أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

صرم

صفحة 354 - الجزء 1

  صرم - زرعٌ صَريمٌ ومصرومٌ: مجزوزٌ. وصرَمَ النخلَ واصطرمه، وهو وقت الصِّرام والاصطرام. وأصرَم النَّخلُ والزرعُ. وصرَمتُ أخي وصارمتُه وتصارمنا، وبينهما صُرْمٌ وصَريمة: قطيعة. وسيف صارم، وسيوفٌ صوارم. وناقة مُصرَّمة: صُرِّمَ طُبياها فيبس الإحليل وذلك أقوى لها. وطُبيٌ مُصَرَّم؛ قال عنترة:

  لُعنَتْ بمحرُومِ الشَّرابِ مصرَّمِ

  وتصرَّمتِ السَّنةُ. وانصرم الشّتاء. وله صِرْمةٌ من الإبل وصِرَمٌ. ومنه: أصرم فلان وهو مُصرِمٌ أي افتقر وفيه تماسك؛ قال:

  نسوِّدُ ذا المالِ القليلِ إذا بَدَتْ ... مروَّته فينا وإن كانَ مُصْرِمَا

  وحوْل الماء أصرامٌ وأصاريمُ: طوائف نزلوا ناحية من الماءِ، الواحد: صِرْمٌ. «وتركته بوحش الأصرَمَين»: بمفازة ليس فيها إلّا الذئب والغراب؛ قال مالك بن نويرة:

  على صَرْماء فيها أصرَماها ... وخِرِّيتُ الفلاةِ بها مَلِيلُ

  على مفازة لا ماء فيها. ونزلوا بالصريمة وبالصرائم وبالصريم وهي الرملة المنصرمة من الرّمال ذات الشجر؛ قال:

  ظَلَّتْ تَلوذُ أمسِ بالصَّريمِ ... وصِلِّيانٍ كسِبالِ الرُّومِ

  ورجُل ذو صريمة وصرائمَ: ذو عزيمة.

  ومن المجاز: الرِّيح تحدو صِرَماً من السَّحاب؛ قال النّابغة:

  وهَبَّتِ الرِّيحُ من تِلقاء ذي أُرُكٍ ... تُزْجي معَ اللّيل من صُرّادها صِرَما

  وله صِرْمة من النّخل. ورجُل صارم: ماضٍ في الأمور، وقد صَرُمَ صَرامة. ويقال: رجُل صَرامَةٌ وصْفاً بالمصدر. وفلان صريمُ سَحْرٍ على هذا الأمر: متعب حريص عليه؛ قال:

  أيذهبُ ما جمعتَ صَرِيمَ سَحْرٍ ... طَلِيقاً إنّ ذا لَهُوَ العَجيبُ

  الأوّل حالٌ من الجامع والثاني من الذاهب، وأنا منه «صريمُ سَحْر»: آيسٌ؛ قال:

  وإنّي منكَ غيرُ صَرِيم سَحْرِ

  صري - ماءٌ صَرًى: مجموع؛ قال ذو الرُّمّة:

  صرًى آجنٌ يزْوي له المرءُ وجهَه ... ولوْ ذاقَه ظَمآنُ في شهر ناجرِ

  وصَرَى الماءَ: جمعَه. ونُهِيَ عن المُصَرّاةِ وهي الشاة أو النّاقة تُترك عن الحلب أيّاماً حتى يعظم ضرعها يدلِّس بها البائعُ. وصَرَّى اللّبنَ تصرِيةً. وفي الحديث: «التصرية خِلابَةٌ». وصَرَاك الله تعالى: منعك وحفظك؛ قال الكميت:

  أصبحتُ لحمَ ضِباع الأرض مقتَسَما ... بينَ الفراعِلِ إن لم يَصْرِني الصّارِي

  صعب - أمرٌ صَعْبٌ، وخُطّة صعْبة، وعقَبة صعْبة، وهي من العِقابِ الصِّعابِ، ووقع في خُطَطٍ صِعابٍ، وصعُبَ عليه الأمرُ وتصعَّبَ واستصعبَ، وأصعبتُ الأمرَ. وجملٌ صعْبٌ: غير ذَلول، وأُصْعِبَ الجملُ: لم يُركبْ ولم يَمسَسْه حبلٌ فهو مُصْعَبٌ، وأصْعَبْنَا جملَنا فتركناه.

  ومن المجاز: فلانٌ مُصْعَبٌ من المصاعِب، كما تقول: قَرمٌ من القُروم.

  صعد - صَعِدَ السطحَ، وصَعِدَ إلى السطح، وصَعِدَ في السلّم وفي السّماء، وتصعَّد وتصاعد، وصَعَّد في الجبل، وطال في الأرض تصويبي وتصعيدي. وأصْعَدَ في الأرض: ذهب مستقبلَ أرضٍ أرفعَ من الأخرى. وأصْعَدَتِ السفينة: مُدَّ شراعُها فذهبتْ بها الرِّيح. وعليك بالصَّعيد أي اجلسْ على الأرض. وصَعيد الأرض: وجهها. وبتنا على صعيدٍ طيّبٍ. وتقول: طار صِيتك في القريب والبعيد وبلغ منتهى الصعيد. وخرجوا إلى الصُّعُداتِ يجأرون إلى الله تعالى: إلى الصَّحاري، جمع صُعُدٍ: جمع صَعيدٍ. «وإيّاكم والقعود في الصُّعُداتِ». وهي الطُّرقات والممارّ. وذهب السَّهم صُعُداً. وتنفَّس الصُّعَداء إذا علا نَفسَهُ. وهذه صَعُودٌ صَعْبةٌ. ومنها: تصعّده الأمرُ وتَصاعَدَه: شَقّ عليه. وعذابٌ صَعَدٌ: شاقٌّ. وتطاعنوا بالصِّعاد. وكأنَّ قامتَه صَعْدَةٌ وهي القناة النّابتة مستقيمةً؛ قال الأحنف: