أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

زفي

صفحة 272 - الجزء 1

  ووَلّى يُطِنّ المرْوَ عن صَفحاتِه ... من الحُقبِ هِمهيمٌ شديدٌ زَوافرُهْ

  وبأيديهم الزّوافر أي القسيّ لزفيرها؛ قال الكميت:

  وكُنّا إذا ما الجَمعُ لم يَكُ بَينَنا ... وبَينَهُمُ إلّا الزّوافرُ تَنحَبُ

  من النّحيب. ودابة غليظ الجُفره عظيم الزُّفره؛ وهي من قول الراعي:

  حُوزِيّة طُوِيَتْ على زَفَرَاتِها ... طيَّ القَناطرِ قد بَزَلنَ بُزُولا

  وقول الجعديّ:

  خِيطَ على زَفْرَةٍ فتَمّ وَلم ... يرْجعْ إلى دِقّةٍ وَلا هَضَم

  كأنّه زَفَر زَفْرة فطُبع على ذلك منتفِخ الجنبين. وفلان نوْفَلٌ زُفَرٌ: للجواد شُبّه بالبحر الذي يزفِر بتموّجه.

  زفف - زفّ العروس إلى زوجها، وهذه ليلة الزِّفاف. وزَفّ الظّليم وزفزف. وزفّتِ الرّيح وزفزفتْ زفيفاً وزَفْزفة وهي سرعة الهبوب والطيران مع صوت، وريحٌ زَفْزَفٌ، وزَفْزفتْه الرّيح: حرّكتْه. وبات مزفْزَفاً؛ وأنشدني سلامة بن عيّاش الينبعيّ بمكّة يوم الصّدَر:

  فبِتُّ مُزَفزَفاً قد أنشبتَني ... رَسيسَةُ وِرْدِ بَينِهُمُ أُحَاحَا

  لعلْمي أنّ صرْفَ البينِ يُضْحي ... يُنِيلُ العَينَ قرّتها لِمَاحَا

  واستزفّه السّيل: ذهب به. وألين من زِفّ النّعام.

  ومن المجاز: زَفّوا إليه: أسرَعوا. ويقال للطائش الحلم: قد زَفّ رألُه. وجئته زَفّة أو زفّتين: مرّة أو مرّتين وهي المرّة من الزّفيف كما أن المرّة من المرور.

  زفل - جاؤوا أزْفَلَةً وأجْفَلَةً وبأزْفَلَتهم وأجْفَلَتِهم: بجماعتهم؛ قال:

  إنّي لأعْلَمُ ما قَوْمٌ بأزْفَلَةٍ ... جاؤوا لأخبر من لَيلى بأكْيَاسِ

  جاؤوا لأخبر من لَيلى فقُلتُ لهمْ ... لَيلى من الجنّ أم ليلى من النّاسِ

  زفن - الصوفيّة زَفّانة حَفّانة، يزفنون: يرقُصون، ويحفِنون: يجرفون الطعام بحَفناتهم. وامرأة زافنة: تكفي الرجل المؤونة عند الجماع؛ قال:

  سَبَيْنا زَوافنَ من حِمْيَرٍ ... إلى كلّ شهباء مثل القمرْ

  وناقة زَفون: زبون. ودنوتُ منه فزفَنني: دفعني عنه.

  زفي - الحادي يَزْفي المطيّ: يسوقها.

  ومن المجاز: زَفَتِ الرّيحُ السّحابَ والترابَ. والأمواج تَزفي السفينة. والمحتضَر يَزفي بنفسه: يسوقها.

  زقف - تزقّف اللّقمةَ وازدقفها: ابتلعها.

  ومن المجاز: تزقّف الكرةَ بالصولجان. وقال أبو سفيان لبني أميّة: تزقَّفوها تزقُّف الكرة، يعني الخلافة.

  زقق - زقّق مسكَ الشّاة؛ قال الطرِمّاح:

  فلوْ أنّ بُرْغوثاً يزَقِّقُ مَسكَه ... إذاً نَهِلَتْ منْهُ تَميمٌ وعَلّتِ

  وما هو إلّا زِقٌ منفوخ. وطاف في أزقّة مكّة. والطائر يزُقّ فرخه.

  ومن المجاز: ما زلت أزُقّه العلم. ومات لأعرابيّ أخ فلم يحضر جنازته وقال: إنّه كان والله قَطّاعاً زَقّاقاً جَرْدَبيلاً أي يقطع اللّقمة بأسنانه ثمّ يغمسها في الأدم ويشرب الماء وفي فيه الطعام ويحفظ اللحم بشماله لئلّا يأكله غيره.

  زقل - زَوْقَلَ العمامة: أرخى طرفيها من ناحيتي رأسه. وأخرجوا الزّواقيل من تحت العمائم والقلانس وهي الشعور التي يخرجونها تحتها.

  زقم - تقول: من أنكر أن يقوم أطعمه الله تعالى الزَّقُّوم. ويقال: إن أهل إفريقية يسمّون الزُّبد بالتّمر: زَقُّوماً وهو من قولهم: إنّه ليزقم اللّقم ويتزقّمها ويزدقمها: يبتلعها. وبات يتزقّم اللّبن إذا أفرط في شربه.

  زقو - سمعتُ زُقاء الديك والهامة والصبيّ. وزَقَى زَقْية واحدة. و «أثقل من الزَّواقي» وهي الدّيَكة أو أصواتها