أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

طوع

صفحة 398 - الجزء 1

  وتطوّسَتِ المرأة: تزيّنتْ. وعنده الطاووسُ أي الفضّة بلسان اليمن. وقال الجاحظ: الحَمَامُ يكسح بذنَبه حول الحمامة ويتطوّس لها أي يتنفّش. وتقول: كان خُلُقُ طاووس يحكي خَلْقَ الطاووس؛ وهو طاوُوس اليمانيّ. وشرب فلان الطُّوسَ أي الأذْرِيطُوسَ؛ قال رؤبة:

  لو كنت بعضَ الشّاربين الطُّوسَا

  طوع - أقَرّ طائعاً، وفعل ذلك طَوْعاً وطَواعية، وهو لي طائع وطَيِّع، وهو يطوع لي، وطاوعتُه على كذا. وإنّها لطَوْع الضّجيع. وأطاع اللهَ طاعةً، وهو مُطيع ومِطواعٌ ومِطواعةٌ؛ قال:

  إذا سدْتَهُ سدْتَ مِطواعةً ... ومَهما وكَلْتَ إليهِ كَفَاه

  وهو من ناسٍ مَطاويعَ. وهو متطوّع بذلك: متبرّع. وهو من المُطَّوِّعة: من الذين يتطوّعون بالجهاد. وفيه استطاعةُ ذلك. وتطاوَعَ لهذا الأمر وتطوّعَ له: تكلّف استطاعتَه حتى يستطيعَه.

  ومن المجاز: أنا طَوْعُ يدك. وفرس طَيِّعُ العِنان؛ وقال ابن مقبل:

  عانقتُها فانثَنَتْ طَوْعَ العِنان كما ... مالتْ بشاربها صهباءُ خُرْطومُ

  ومرَنوا على هذه اللّغة حتى لا تَطُوع ألسنتُهم بغيرها، ورجل طَيِّع اللّسان: فصيح. وطاع له المرادُ: أتاه طائعاً سهلاً. وطوّعتْ له نفسُه كذا: سهّلتْه له. وطاع لها الكلأ وأطاع: اتّسع وأمكن رعيُه حيث شاءت. وتقول العرب: اللهمّ لا تُطيعَنّ بي حاسداً أي لا تفعل بي ما يُحِبّ؛ قال سُويد:

  رُبّ مَن أنضَجتُ غيظاً صَدرَه ... قد تَمَنّى ليَ مَوْتاً لم يُطَعْ

  أي لم يُجَبْ ولم يُفْعل محبوبُه، ومنه: {وَلا شَفِيعٍ يُطاعُ}. وفيه شُحّ مُطاعٌ؛ وقال الطرمّاح:

  وقفتُ بها فهِيضَ جوًى أطاعَتْ ... لهُ زفراتُ مغتربٍ حزين

  أي ساعدتْه وزادتْه، والمغترِب الطرمّاح.

  طوف - طاف به وأطاف واطّافَ واستطاف، وطوّفَ البلادَ. وأخذه الطائفُ: العاسّ. وألمّ به طَيفٌ وطائف. ومسّه طَيفٌ من الشّيطان وطائف. وجاءتني طائفةٌ منهم وطوائفُ. وركبوا الطَّوْفَ والأطواف وهو الرَّمَثُ من قِرَبٍ منفوخٍ فيها. وقوسٌ طَيِّعة الطائفَين وهما السِّيَتَانِ؛ قال الطرمّاح:

  هتوفٌ عوَى من طائفيْها مُحدرَجٌ ... مُمَرٌّ كحلقومِ القَطاة بديعُ

  ومن المجاز: أطاف بهذا الأمر: أحاط به. وطاف به الكرى إذا نعَس؛ قال بِشر:

  فلاة قد سَرَيْتُ بها هُدُوّاً ... إذا ما العَين طافَ بها كراها

  ومضتْ طائفةٌ من اللّيل، وأعطاه طائفةً من ماله، وعاش طائفةً من عمره على ذلك. وطاف واطّاف: تغوّط، ومنه: «لا تدافعوا الطَّوْف في الصّلاة». ونُهيَ عن متحدّثين على طَوْفهما. ويقال: يبِس طَوْفُه في بطنه؛ وقال العجّاج:

  وعَمَ طُوفانُ الظّلامِ الأثْأبَا

  فشَبّه الظّلام المتراكب بطُوفان الماء.

  طوق - لستُ بمُطيق لهذا الأمر، وما لي به طَوْقٌ وطاقة، وعَجَزَ عنه طَوْقي. وطَوّقه الأمرَ: كلّفه إيّاه. «وجَلّ عَمرو عن الطّوق». وله طَوق من ذهب وأطواق. وبنوا طاقاً مرتفعاً وأطواقاً وطِيقاناً. وفتلَ الحبلَ طاقتين وطاقاتٍ وهي القُوَى. وأعطاني طاقةً من الرّيحان: شُعبةً منه.

  ومن المجاز: طَوّقَني نعمةً. وطُوّقتُ منه أياديَ، وتقلّدتُها طَوْقَ الحمامة، وتقول: في عنقي من نِعمته طَوْق ما لي بأداء شكره طَوْق. وتطوّقتِ الحيّةُ: صارت كالطّوْق. ورحاك واسعة الطّوْق وهو ما يديره القُطبُ.

  طول - شيء طويل ومستطيل. وطاولني فطُلته. وفلان طُوَال لا تطوله الطِّوال. وتطاوَل: تمدّد قائماً لينظر إلى بعيد. ولا أكلّمه طُولَ الدّهر وطَوَال الدّهر. وأرخى طِوَل فرسه وهو الحبل الطويل جدّاً. وطَوِّل لفرسك: أرْخِ له الطِّوَل؛ قال طرفة:

  لعمرُك إنّ الموتَ ما أخطأ الفتى ... لكالطِّوَل المُرخَى وثنياهُ باليد