زاعبيّ ورماح زاعبيّة: نُسبتْ إلى رجل من الخزرج كان يعمل الأسنة، عن المبرّد، وقيل: هي العسّالة التي إذا هُزّتْ تدافعتْ كالسّيل الزاعب يَزعَب بعضُه بعضاً أي يدفعه، وياء النسبة للنسبة إلى الزاعب لمعنى التشبيه به أو للتأكيد كياء الأحمريّ.

  زعج - أزعجه من بلاده: خلاف أقرّه. وانزعج من مكانه. وامرأة مِزعاج: لا تقرّ في مكان.

  زعر - فيه زَعَرٌ: قلّة شَعر وريش وتفرّقٌ حتى يبدوَ الجلد؛ قال ذو الرّمّة:

  كأنّها خاضِبٌ زُعْرٌ قَوَادمُهُ ... أجْنَى لهُ باللّوَى آءٌ وتَنّومُ

  وهو أزعر وهي زعراء، وقد زَعِر وازعارّ.

  ومن المجاز: مكان أزعر: قليل النّبات كقولهم: أكمة صلعاء. وزَعِر الرجل زَعَراً إذا ساء خلقه وقلّ خيره، وخُلُق زَعِرٌ مَعِرٌ، وفيه زَعَرٌ وزَعارة بالتخفيف والتشديد. وتقول: فلان تدَّعيه الدَّعارة وتشهد له الزَّعارة.

  زعزع - زعزعتِ الرّيح الشجر وهو التحريك بشدّة، وزُعزع الشيء وتزعزع؛ قالت:

  فوَ اللهِ لَوْلا اللهُ لا شيء غَيرهُ ... لزُعزعَ من هذا السّريرِ جَوانبُهْ

  وريحٌ زَعزَعٌ وزَعزاعٌ ورياح زعازع.

  ومن المجاز: جرْيٌ زعزعٌ: شديد؛ قال:

  وبهِ إلى أخرَى الصّحابِ تَلَفُّتٌ ... وبهِ إلى المَكْرُوبِ جَرْيٌ زَعْزَعُ

  ونزلتْ به زعازع الدّهر: شدائده؛ قال سليمان بن حُييّ البَوْلانيّ:

  إنّا لتَحتَلّ الفَضاءَ بُيوتُنا ... إذا زعزَعتْ مولى الذّليلِ الزّعازعُ

  وزعزعتُ الإبلَ في السير فتزعزَعتْ: حثثتُها؛ قال الأخطل:

  وما خفتُ منها البَين حتى تزَعزَعتْ ... هَماليجُها وازوَرّ عني دَليلُها

  زعفر - زعفرَ الثوبَ: صبغه بالزّعفران، وثوب مزعفَر. وتقول: لا يستوي الأعفر بالصَّريمه والمزعفَر ذو الصَّريمه والأسد ذو الجدّ والعزيمه.