أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

شرق

صفحة 327 - الجزء 1

  المشرف، وحلّوا مَشارِف الأرض: أعاليها، ومنه: مَشارِفُ الشأم. واستشرف الشيءَ: رفع رأسه ينظر إليه؛ قال مزرّد:

  تَطالَلْتُ فاستَشرَفتُه فرَأيتُه ... فقلتُ له آأنتَ زَيدُ الأراقِمِ

  وصعِدَ مُستشرَفاً: عالياً. ومدينة شَرْفاء، ومدائن شُرَفٌ: ذواتُ شُرَفٍ، وشُرّفَتِ المدينةُ. وأُذن شَرْفاء: طويلة القُوف. ومنكب أشرفُ: له ارتفاع حسن. ورجل أشرف: خلاف الأهدإ. وحارِكٌ شَريف: رفيع؛ قال:

  ويحملني في الرَّوْعِ أجرَدُ سابِحٌ ... مُمَرُّ كَكَرّ الأندرِيّ سَنُوفُ

  إذا وَاضح التّقريب أخّرَ سَرْجَهُ ... لَهُ حارِكٌ عالٍ أشَمُ شَرِيفُ

  ومن المجاز: لفلان شَرَفٌ وهو علوّ المنزلة، وهو شريف من الأشراف، وقد شَرَفْتُ فلاناً وشَرَفْتُ عليه فهو مشروف ومشروف عليه. وشرّفه الله تعالى. وتُشُرِّف بنو فلان: قُتل شريفُهم؛ قال عبد الرّحمن بن حسّان:

  ألم تَرَ أنّ القَوْمَ أمْسِ تُشُرّفُوا ... بأغلَبَ عَوْدٍ لا دَنيٍّ وَلا بَكْرِ

  وفي الحديث: «أُمرنا أن تُستشرَفَ العينُ والأذنُ». يعني في الأضاحي أي تُتفَقّد وتُتأمّل فعل الناظر المستشرف أو تُطلبا شريفتين بسلامتهما من العيوب. وناقة شارف: عالية السنّ، وقد شَرُفتْ وشَرَفتْ شُروفاً، ونوق شُرُفٌ وشُرْفٌ وشوارِفُ؛ قال ذو الرّمّة:

  قَلائِص ما تَنفَكُّ تَدْمَى أُنوفُها ... على منزِلٍ من عَهدِ خرْقاءَ شاعِفِ

  كما كنتَ تَلقى قبلُ في كلّ منزِلٍ ... أقامَتْ بهِ مَيُّ فتيٍّ وشارِفِ

  وهو من مجاز المجاز. وبعير عظيم الشَّرَف وهو السّنام، وإبل عظام الأشراف؛ وقال الرّاعي:

  لم يُبْقِ نَصّي من عَريكَتِها ... شَرَفاً يُجِنّ سَناسِنَ الصُّلبِ

  وقال:

  أسَعيدُ إنّكَ في بني مُضَرٍ ... شَرَفَ السّنامِ وموْضعَ القَلبِ

  وقطع شَرَفَه وأشرافهم: أنوفهم، ويقال: قطع أشرافه؛ قال عديّ:

  كقَصِيرٍ إذْ لم يجدْ غيرَ أنْ جدْ ... دَعَ أشرَافَهُ لمكْرٍ قَصِيرُ

  وهو على شَرَف من كذا إذا كان مشارفاً، يقال في الخير والشرّ. وأشرف على الموت وأشفى عليه. وأشرفتْ نفسه على الشيء: حرصتْ عليه وتهالكَتْ؛ قال الكميت لمَسْلمة بن هشام:

  وعَلَيكَ إشرَافُ النّفُو ... سِ غَدا وإلْقاء الشَّرَاشِرْ

  يعني يحرص النّاس على بيعتك بالخلافة. وشارفَ البلدَ. وساروا إليهم حتى إذا شارفوهم. وهذا شُرْفة ماله، وهذه شرفة أموالهم: لخيارها. وفرس مُشترِف: سامي النّظر سابق؛ قال جرير:

  من كلّ مُشترفٍ وإن بَعُدَ المدَى ... ضَرِمِ الرّقاقِ مُناقِلِ الأجرَالِ

  شرق - شرَقتِ الشّمسُ شُروقاً: طلعتْ، وأشرقتْ: أضاءت، ويقال: طلع الشّرق والشّارق: للشّمس، وتقول: لا أفعل ذلك ما ذرّ شارق وما درّ بارق. وقعدوا في المشرُقة والمشرَقة والمشْرِقة، وتشرّقوا؛ قال:

  وما العيشُ إلّا نَوْمةٌ وتشرُّقٌ ... وتمرٌ كأكبادِ الجَرادِ وماءُ

  ونظر إليّ من مِشْريق الباب وهو الشَّق الذي تقع فيه الشمس. وشجرة شرقيّة: تطلع عليها الشمس من شروقها إلى نصف النّهار. وهو يسكن شرقيَ البلد وغربيّه. وشرّق اللحم في الشمس، ومنه: أيّام التشريق. وخرجوا إلى المشرَّق: المصلّى. وشرّق وغرّب. وشَرِقَ بالرّيق وبالماء، وأخذته شَرْقة كاد يموت منها. وما دخل شَرْق فمي شيء أي شَقّ فمي، من شَرَق الشيءَ إذا شَقّه، ومنه: شرَقتُ الثمرة إذا قطفتَها.