أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

طعن

صفحة 390 - الجزء 1

  كالمال في الإبل. وفي حديث أبي سعيد: كنّا نُخرجُ في صدَقة الفطر على عهد رسول الله ÷ صاعاً من طعام وصاعاً من شَعير. وهذا طُعْمٌ طيّب الطَّعْم. وطَعِمتُ الشيء: أكلته وذقتُه، واطْعَم هذا وتطعَّمْه: ذقه. وفي مثل: «تَطَعَّمْ تَطْعَمْ»: ذقْ تَشْتَه. واستطعمتُه فأطعمني. وطاعمته. ورجل مِطعَمٌ ومِطعامٌ: أكول. ومِطعامٌ مِطعانٌ من قوم مطاعيمَ مطاعينَ وهو الكثير الإطعام. واتخذ لإخوانه طُعْمَةً: مأدبة.

  ومن المجاز: فلانٌ طيِّب الطِّعمة والطُّعْمة وخبيث الطِّعْمة، بالكسر، وهي الجهة التي منها يرتزق بوزن الحِرْفة. وجعلت هذه الضّيعة طُعْمة لك، بالضمّ. وفلان تُجبَى له الطُّعْمة والطُّعَم وهي الخراج. وأطعمتُك هذه الأرضَ. وعن معاوية: أنّه أطعم عَمْراً خراجَ مصر. وإنّه لموسَّع له في الطُّعْم: في الرزق. وهو مُطْعَمٌ: مرزوق؛ قال علقمة:

  ومُطْعَمُ الغُنْمِ يوْمَ الغُنْمِ مُطْعَمُه ... أنّى توَجّه والمَحرُومُ مَحرُومُ

  وقال ذو الرّمّة:

  ومُطْعَمُ الصَّيدِ هبّالٌ لبِغيتِه ... ألفى أباه بذاكَ الكسبِ يكْتسبُ

  وفي يده مُطْعَمَةٌ ومُطْعِمَةٌ: قوس تُطعِم صائدَها؛ قال علقمة:

  وفي الشّمالِ من الشرْيانِ مُطْعَمَةٌ ... كبداء في عَجْسِها عَطْفٌ وتَقويمُ

  ومن روى بالفتح فهي المرزوقة من الصيد؛ قال أبو النّجم:

  ترْمي الخَصاصَ بالعيونِ النُّجْلِ ... بمطعَماتِ الصَّيدِ غير عُصْلِ

  أي بنَبل تُطعَم الصّيدَ يريد بها العيون. ولطمه الجارح بمَطْعِمتيه وهما إصبعاه اللّتان يقبض بهما. وأخذ بمُطْعَمته، بالفتح، وهي حَلْقُه. وأطْعَمَتِ النّخلةُ: أدرك ثمرُها. ونُهي عن بيع الثمرة حتى تُطعِمَ: حتى تأخذ طُعْمها. وكم بأرضكم من الشّجر المُطْعِم: المثمر. وفلانٌ مُطْعَم الخير؛ قال الكميت:

  موفَّق لخلالِ الخير مُطْعَمها ... عنِ الإساءةِ والفحشاء ذو حجبِ

  وإنّك لمُطْعَمٌ مودّتي. والنّساء مُطْعَمَاتٌ: مرزوقات من الحُبّ؛ قال الكميت:

  بلى إنّ الغوانيَ مُطْعَمَاتٌ ... مَودّتَنا وإن وَخَطَ القَتيرُ

  واستطعمتُ الفرسَ: طلبتُ منه الجريَ؛ أنشد أبو عبيدة:

  تداركَهُ سعيٌ وركضُ طِمِرّةٍ ... سبوحٍ إذا استطعمتَها الجريَ تسبحُ

  ومنه: «إذا استطعمكم الإمامُ فأطعموه»: إذا استفتحكم فافتحوا عليه. وفرس لطيف المُستطعَم وهو جحفلته وما حولها. وأطعمتُ الغصنَ فطعِمَ: وصلتُ به غصناً من غير شجرته فقبِلَ الوصلَ. وأطعمتُ عينه قذًى فطعِمتْه؛ قال الفرزدق:

  بعينين حوراوين لم تُطعَما قذى ... وجعد الذُّرى أطرافه قد تعفّرَا

  والطائران يتطاعمان: يتغارّان. وتطاعم المتلاثمان إذا أُدخِل الفمُ في الفم كما تفعل الحمامتان؛ وأنشد الجاحظ:

  كما تَطاعَمَ في خضراء ناعمةٍ ... مطوَّقان أصاخا بعدَ تغريد

  وإنّه لمتطاعِم الخلق: متتابعه. وما فلان بذي طَعْمٍ، ولا طَعْمَ له إذا لم يكن مقبولاً. وأنا طاعم عن طعامكم: مستغنٍ عنه.

  طعن - طعنه بالرُّمح، وهو مِطعان، وطاعنته، وتطاعنوا، واطّعنوا، ورجل طعين.

  ومن المجاز: طعَن فيه وعليه، وطعن عليه في أمره طَعَناناً؛ قال:

  وأبَى ظاهرُ الشّناءةِ إلّا ... طَعَناناً وقولَ ما لا يُقالُ

  وهو طَعّان في أعراض النّاس. وفي الحديث: «لا يكون المؤمن طَعّاناً ولا لَعّاناً». وله فيه مَطْعَنٌ ومَطاعِنُ.