أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

شكل

صفحة 335 - الجزء 1

  شقو - هو شقيّ بيّن الشَّقوة والشِّقوة والشقاوة، وأشقاه الله تعالى، وما أشقاكم، وتقول: فلان يدعي لنفسه السّعود وهو أشقى من أشقى ثمود.

  ومن المجاز: أشقى من رائض مهر أي أتعب منه، ولم يزل في شَقاء من امرأته: في تعب. وما زلتَ تُشاقي فلاناً منذ اليوم مُشاقاة: تعاسره ويعاسرك. وشاقيته على كذا: صابرته؛ قال في صفة جمل:

  إذا يُشاقي الصّابراتِ لم يَرِثْ

  شكر - شكرتُ لله تعالى نعمتَه. {وَاشْكُرُوا لِي}. وقد يقال: شكرتُ فلاناً، يريدون نعمة فلان، وقد جاء زياد الأعجم بهما في قوله:

  ويَشْكُرُ تَشْكُرُ مَنْ ضَامَها ... ويَشْكُرُ لِلّهِ لا تَشْكُرُ

  وعليه: فلان محمود مشكور وهو كثير الشكر والشكران والشُّكور. ورجل شَكور، وقومٌ شُكُرٌ، وتَشكّرْتُ له ما صنع، وكاشرتُه وشاكرتُه: أريته أنّي شاكر له.

  ومن المجاز: دابة شَكُورٌ: يكفيها قليل العلف وهي تسمَن عليه وتصلُح، وناقة وشاة شَكِرَةٌ: تعتلف أيّ علف كان ويُصبح ضرعُها مَلآن، وقد شكِرتْ حَلوبتهم، وضَرّة شَكْرَى: حفول بالدِّرّة؛ قال الرّاعي:

  أغنُّ غَضِيضُ الطّرْفِ باتَتْ تعُلّهُ ... صَرَى ضَرّةٍ شكْرَى فأصْبَحَ طاوِيَا

  وفِدْرَةٌ شَكْرَى، وفِدَرٌ شِكَارَى: سيّالة دسَماً؛ قال الرّاعي:

  تَبيتُ المَحَالُ الغُرُّ في حَجَرَاتها ... شَكارَى مَراها ماؤها وحَديدُها

  وشَكِر فلان: بعد أن كان شَحيحاً صار سخيّاً. وشكِرتِ الشجرة: كثر شَكيرُها وهي قضبان غضّة تنبت من ساقِها أو ورق صغار تحت ورقها الكبار. واشتكَر الجنينُ: نبت عليه الشَّكير وهو الزّغَب، وكلّ شَعر ليّن رقيق فهو شكير كشعر الشيخ والنّابت تحت الضفائر، وفلانة ذات شَكير وهو ما ولي الوجه والقفا. وقال عمر بن عبد العزيز لهلال بن مجّاعة: هل بقي من شيوخ مجّاعة أحد؟ فقال: نعم وشَكيرٌ كثير، يريد الأحداث.

  شكز - بطّن خُفّه بالأُشْكُزِّ. ورجلٌ شَكّازٌ: مُعَرْبد، وهو من شكَزه يشكُزه إذا طعنه ونخسه بالأصابع.

  شكس - هو شَكِسٌ بَيّن الشَّكاسة و {فِيهِ شُرَكاءُ مُتَشاكِسُونَ}.

  ومن المجاز: اللّيلُ والنّهارُ يتشاكَسانِ: يختلفان.

  شكك - رجل شَكّاك من قوم شُكّاك. وشكّكَني أمرُك وتشكّكْتُ فيه، وهذا ممّا ينفي الشُّكوك، وشكّ عليّ الأمرُ إذا شَكَكْتَ فيه؛ وقال الرّكّاضُ الدُّبَيريّ:

  يشُكّ عليكَ الأمرُ ما دامَ مُقْبِلاً ... وتَعرِفُ ما فيهِ إذا هُوَ أدْبَرَا

  وقال ابن أحمر:

  وأشياءُ ممّا يَعطِفُ المَرْءَ ذا النُّهَى ... تَشُكّ على قَلبي فما أستَبينُها

  وشكّه بالرّمح: خرقه وأدخله اللّحم. وشكّ الجلدَ بالمِسرَد؛ وقال عنترة:

  فشكَكْتُ بالرّمحِ الأصَمّ ثيابَه

  وخرج في شِكّةٍ تامّة وهي السّلاح، وهو شاكُ السّلاح وشاكٌ في السّلاح. وبعيرٌ شاكٌ: ظالع، وفيه شَكٌ؛ قال ذو الرّمّة:

  كأنّهُ مُستَبانُ الشّكّ أوْ جَنِبُ

  ومن المجاز: ناقة شَكوك: يُشَكّ في سِمَنِها.

  شكل - هذا شَكله أي مثله، وقلّتْ أشكاله، وهذه الأشياء أشكالٌ وشُكول، وهذا من شَكل ذاك: من جنسه {وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْواجٌ}. وليس شكله شكلي، وهو لا يشاكله، ولا يتشاكلان. وأشكَلَ المريضُ وشَكَلَ وتَشَكّلَ، كما تقول: تماثل. وأشكلَ النّخلُ: طاب بُسره وحلا وأشبه أن يصير رُطبَاً، ومنه: أشكَلَ الأمرُ كما يقال: أشبه وتشابه. وامرأة ذات شَكْل وشَكِلَةٌ، ومُتَشكِّلة، وقد تشكّلتْ وتدلّلت. وأصاب شاكلة الرّميّة: خاصِرتَه. ورجل أشكل العين، وعين شكلاء، وفيها شُكلة وهي حمرة في بياضها.