أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سبط

صفحة 283 - الجزء 1

  سبط - هو سِبطه وهم أسباطُه، والحسن والحُسَين سِبطا رسول الله صلّى الله تعالى عليه وسلّم. وتقول: كيف يتّفِق الأسباط والأقباط. ويقال: قبائل العرب وأسباط اليهود، وقُرَيْظَة والنّضِير سِبطان. وشَعْر سَبَط وسَبِط وسَبْط، بالفتح والكسر والسكون: غير جَعْد؛ قال:

  وسَاقِيانِ سَبِطٌ وجَعْدُ

  وقد سَبِط وسَبُط سَبَاطة وسُبُوطة. وبال في سُباطة القوم وهي كُناستهم. وقعدتُ في السّاباط وهي سقيفة بين دارين تحتها طريق نافذ.

  ومن المجاز: رجل سَبِط الأصابع وسَبِط البَنَان وسَبِط اليدين والكفّين. وامرأة سَبِطة الخَلْق وسَبْطته: رخْصة ليّنة، ورجُل سِبَطْرٌ. ورواق مُسبَطِرّ، واسبَطَرّت الكواكب: امتدّت؛ قال ذو الرّمّة:

  تَلَوَّمَ يَهْيَاهٍ بِيَاهٍ وقَد مَضَى ... من اللّيلِ جَوْزٌ واسبَطَرّتْ كواكِبُهْ

  هو من أصوات الرّعاة أي قال الرّاعي: ياهِ وانتظر أن يقول له الآخر: ياهِ ياهِ. وَوُلدَ فلانٌ في سُبَاط إذا كان كثير الرّياح وهو آخر شُهور الشّتاء.

  سبع - هو سابع سبْعة وسابع ستّة، وثوب سُباعيّ: سبع أذرع. ورجل سُباعيّ البدن: تامّه. وكانوا ستّة فسبَعتُهم: جعلتُهم سبعة. وسبّع لامرأته: جعل لها سبعة أيّام يقيم معها حين يَبني عليها. وسبّع القرآنَ: وظّف عليه قراءته في سبعة أيّام. وعن أعرابيّ: أعطه درهماً يسبّع الله تعالى به الأجرَ ويعشّر. واللهمّ سبّع لفلان وعشّر من قوله تعالى سَبْعَ {سَنابِلَ} {عَشْرُ أَمْثالِها}. وسبّعتُ الإناء وغيره: غسلته سبع مرّات. وأسبعتْ فلانةُ: ولدت لسبعة أشهر وولدها مُسْبَع. وأقمتُ عندها أسبوعين وسَبْعين؛ قال أبو وجزة يصف السّحاب:

  وكَرْكرَتْهُ الصَّبا سَبْعَينِ تحسبه ... كأنّهُ بحِيالِ الغَوْرِ مَعقُورُ

  وطاف أُسبوعاً وأسبوعاتٍ وأسابيعَ. وخلق الله تعالى السَّبْعَينِ وما بينها في ستّة أيّام؛ قال الفرزدق:

  وكيفَ أخافُ النّاسَ واللهُ قابضٌ ... على النّاسِ والسَّبْعَينِ في راحَةِ اليَد

  وأرض مَسْبَعَةٌ، وأسبعَ الطريقُ؛ قال:

  طَريقٌ كنتَ تَسلكُهُ زَماناً ... فأَسبَعَ فاجتَنِبهُ إلى طَريقِ

  وسَبَعَتِ الذّئابُ الغنم، وسُبِعتِ الوَحشيّة: أكل السَّبُعُ ولدها فهي مَسبوعة.

  ومن المجاز: سَبَعَه: وقع فيه. وما هو إلّا سَبُعٌ من السِّبَاع: للضّرّار. وفي مثل: «أخذه أخذ سَبْعَة» إذا كان أخذه أخذاً شديداً وهو سَبْعة بن عوف بن ثعلبة بن ثعل، أو اللّبؤة، أو سَبْعة رجال.

  سبغ - ثوب سابغ. وخرج وعليه سابِغة، وهو صَنَعُ السّوابغ. وسالتْ تسبِغتُه على سابغته وهي رفرف البيضة؛ قال مُزرِّد:

  وتَسْبِغَةٌ في تَرْكَةٍ حِمْيَريّةٍ ... دُلامِصَةٍ يَرْفَضُّ عنها الجنادِلُ

  وقال:

  وتَسبِغَةٌ يغشَى المَناكبَ رَيْعُها ... لداودَ كانت نَسجُها لم يُهَلهَلِ

  وكَمِيٌ مُسْبِغٌ: عليه سابغة.

  ومن المجاز: أسبغ الله تعالى علينا النِّعَم، والحمد لله على سُبوغ نعمته وضُفُوِّ نيله. وأسبغَ وضوءَه. وقد سَبَغ شَعرُه، وله شَعر سابغ، وعجيزة سابغة، وهو سابغ الأليتين. ومطرٌ سابغ.

  سبق - سابقته فسبقته، وتسابقنا واستبقنا. وتقول: مَن رُزق السَّبْقه أخذ السُّبْقه؛ وهي ما يُتراهن عليه. يقال: أحرز السُّبْقة والسَّبَق، وأحرزوا السُّبَق والأسْباق. وكان السّبَق مائةً من الإبل. وخيل سوابق وسُبَّقٌ. وسابق بين الخيل وسَبّق بينها.

  ومن المجاز: له في هذا الأمر سَبْقَةٌ وسابِقة. وهما سِبْقانِ في كذا إذا استبقا فيه. وسَبَقَه في الكرم إلى غايته، وأردتُ كذا فسبقني به فلان. وسُبِقْتُ عليه: غُلبتُ، {وَما نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ عَلى أَنْ نُبَدِّلَ أَمْثالَكُمْ}.