أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سخن

صفحة 289 - الجزء 1

  بالمِسحاة: جرفْتُها. والجزَّار يَسْحُو الجِلد عن اللّحم والشّحمَ عن الجلد. وقشَرْتُ سَحَاةَ النّواة. وما في السّماء سَحَاة من سَحَاب بوزن قَطَاة، ومطْرَة ساحية: تقشِر الأرضَ.

  سخب - ما في جِيدِها سَخَاب وهو قِلادة من قَرَنْفُل وسُكّ ومَحْلَب لا جوهَرَ فيه وجمعه سُخُب.

  ومن المجاز: وجدتُك مارِثَ السَّخَاب أي مثل الصّبيّ لا عِلْمَ لك.

  سخر - فلان سُخْرَةٌ سُخَرَةٌ: يضحك منه النّاس ويضحك منهم، وسخِرتُ منه واستسخرتُ، واتخذوه سُخْرِيّاً، وهو مَسْخَرة من المَساخر، وتقول: رُبّ مَساخر يعدّها النّاس مَفاخر. وسخّره الله لك، وهؤلاء سُخْرَة للسلطان يَتَسَخّرُهم: يستعملهم بغير أجْر.

  ومن المجاز: مواخِرُ سَواخِرُ: سفُن طابتْ لها الرّيح. ويقولون: أنا أقول هذا ولا أسخر أي ولا أقول إلّا ما هو حقّ؛ قال الرّاعي:

  تَغَيّرَ قَوْمي وَلا أسخَرُ ... وما حُمّ مِنْ قَدَرٍ يُقْدَرُ

  سخط - سخِط عليه سَخَطاً وسُخْطاً، وأنا ساخط، وهو مسخوط عليه وأسخَطَه، وأعطاه قليلاً فتسخّطه: لم يرْضَه وسَخِطه، وعطاء مسخوط: مكروه. والبِرّ مَرْضاة للرّبّ مَسْخَطَة للشّيطان. ولا تتعرّضْ لسَخْطة الملِك.

  سخف - فيه سُخْف، وهو سخيف العقل: ناقصه؛ قال:

  وأُمُّكَ حينَ تُذْكَرُ أُمُّ صِدْقٍ ... ولكنّ ابنَها طَبِعٌ سَخيف

  وقد سَخُفَ الثّوبُ سَخافة، وهو سخيف النّسج. وأجِد على كَبِدي سُخْفَة وسَخْفة من جوع وهي رقّة الكَبِد وخِفّة تَعتَري الجائع، وسَخّفني الجوع تَسخيفاً.

  سخل - ما الكِباش كالسِّخال. وسَخَّلتِ النّخلة: أتت بالسُّخَّل وهو الشِّيص.

  سخم - سخّم الله تعالى وجهه: طلاه بالسُّخام وهو سواد القِدر والفحْم. وشَعرٌ وريشٌ سُخَامٌ: لَيّن، وثوبٌ سُخامٌ: ليّن المسّ كالخَزّ؛ وقال أبو النّجم يصف سَراباً:

  كأنّه بالصَّحْصَحانِ الأنجَلِ ... قُطْنٌ سُخَامٌ بأيادي غُزَّلِ

  وسَلَلْتُ سخيمته باللّطف والترضّي، وفي قلوبهم سخائِم.

  سخن - ماء سُخْن وسَخِين، وسَخّنتُه وأسخَنْتُه في المِسْخَنَة، وسَخُن وسَخَن وسَخِن الماء سُخُونة، ويوم سُخْن وسَخْنَانٌ، وليلةٌ سُخْنٌ وسَخْنَانة، وقد سَخُن يومُنا وسَخُنت ليلتنا. وقَرَوْنا بالسَّخينَة وهي حَسَاء عَمِلتْه قريش في قَحْط فَنُبِزُوا به؛ قال كعب بن مالك:

  زَعمَتْ سخِينَةُ أنْ ستَغلِبُ رَبَّها ... ولَيُغْلَبَنَّ مُغالِبُ الغَلَّابِ

  ولبسوا التّساخين وهي الخِفاف.

  ومن المجاز: سَخُنَتِ الدابة في سيرها إذا انبسطت فيه؛ قال لبيد:

  رَفّعْتُها طَرْدَ النَّعامِ وفَوْقَهُ ... حتى إذا سَخُنَتْ وخَفّ عِظامُها

  وسخِنت عينُه، بالكسر، وهذا سُخنة لعينه، وعينٌ سخينة، وأسخن الله تعالى عينك. وعليك بالأمر في سُخنته أي في أوّله قبل أن يبرُدَ. وسخّنه بالضرب إذا ضربه ضرباً مُوجِعاً، وقد سخُن ضربه سُخونة، وما أسخَن ضربَك.

  سخو - رجل سخيّ وقوم أسخياء وفيه سخاء، وقد سَخا وسَخُو، وهو يتسخّى على أصحابه ويتندّى. وأسخيتُ الجَمْر تحت القِدر وسخّيته وسَخَوته إذا فرّجته لتجعل فيه مذْهباً للنّار.

  ومن المجاز: سخّيتُ نفسي وبنفسي عن هذا الأمر إذا تركتَه ولم تنازعك إليه نفسك؛ قال الخليل بن أحمد:

  سَخّى بنَفسِيَ أنّي لا أرَى أحداً ... يَموتُ هَزْلاً ولا يَبقى على حالِ

  سدح - رأيتُه مُنسدِحاً: مستلقياً مُفَرِّجاً رِجليه، وسدَحتُه إذا بطَحتَه، وسَدَح القِرْبة: أضجعها؛ وأنشد المفَضَّل:

  بينَ الأراكِ وبينَ النّخلِ تَسْدَحهم ... زُرْقُ الأسِنّةِ في أطرافِها شَبَمُ