أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سوج

صفحة 312 - الجزء 1

  رؤيا فاستاء لها. وهو رجلُ سَوْء، وسوأةً لك، ووقعتَ في السَّوءة السَّوآء؛ قال أبو زبيد:

  لم يَهَبْ حُرْمَةَ النّديمِ وحُقّتْ ... يا لقَوْمي للسَّوْءةِ السَّوآء

  و «سَوْآء ولود خيرٌ من حسناء عقيم». وسوّأتُ على فلان ما صنع إذا قلتَ له أسأت، ويقال: سوِّ ولا تُسَوّئ: أصلح ولا تُفسِد.

  ومن الكناية: بدت سوءته، و {بَدَتْ لَهُما سَوْآتُهُما} {تَخْرُجْ بَيْضاءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ} من غير بَرَصٍ.

  سوج - عُملتْ سفينة نوح # من ساج وهي خُشُب سود رِزان لا تكاد الأرض تُبليها تُجلَب من الهند مُشرْجَعة مربَّعة. ورأيتُ في أساس بنائه ساجةً. ولبسوا السِّيجان وهي الطّيالسة المدوّرة الواسعة، الواحد ساجٌ، وكساء مسوَّج: اتُّخِذ ساجاً. وأصلحْ سياجَ كرْمك وهو ما أحيط به عليه، وسوّجتُ على النّخل والكرْم، والجمع أسوِجة وسُوج. وساج الحائكُ نسيجَه بالمِسْوَجَة إذا جاء بها وذهب عليه وهي المِرَشّة.

  سوح - عمر الله تعالى بك ساحتك. وتقول: احمرّ اللُّوحُ واغبرّتِ السُّوح إذا وقع الجدب؛ وقال أبو ذؤيب:

  وكانَ سِيّانِ أن لا يَسرَحوا نَعَماً ... أوْ يَسرَحوهُ بها واغبرّتِ السُّوحُ

  سوخ - ساخت قوائم الدابة في الأرض، وهذه أرض تَسوخ فيها الأقدام، وساخت بهم الأرض.

  سود - سادَ قومَه يسودهم سُودَداً، وساودته فسُدتْه: غلبته في السُّودَد، وسوّده قومُه، وهو سيّد مسوَّد. وصاد سودانيّة وهي طُوَيِّرٌ قُبْضَة الكفّ يأكل التمر والعنب. وأسودتْ فلانة: ولدت سُوداً.

  ومن المجاز: رأيت سَواداً وأسْوِدة وأساوِد: شخوصاً؛ قال الأعشى:

  تَنَاهَيتُمُ عَنّا وقد كانَ مِنكُمُ ... أَساوِدُ صرْعى لم يُوَسَّدْ قتيلُها

  ومنه ساودته: ساررته لأنّك تُدني سوادك من سواده. وخرجوا إلى سَواد المدينة وهو ما حولها من القرى والريف، ومنه سواد العراق: لما بين البصرة والكوفة وحولَهما من قُراهما. وعليكم بالسّواد الأعظم وهو جماعة المسلمين، ويقال: كثّرتُ سَواد القوم بسوادي أي جماعتهم بشخصي. وفي النُّصح سُمّ الأساود، جمع أسودَ سالخٍ. وما طعامهم إلّا الأسودان: التمر والماء. وكلّمته فما ردّ عليّ سوداء ولا بيضاء: كلمة. وهو أسود الكبد: عدوّ، وهم سودُ الأكباد. و «رَمى بسهمه الأسْود» وهو المبارك المُدمّى؛ قال راشد:

  قالتْ أُمَيمَةُ لما جئتُ زائرَها ... هلّا رَميتَ ببعضِ الأسهمِ السُّودِ

  واجعل هذا في سواد قلبك وسُوَيْدائه. وسادت ناقتي المطايا إذا خلّفتهن؛ قال زهير بن مسعود:

  تَسُودُ مَطايا القَوْمِ لَيلةَ خِمْسِها ... إذا ما المَطايا في النّجاء تَبارَتِ

  سور - سار عليه: وثب، وساوره، والحيّة تُساور الراكب. وله سَوْرة في الحرب، وهو ذو سَوْرة فيه. وتسوّرتُ إليه الحائطَ وسُرْتُه إليه؛ قال:

  سُرْتُ إليهِ في أعالي السُّور

  وكَلْب سَوّار: جَسُور على النّاس. وجلس على المِسْوَرة، وجلسوا على المساور وهي الوسائد. وهو سوّار في الشراب: مُعَرْبِد. وسوّر المدينة.

  ومن المجاز: سار الشراب في رأسه. وساورتْني الهموم. وله سُورة في المجد: رِفْعة. وله سُورَةٌ عليك: فضل ومنزلة؛ قال:

  فما من فتى إلّا لهُ فضْلُ سُورَةٍ ... عليك وإلّا أنتَ في اللّؤمِ غالبُه

  وعنده سُوَرٌ من الإبل: كرام فاضلة. ومَلِكٌ مُسَوَّر: مُسَوَّد مُمَلَّك؛ قال ابن ميّادة:

  وإنِّيَ من قَيْسٍ وقَيسٌ همُ الذُّرَى ... إذا رَكبَتْ فُرْسانُها في السَّنَوَّرِ