أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

زمر

صفحة 275 - الجزء 1

  وسار عُقْبَةً زَموخاً؛ قال رجل من هذيل في بعير شرد له:

  لكَ اللهُ عندي صحبةٌ وكرامَةٌ ... وقَيدٌ وَثيقٌ في الضَّريعِ الأباهر

  اليُبَّس، جمع الأبهر.

  وحملٌ ثَقيلٌ بَعدَ ذاكَ وعُقْبَةٌ ... زَموخٌ وحادٍ في الرِّقاقِ قُراقِر

  صَيّاح. وكَيْلٌ زامخ: وافر؛ قال:

  حتى إذا ما مَلّتِ المُنَاوِخَا ... كالَ لهَا بالوَزْنِ كَيْلاً زَامخَا

  أي كال لها السّير.

  زمر - صبيّ زَمِرٌ: زَعِرٌ قليل الشّعر، وشاة زَمِرَة، وغنم زَمِراتٌ، وشعر زَمِرٌ. وجاؤوا زُمَراً: جماعات في تفرقة بعضها في إثر بعض. والزَّمّار يَزمُرُ ويَزمِرُ في المِزمار: ينفخ فيه.

  ومن المجاز: فلان زَمِرُ المروءة. وعطيّة زَمِرة. واستزمر فلان عند الهوان: صار قليلاً ضئيلاً؛ وأنشد الأصمعيّ:

  إنّ الكَبيرَ إذا يُشافُ رَأيتهُ ... مُبْرَنْشِقاً وإذا يُهانُ استزْمَرَا

  وللظَّليم عِرار، وللهَيقة زِمار. وقد زمَرَتْ تزمِر. وأُتي الحجّاج بسعيد وفي عنقه زَمّارة وهي السّاجور استعيرتْ للجامعة؛ قال:

  لَهُ مُسْمِعانِ وزَمّارَةٌ ... وظلٌّ مَديدٌ وحصْنٌ أمَقّ

  مُسمِعاه: قيداه، ألغز فخيّل أنّه يصف ملِكاً وهو يعني المسجون. ويقال للحسن الصّوت: لقد أوتيَ من مزامير آل داود، وهو جمع مزْمار، كأنّ في حلقه مزاميرَ، لطيب صوته، أو جمع مزمور من مزمورات داود #. وزمَر بالحديث: بثّه وأفشى ذكره. وزَمَر فلاناً بفلان: أغراه به.

  زمع - الأرنب تمشي على زَمَعاتها وزَمَعها وهي زوائد وراء الأرساغ. ويقال: فرس وطفاء الزَّمَع؛ قال دريد:

  قَوْداء وَطْفاء الزَّمَعْ ... كأنّها شاةٌ صَدَعْ

  وأصابه زَمَع: رِعدة من الخوف أو النّشاط، يقال: زمِع زَمَعاً. ورجل زَميع بَيّن الزَّماع وهو الذي إذا أزمَع لم يثنه شيء، وقوم زُمعاء، وأزمع الأمرَ وأزمع عليه إذا ثبت عزمه على إمضائه. وتقول: فلان قلبه زَميع ورأيه جميع.

  ومن المجاز: بدت زمَعاتُ الكَرْم وهي الأُبن في مخارج العناقيد. وقد أزمعت الحَبلة. وهو من الرَّعاع والزَّمَع.

  وأزمَعَ النّباتُ إذا لم يَستوِ وكان متفرّقاً قِطَعاً.

  زمك - أفلت المُكّاء ونُتِف الزِّمِكّاء؛ وهو أصل الذّنب، ممدود ومقصور.

  زمل - زملتِ القوسُ، ولها أزْمَلٌ: صوت. والسُّقاة يَزْمِلُون، ولهم زَمَلٌ وهو الرَّجَزُ، وتزاملوا: تراجزوا؛ قال:

  لَنْ يُغلَبَ النّازعُ ما دامَ الزَّمَلْ ... فإنْ أكَبّ صَامِتاً فقَد خَمَلْ

  وسمعتُ ثَقيفاً وهذيلاً يتزاملون، ويسمّونه الزَّمَلَ. وتقول: امرأة أزْمَلَة، وعيالات أزْمَلَة: جماعة كثيرة. وزمّلوه في ثيابه ليعرَق، وتزمّل هو: تلفّف فيها. ورجل زُمَّلٌ وزُمَّيْلٌ وزُمَّيْلَةٌ: رَذْل جبان يتزمّل في بيته لا ينهض للغزو ويكسل عن مُساماة الأمور الجسام. وزَمَل الشيءَ: حمله، ومنه الزّاملة والزّوامل التي يُحمل عليها المتاع، وتقول: ركب الراحلة وحَمل على الزّامله. وزمَلْتُ الرّجل على البعير، وزاملتُه: عادلته في المحمل. وكنت زَميله: رديفه. وقطعتُ الأديم بالإزميل وهو شفرة الحذّاء.

  ومن المجاز: ما نحن إلّا من الحَمَلة والرُّواه وزوامل القلم والدّواة. وأنت فارس العلم وأنا زميلك.

  زمم - زمَمتُ بعيري أزُمّه، وبعير مزموم، وزمّمتُ الجِمال، وإبل مزمَّمة: مخطَّمة. وزمزَمَ العلجُ عند الأكل والشرب وهو صوت مبهم يديره في خياشيمه وحلْقه وهو مُطْبِقٌ فاه لا يُعمِل لساناً ولا شفة. والرّعد يُزَمزم؛ قال:

  يَهِدّ بَينَ السَّحْرِ والغَلاصِم ... هَدّاً كَهَدّ الرّعدِ ذي الزّمازِم

  وسمعتُ زَمازِم الرّعد وزمازِم النّار. وفي مثل: «حَوْلَ الصِّلِّيان الزّمزَمة» لأن الصِّلِّيان يُقطع للخيل التي لا تفارق