أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

طرح

صفحة 386 - الجزء 1

  ولم تُلهني دارٌ ولا رَسمُ دمنَةٍ ... ولم يتطرّبْني بنانٌ مُخضَّبُ

  «والكريم طروب»، واستطرب القوم: اشتدّ طربهم، واستطربتُه: سألته أن يُطرّب؛ قال الطرمّاح:

  واستطرَبتْ ظُعنُهم لمّا احزَألّ بهم ... آل الضّحى ناشطاً من داعياتِ دَدِ

  أي سألته أن يُطرّبَ ويُغَنّي، وهو من داعيات دد: من دواعيه وأسبابه يعني النّاشط وهو الحادي لأنّه ينشط من مكان إلى مكان، وطرِبتِ الإبلُ للحُداء، وإبل طِراب ومطاريب، وحمامة مِطراب الضّحى، وطرّبَ في غنائه وقراءته، وقرأ بالتطريب. وتقول: إذا خفقتِ المضاريب خفّتِ المطاريب.

  وطرطِبْ بضأنك: ادعُ بها. وأخزى الله تعالى طُرْطُبَّيْها: ثدييها الطّويلين.

  طرح - طرَحَ الشيءَ وبه ومن يده: رمى به وألقاه. وطرح له الوسادة. وطرحوا لهم المطارح: المفارش، الواحد: مِطرح كمِفرش، وطرح الرّداء على رأسه وعاتقه. ورأيتُ عليه طَرْحة مليحة. وطرّح الأشياء تطريحاً، وطرّح الشيءَ: أكثر طرْحه؛ قال أبو ذؤيب:

  ألفيتَ أغلبَ من أُسْد المسدّ حدي ... دَ النّابِ أَخْذَتُهُ عَفْرٌ فتطريحُ

  وجاء يمشي متطرِّحاً: متساقطاً. وشيء طُرَّحٌ: مطروح. ولو بات متاعك طِرْحاً لما أخذه أحد.

  ومن المجاز: ما طرَحك إلى هذه البلاد، وما طرَحك هذا المَطرح أي ما أوقعك فيما أنت فيه. وطرحتُ عليه المسألة. وطارحتُه العلمَ والغناء وتطارحناه؛ قال زَبّان بن سيّار الفزاريّ:

  تطارحه الأنسابُ حتى رَددنَه ... إلى نَسبٍ في أهل دومةَ ثاقِبِ

  يتهكّم به. وطرحتْ به النّوَى كلَ مَطرَح؛ قال ذو الرّمّة:

  ألّما بَميٍّ قبل أن تطرَحَ النّوَى ... بنا مَطرَحاً أو قبل بَينٍ يزيلُها

  وقال:

  فقلتُ لهُ الحاجاتُ يطرحنَ بالفتى ... وهمٌّ تَعَنّاني مُعَنًّى ركائِبُهْ

  واطّرِحْ هذا الحديثَ. وهو قولٌ مُطَّرَحٌ: لا يُلتفتُ إليه. وديار طوارح. وعُقْبَةٌ طَروحٌ: بعيدة؛ قال ثعلبة بن أوس الكلابيّ:

  فلوْ كان عن ودّ ابن أوْسٍ لما نأتْ ... بذلفاء غَرْباتُ الدّيار الطّوارحُ

  وإبلٌ مطاريحُ: سِراعٌ؛ قال أميّة بن أبي عائذ الهذلي:

  مطاريح بالوعْث مرّ الحشو ... ر هاجرنَ رَمّاحةً زَيْزَفُونا

  ترمح بالسّهم من الزّفْنِ فكرّر الفاء وبنى فيفعولا. وفحلٌ مِطْرَحٌ: بعيد موقع الماء. وعن أعرابية: إنّ زوجي لطَروح إذا نكح أحبل. وطَرْفٌ طَروح ومِطرَح: بعيد النّظر. واطرحْ بعينك: انظر؛ قال الطرمّاح:

  فاطرَحْ بعينك هل ترَى أظعانَهم ... والكامِسِيّةُ دونهنّ وثَرْمَدُ

  ورمح مِطْرَحٌ: طويل. وقوسٌ طَروحٌ: شديدة الحفز للسهم. وأصابه زمن طروح: يرمي بأهله المراميَ. ونوائبُ طُرُحٌ. وطرّح بناءه وطرمحه: رفعه وطوّله.

  طرد - طَرَدَه طَرْداً وطَرَداً، وطرّده وأطرده: أبعده ونحَّاه، وهو شريد طريد، ومُشرَّد مُطرَّد. وطَرَدَ العدوُّ طريدة وطرائد وهي النَّعَم يُغير عليها فيطردها.

  ومن المجاز: خرج يَطرُد حُمُرَ الوحش أي يصيدها. وبيده مِطْرَدٌ: رمح قصير يطعنها به، وبأيديهم المَطارِد والرّايات؛ قال الرّاعي:

  ولوْ لا الفرار كلَّ يوْم وقيعةٍ ... لنالتْكَ زُرْقٌ من مطاردنا الحُمر

  وقال أبياتاً في الطَّرَدِ أي في الصّيد. وهذه من طَرَدِيّات فلان: والريح تَطرُد الحصى والسَّفا: تعصف به. وطَرَدْتُ بَصَري في أثر القوم؛ قال ذو الرّمّة: