أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

عرض

صفحة 414 - الجزء 1

  وَالْمُعْتَرَّ} أي المعترض بسؤاله. وسئل أعرابيّ عن منزله فقال: نزلتُ بين المَجرّة والمَعرّة: أراد بين حيّين كثيري العدد فشبّههما بهما لكثرة نجومهما، والمَعرّة: مكان من السّماء في الجهة الشاميّة نجومه تكثر وتشتبك، وهو من العُرّ والعَرّ، كما قيل للسّماء: الجَرباء. ونزل العدوّ بعُرعُرةِ الجبل ونحن بحضيضه.

  عرس - «هو أنقى من الخير من طَسْتِ العروس» أي لا خير عنده، «ولا مخبأ لعطر بعد عَروس». وشهدنا عُرْسَ فلان فيا لها من عُرْس، ورأينا عِرْسَه فيا لها من عِرْس، والعُرُسُ والعُرْسُ مؤنّثةٌ؛ قال:

  إنّا وَجدنا عُرُسَ الخَيّاطِ ... مذمومَةً لئيمَةَ الحُوَّاطِ

  وفلان يتعرّس لامرأته أي يتحبّب إليها. وهذه عرائس الإبل وعَطِراتها: لكرامها. وهو أمنع من عِرْس الأسد في عِرِّيسه وهي لَبوتُه. وما نزلوا غير تعريسة كحسوة طائر. وما لي بأرض الهوان من مُعرَّسِ ساعة.

  عرش - أين ما غرَسوه وما عرَشوه؟ {وَدَمَّرْنا ما كانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَما كانُوا يَعْرِشُونَ} وقرئ: يَغْرِسُونَ. واستوى على عرشه إذا ملك، وثُلّ عرشُه إذا هلك؛ قال زهير:

  تداركتُما عَبْساً وقد ثُلّ عرْشُها ... وذبيان إذ زلّتْ بأقدامها النّعْلُ

  ويقال: من العَرْشِ إلى الفَرْشِ. وعَرِيشُ موسى لا صرحُ هامانَ وهو شبه الخيمة من خشب وثُمام. وتعرّشنا ببلادنا: نحو تخيّمنا. والعرائش والعُرُش والعروش واحد، والعروش أيضاً: السُّقوف. {فَهِيَ خاوِيَةٌ عَلى عُرُوشِها}. قالت الخنساء:

  كان أبو غسّان عرْشاً خوَى ... ممّا بناهُ الدّهرُ دانٍ ظَليل

  وبدتْ لنا عُروش مكّة أي بيوتها؛ وقال القطاميّ:

  وما لمثاباتِ العُروشِ بقيّةٌ ... إذا استُلّ من تحتِ العُروشِ الدعائم

  ومكتنساتٌ في العرائش أي في الهوادج. وعَرْشٌ دونه عَرْش السِّماك هو عَجُزُ الأسد أربعة أنجم من العوّاء؛ وأنشد النّضْر:

  كأنّما السرّ منّي حينَ أضمَنُهُ ... في رأس صمّاء مأوَى طيرِها زَلَلُ

  حقباء يدفع عَرْش النّجم منكِبها ... لا يَستطيعُ ذراها الأعصمُ الوَقِلُ

  وقال ابن أحمر يصف ثوراً:

  باتَتْ علَيهِ لَيلَةٌ عَرْشِيّةٌ ... شَريَتْ وبات على نَقاً يَتَهَدّدُ

  شريتْ: لجّتْ في الإمطار، يتهدّد: ينهدّ وينهار. واعترشتِ القضبانُ على العَريش إذا علت واسترسلت، وهو مطاوع عَرَشَ كرَفَع وارتفع. وبعير معروش الحصيرين أي مطويّهما كما تُعرَش البئر، وعرشُها: طَيّها. وأراد أن يُقرّ بحقّي حتى نفثَ فلان في عُرْشيه فأفسده، وهما لحمتان مستطيلتان في ناحيتي العنق، يعني حتى سارّه فأغراه بي لأن المسارّ يُدني فاه من عُرْشيْه أو سَمّى الأذنين عُرشين للمداناة.

  عرص - في يده رمحٌ عَرّاصُ المَهزّة. ويرقد في ظلّ عَرّاصٍ وهو السّحاب الذي يعرَص برقُه، يقال: عَرِصَ البرقُ وأشِرَ إذا كثر لمعانه. والعَرَصُ: النشاط. ودار خالية العِراصِ والعَرَصات، والعَرْصة: أرض الدار وحيث بنيتْ. قال النّضْر: لو جلستَ في بيت من بيوت الدار كنت جالساً في العَرْصة بعد أن لا تكون في العُلْو والعِلْو.

  عرض - عرَضَهم على السّيف أي قتلهم، وعلى النّار أي أحرقهم. وعُرِضَ لفلان إذا جُنّ. و «أعرضَ ثوبُ المُلْبِس» أي صار ذا عَرْض. يقال لمن يقال له: ممّن أنت؟ فقال: من نِزارٍ. «وَطَأْ مُعرِضاً» أي ضع رِجلك حيث وقعتْ ولا تتّق شيئاً؛ قال البَعِيث:

  فطأ مُعرِضاً إنّ الحتوفَ كثيرةٌ ... وإنّكَ لا تُبقي لنفسِك باقيا

  وأعرضَ لك الشيءُ إذا أمكنك من عُرْضه. وأعرضَ لك الصّيدُ فارمه وهو مُعرِضٌ لك. وأعرَضَ لُبّي عن كذا إذا نسيتَه. وادّان فلان مُعرِضاً إذا استدان ممّن أمكنه. واستعرض