أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

صقب

صفحة 357 - الجزء 1

  ضرب اليد على اليد في البيع والبيعة، ومنها: أصفَقوا على أمر واحد: اجتمعوا عليه. وصفَقْتُ رأسَه وعينَه صَفْقة: ضربته، وصَفَقتُ به الأرض. وصفَقَتِ الرِّيحُ الأغصانَ فاصطفقت. وتصفَّقتِ الرِّيح؛ قال الرّاعي:

  إذا أتَى جانباً منها يصرِّفه ... تصَفّقُ الرّيح تحتَ الدّيمة الدِّرَرِ

  أتى الوحش جانباً من الشجرة ليكتنس تحتها. والنساء يصطفِقن على الميت؛ قال قيس بن عنبس الفزاريّ:

  كرام يصْطفقنَ على كريم ... بأيديهنّ أخلاقُ النِّعالِ

  واصطفقتِ المزاهر لما صُفِّقتْ. وصفَقَ البابَ: ردّه. وباب داره صَفْقٌ واحد إذا لم يكن مصراعين. وبابٌ مصفوق. وصَفَقْتُه عمّا يريد: رددته. والثوب المعلق واللّواء تُصفّقه الرّياح وتَصْفِقُه كلَ مَصْفَقٍ. ورجلٌ صَفّاقٌ: أفّاق متصرّف في النّواحي. وأصفقَتْ يدي بكذا: بلّتْ به؛ قال النّمر:

  حتى إذا طُرحَ النّصيبُ وأصفقَتْ ... يدُه بجِلدَةِ ضَرْعِها وحُوارِها

  والنّاقة الحامل تُصافِق مصافقة وهي تقلبها على صَفْقَيْها، وهي مُصافِقٌ. وبات فلان يصافق. وصفّق الشرابَ: حوّله من إناء إلى إناء ليصفوَ. وصفّق الإبل: حوّلها من مرعًى إلى مرعًى، وهو من الصّفْقِ. وانشقّ صِفَاقُ بطنه وهو الجِلد الباطن عند سواد البطن. وثوبٌ صفيقٌ، وقد صَفُقَ صَفاقة، وأصفقه النّاسج.

  ومن المجاز: له وجهٌ صَفيق. وأعوذ بالله من صَفاقة الوجه. ولك عندي ودٌّ مصفَّق ونصحٌ مروَّق.

  صفن - فرس صافِنٌ، وخيلٌ صُفونٌ، وقد صَفَنَ صُفوناً، وتفسيره في قوله:

  ألِفَ الصُّفونَ فلا يَزالُ كأنّهُ ... ممّا يقومُ على الثّلاثِ كَسيرَا

  وتصافنوا الماء: تقاسموه على المَقْلَةِ، وهو من الصَّفْنِ والصُّفْنَةِ وهي شيء كالرّكوة يُتوضّأ فيه؛ قال الفرزدق:

  فلمّا تصافَنّا الإداوَةَ أجهشتْ ... إليّ غضُون العنبريّ الجُراضِم

  وصافنَ الماءَ بين القوم فأعطاني صَفْنَةً ومَقْلَةً؛ قال الطرمّاح:

  وضرْبةِ كفٍّ باشرَتْ ببنانِها ... صعيداً كفتْها فَقْدَ ماء المُصافِنِ

  ومن المجاز: «من أحبّ أن يقوم النّاس له صُفوناً فليتبوّأ مقعدَه من النّار».

  صفو - ماء صافٍ، وقد صفا صَفْواً وصَفاء. وصفّيت الشرابَ بالمِصْفاةِ. وأخذ صَفْوَ الماء وصِفْوَه وصَفْوَتَه وصُفْوَته وصِفْوَته، وقيل: صَفْوُه، بالفتح، لا غير. وأصْفتِ الدّجاجةُ: انقطع بَيْضها. وأصلبُ من الصَّفَا والصَّفْوَانِ والصَّفْواء. وكأنّه صَفَاةٌ وصَفْوانَةٌ. وناقة ونخلة صَفيٌ: كثيرة اللبن والحَمْل، وهن صَفايا.

  ومن المجاز: أصْفَيْتُه المودّةَ. وأصفيتُه بالبِرِّ: آثرته واختصصته {أَفَأَصْفاكُمْ رَبُّكُمْ بِالْبَنِينَ}. وأصْفَى عيالَه بشيء يسيرٍ: أرضاهم به. وصادف الصيّادُ خَفْقاً فأصفَى أولادَه بالغُبَيراء؛ قال الطرمّاح:

  أوْ يصادِفْ خَفْقاً يُصْفِهِم ... بعتيقِ الخَشْلِ دون الطّعامِ

  واصطفاه، وأخذ الرئيسُ صَفيّه من المغنم: ما اصطفاه منه.

  لكَ المِرْباعُ منها والصَّفَايَا

  وهو صَفيِّي من بين إخواني، وهم أصفيائي. وصافيتُه، وهما خليلان متصافيان. وصَفّى عزمتَه: ذرّاها. وأصفَى الأميرُ دار فلان. ويقال: ما أصفيتُ لك إناء. واستصفَى مالَه. وهذه صَوافي الإمام وهي ما يستصفيه من قُرَى مَنِ استعصى عليه. وأصفى الشاعرُ: انقطع شِعرُه. وتقول: أنا شاكرك الذي يُصْفي وشاعرك الذي لا يُصْفي. وفَلّتْ صَفَاتُه. وعن صعصعة بن ناجية: إنّي والله ما قارعتُ صَفاةً أشدّ عليّ من صَفاة بني زُرارة.

  صقب - صَقِبتْ دارُه صَقَباً: دنتْ. وفي الحديث: «المرء أحَقُ بصَقَبِه». وأصقبَ الله تعالى دارَه: أدناها؛ قال الأعشى: