أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

سوق

صفحة 314 - الجزء 1

  وفي مثل: «أساف حتى ما يشتكي السَّواف» لمن مَرَن على الشّدائد. ويقال: أصْبَرُ على السَّوَافْ من ثالثة الأَثَافْ. وبنى سافاً وسافَين وثلاثة سافات.

  ومن المجاز: كم مسافةُ هذه الأرض، وبيننا مسافةُ عشرين يوماً: للمَضْرب البعيد، وأصلها موضعُ سَوْفِ الأدِلّاء يتعرّفون حالها من قُرب وبُعد وجَوْر وقَصْد؛ قال امرؤ القيس:

  على لاحِبٍ لا يُهتَدَى بمَنارِهِ ... إذا سافَهُ العَوْدُ الدِّيافيُّ جَرْجَرَا

  وبينهم مَساوِفُ ومراحل جمع مَسافة؛ قال ذو الرّمّة:

  فقامَ إلى حَرْفٍ طَوَاها بِطِيّةٍ ... بها كُلُّ لَمّاعٍ بَعيدِ المَساوِفِ

  ورَكِيّةٌ مُسَوِّفَة، يُقال: سوف يُوجد فيها الماء أو يُسافُ ماؤها فيُعاف؛ قال جِرَان العَوْد:

  فناشِحُونَ قَليلاً مِنْ مُسَوِّفَةٍ ... من آجِنٍ رَكَضَتْ فيه العَداميلُ

  وساوفته: سارَرْتُه. وساوفتُها: ضاجعتُها؛ قال الرّاعي:

  يَثْني مُساوِفُها غُرْضُوفَ أرْنَبَةٍ ... شمّاءَ من رَخْصَةٍ في جِيدها غَيَدُ

  وفلان يقتات السَّوْف أي يعيش بالأماني، وما قُوتُه إلّا السَّوْفُ؛ قال الكميت:

  وكانَ السَّوْفُ للفتيانِ قُوتاً ... تَعيشُ بهِ وهُنّئَتِ الرَّقُوبُ

  بقلّة أولادها.

  ومن مجاز المجاز: قول ذي الرّمّة:

  وأبعدُهم مَسَافَةَ غَوْرِ عَقْلٍ ... إذا ما الأمرُ ذو الشُّبُهاتِ عَالا

  سوق - ساق النَّعَم فانساقت، وقَدِم عليك بنو فلان فأقدْتَهم خيلاً وأسَقْتَهم إبلاً؛ قال الكميت:

  ومُقِلٍّ أسَقْتُمُوهُ فأثْرَى ... مائَةً من عَطائِكمْ جُرْجُورَا

  وهو من السُّوقَةِ والسُّوَق وهم غير الملوك. وتسوّق القوم: اتّخذوا سُوقاً. وسُوقٌ وأسْوُقٌ وسِيقانٌ خِدالٌ، ورجل أسوَقُ: طويل السّاق، وامرأة سوقاء وفيها سَوَق. ودعتِ الحمامة ساقَ حُرّ. ونجّى العدوُّ الوَسيقَةَ والسَّيِّقةَ وهي الطّريدة التي يطرُدها من إبل الحيّ؛ قال:

  وما النّاسُ إلّا مثلُ سيِّقَةِ العِدَا ... إنِ استَقدمتْ نحرٌ وإن جبأتْ عَقْرُ

  ومن المجاز: ساق الله إليه خيراً. وساق إليها المَهْرَ. وساقت الرّيحُ السّحاب. وأردتَ هذه الدار بثَمَن فساقها الله إليك بلا ثَمَن. والمحتَضَر يَسوق سِياقاً. وفلان في ساقة العسكر: في آخره وهو جمع سائق كقادة في قائد. وهو يُساوِقه ويُقاوِدُه، وتساوَقتِ الإبل: تتابعتْ. وهو يَسوق الحديث أحسن سِياق، و «إليك يُساق الحديثُ». وهذا الكلام مَساقة إلى كذا، وجئتك بالحديث على سَوْقِه: على سَرْده. وضرب البخور بكمّه وقال: سَوْقاً إلى فلان. والمرء سيِّقة القدَر: يسوقه إلى ما قُدّر له لا يعدوه؛ قال:

  وما النّاسُ في شيء من الدّهرِ والمنى ... وما النّاسُ إلّا سَيِّقاتُ المَقادِرِ

  وقطع ساق الشجرة. وقامت الحربُ على ساقها. وكَشَف الأمرُ عن ساقِه؛ قال:

  عجبتُ من نَفسي ومن إشْفاقِها ... ومِنْ طِرادي الطّيرَ عن أرْزاقِها

  في سَنَةٍ قد كَشَفَتْ عن ساقِها

  وقام على ساق وعلى رِجْل في حاجتي إذا جدّ فيها، و «قرَع للأمر ساقه وظُنبوبه»؛ تشمّر له. وولدت فلانة ثلاثة بنين على ساق واحد: بعضهم في إثر بعض ليس بينهم جارية. ورأيته يكرّ في سُوق الحرب: في حومة القتال ووسطه.

  سوك - ساك أسنانه بالسِّواك والمِسواك، واستاك وتسوّك. وجاءتِ الغنمُ تَسَاوَكُ هَزْلاً أي يَحكّ بعض عظامها بعضاً.

  سول - سوَّل له الشيطانُ ونفسُه أمراً: سهّل له وزيّن، وهذا من تسويلات الشياطين.

  سوم - سام البائعُ السِّلعةَ إذا عرضها للبيع وذكر ثمنها، وما أغلى سوْمته وسِيمتَه، وسامها المشتري واستامَها، وبعته