أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ضبب

صفحة 369 - الجزء 1

  ض

  ضأضأ - هو من ضِئْضِئ مَعَدّ: من أصلهم. وفي خطبة أبي طالب: الحمد لله الذي جعلنا من ذرية إبراهيم وزرع إسماعيل وضِئضِئ مَعدّ وعنصر مُضَر. وفي الحديث: «يخرج من ضِئضِئ هذا قوم يمرقون من الدّين».

  ضأل - رجلٌ ضئيل وامرأة ضئيلة، وقد ضؤل ضُؤولة وتضاءل، وتقول: فلان ضئيل بئيل: دقيق صغير؛ وقال النّابغة:

  فبتُّ كأنّي ساورتَني ضَئيلةٌ ... من الرُّقش في أنيابها السّمُّ ناقع

  دقيقة من الحيّات كالأفعى. وجاء يضائل شخصَه، يُصغّره لئلّا يَستبينَ؛ قال زهير:

  فبَينا نُبغّي الوَحشَ جاء غلامُنا ... يدبّ ويُخفي شخصه ويضائلهْ

  ومن المجاز: ضؤل رأيُه، وهو ضئيل الرأي. وما عليك في ذلك ضُؤولة أي ضعف ومذلّة. وهو يتضاءل عن ذلك: يتقاصر عنه. وعن بعضهم: القياس يتضاءل عند السّماع.

  ضأن - مالُه الضّأنُ والمَعْزُ والضّئين والمَعيز، وعنده ضائنة من الغنم، ولحمٌ وجِلْدٌ ضائنٌ وماعزٌ. وأضأنَ فلانٌ وأمعزَ: كثُر ضأنُه ومَعْزُه. وتقول العرب: إضْأنْ ضأنك وامْعَزْ مَعْزَك أي اعزلها، وضَأنتُ ضَأني ومَعزْتُ مَعْزِي. وسِقاء ضِئْنيّ: ضخم من جِلد ضأنٍ يُمخض به؛ قال حُميد:

  وجاءتْ بضِئْنيّ كأنّ دويّهُ ... ترنُّمُ رعدٍ جاوبتْه الرّواعدُ

  ومن المجاز: رجُلٌ ضائن: ليّن الجانب، وقيل: هو الذي لا يزال حَسَن الجسم وهو قليل الطُّعم. وبتُّ على رملة ضائنةٍ ورملٍ ضائن؛ قال ابن مقبل:

  يَظَلّ وحُرّيٌّ من الأرْضِ تحتهُ ... إلى نَعِجٍ من ضَائنِ الرّملِ أهيَما

  وقال الجعديّ:

  وباتَتْ كأنّ بطنها ليَ رَيْطَةٌ ... إلى نَعِجٍ من ضَائن الرّمل أعفرَا

  وقال الطرمّاح:

  فباتَتْ أهاضيبُ السُّمِيّ تلفُّهُ ... إلى نَعِجٍ من عُجمة الرّمل ضَائنِ

  يراد اللِّين والوَطاءة.

  ضبب - أضبّتِ السّماءُ، والسّماء مُضِبّة. ويومٌ مُضِبّ. وأرض مَضَبّة: كثيرة الضِّباب. ووقعنا في مَضابَ منكرة. وضبّ يضِبّ نحو بضّ يبِضّ وهو سيلان قليل، يقال: ضبّتْ يدُه بالدّم، وضبّت لِثتُه؛ قال: