أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

شرج

صفحة 325 - الجزء 1

  ومن المجاز: قول ذي الرّمّة:

  إذا الرّكبُ راحوا راحَ فيها تَقاذفٌ ... إذا شربتْ ماءَ المَطيّ الهواجِرُ

  و «أشرَبْتَني ما لم أشرَب» إذا ادّعى عليه ما لم يفعل. وأُشرب الثوبُ حمرةً، وفيه شُربة وشَربة من الحُمرة. وأُشرِبَ حُبَّ كذا، {وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمُ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ}. وقال زهير:

  فصَحَوْتُ عنها بَعدَ حُبٍّ داخِلٍ ... والحبّ يُشرَبهُ فُؤادَكَ داءُ

  وشَرِبَ ما أُلقيَ عليه شُرباً إذا فهمه، يقال: اسمع ثمّ اشرب. والثوب يتشرّبُ الصِّبغ: يتنشّفه. ويقول الرّجل لناقته: لأُشْرِبَنّكِ الحبالَ والنُّسوع. وأَشرِبوا إبلكم الأقران: أدخِلُوها فيها وشُدّوها بها؛ قال:

  فأشربتُها الأقرانَ حتى أنَختُها ... بقُرْحٍ وقد ألْقَينَ كُلَّ جَنينِ

  وقال أبو النّجم:

  يرْتَجّ منها تحتَ كَفّ الذّائِقِ ... مَآكِمٌ أُشْرِبْنَ بالمَنَاطِقِ

  وشَرِبَ السُّنبلُ الدقيقَ إذا جرى فيه، ويقال للسّنبل حينئذ: شاربُ قمحٍ بالإضافة. وأكَّل فلان مالي وشرَّبه. و «أكل عليه الدّهرُ وشرِب»؛ قال الجعديّ:

  سألتني عَن أُنَاسٍ هَلَكُوا ... شرِبَ الدّهْرُ علَيهِمْ وأكَلْ

  وسمعتُ من يقول: رفع يدهُ فأشرَبَها الهواءَ ثمّ قال بها على قذالي؛ وقال الراعي:

  إذا شرِبَ الظِّمْءُ الأداوَى ونَضّبَتْ ... ثَمَائِلُها حتى بَلَغْنَ العزَالِيَا

  ذهبت بقايا مائها. وللسيف شاربان وهما الأنفان في أسفل قائمه. واشرأبّ له إذا رفع رأسه كالمقامح عند الشُّرب. ويقال للمنكر الصّوت: صَخِبُ الشوارب، يشبّه بالحمار، وهي عروق الحلقوم؛ قال أبو ذؤيب:

  صَخِبُ الشّوَارِبِ لا يَزَالُ كأنّهُ ... عَبْدٌ لآلِ أبي رَبيعَةَ مُسْبَعُ

  شرج - عقدَ شرَجَ العَيْبة: عُرَاها، وأشرجها. وخباء مُشرَّج. وهذا شَرْجه وشَرِيجه: لِدَته. قال يوسف بن عمر: أنا شريج الحجّاج. وإذا شُقّ العودُ بنصفين فأحدهما شَرِيجُ الآخر. وأصبحوا في هذا الأمر شَرْجَين: فرقتين. وشرّج الشيءَ: مزجه وجعله شريجَين: لوْنين؛ قال أبو ذؤيب:

  قَصرَ الصَّبوحَ لها فشَرّجَ لحمَها ... بالنَّيّ فهْيَ تَتُوخُ فيها الإصْبَعُ

  وشرّجَ اللّبِنَ: نضّده. ورجل أشرج: له خصية واحدة.

  ومن المجاز: المؤمن بين شَريجَيْ غمّ وسرور. وأشرَجَ صدرَه على كذا.

  شرح - شرح الله تعالى صدره للإسلام، وانشرح صدره. وشَرَحَ اللّحمَ وشرّحه، وأخذ شريحة من اللّحم وشرائح.

  ومن المجاز: شَرَحَ أمره: أظهره. وشرح المسألة: بيّنَ جوابَها. وشَرَحَ المرأةَ: أتاها مستلقية، ومنه: غطّت مَشرَحَها أي فرجَها؛ قال دريد بن الصّمّة:

  فإنّكَ واعتذارَكَ مِنْ سُوَيْدٍ ... كحائِضَةٍ ومَشرَحُها يَسِيلُ

  يعني أنّك تتبرّأ من دمه وأنت متدنّس به. وفلان يشرح إلى الدنيا. وما لي أراك تَشرح إلى كلّ دنيّة وهو إظهار الرّغبة إليها.

  شرخ - هو في شَرْخ الشباب: في رَيْعانه. وهو شَرْخي: لِدَتي. وصبيّ شارخ: حدَثٌ؛ قال الأعشى:

  وما إنْ أرَى الدّهرَ في صَرْفِهِ ... يُغادِرُ مَن شارخ أوْ يَفَنْ

  ولا يزال فلان بين شَرْخَيْ رحله إذا كان مِسفاراً. ووضع الوتر بين شرخَي الفُوق وهما زنمتاه. وشَرخَ نابُ البعير: شَقّ. وخرجوا وفي أيديهم الشُّروخ، جمع شرخ وهو بالفارسيّة: ناجخ.

  شرد - بعير شارد وشَرود، وإبلٌ شُرُدٌ وشُرَّد، وبه شِراد، وشرّدته، وشرَدَ عني فلان: نفر، وهو طريد شريد، ومُطرَّد مُشرَّد، وقد شرّدتُه عني وشرّدتُ به. وتقول: