أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

عزو

صفحة 419 - الجزء 1

  وتعزّز لحمُ النّاقة: اشتدّ وصلُب. {فَعَزَّزْنا بِثالِثٍ}: قوَّينا. وعُزّزَ بهم أي شُدّدَ عليهم ولم يُرخَّص، ومنه حديث عمر رضي الله تعالى عنه: أن قوماً اشتركوا في صيد فقالوا له: أعَلى كلّ واحد منّا جزاء أم هو جزاء واحدٌ؟ فقال: إنّه لمعزَّز بكم إذاً بل عليكم جزاء واحدٌ. وتقول: مَن حسُن منه العَزَاء هانت عليه العَزّاء. وأنا معتزّ ببني فلان ومستعِزّ بهم. وتقول: ما العَزوزُ كالفَتُوح ولا الجَرُور كالمَتُوح؛ أي الضيّقة الإحليل كالواسعته والبعيدة القعر كالقريبته.

  عزف - فلان عَزوفٌ وهو الذي لا يكاد يثبت على خُلّة خليل؛ قال الفرزدق:

  عزفتَ بأعشاشٍ وما كِدتَ تعزِفُ

  وفلان ألهاه ضرب المعازف عن ضروب المعارف. وسلكتُ مفازةً للجنّ فيها عزيفٌ، ثمّ نزلتُ بفلان فكأنّي نزلت بأبرق العَزّاف وهو يَسرَةَ طريقِ الكوفة قريباً من زَرودَ.

  عزل - ما لي أراك في مَعزِلٍ عن أصحابك؟ وأنا بمعزِل من هذا الأمر. واعتزلتُ الباطلَ وتعزّلتُه؛ قال الأحوص:

  يا بيتَ عاتكَةَ الذي أتَعَزّلُ

  وأراك أعزل عن الخير؛ قال حسّان:

  فإن كنتِ لا مني ولا من خَليقتي ... فمنكِ الذي أمسَى عن الخيرِ أعزَلا

  وأعوذ بالله من الأعزل على الأعزل أي من الرّجل الذي لا سلاح معه على الفرس المعوّج العسيب فهو يُميلُ ذنَبه إلى شقّ والعربُ تتشاءم به إذا كانت إمالته إلى اليمين؛ قال امرؤ القيس:

  ضليعٌ إذا استَدبرتَهُ سدَّ فَرجَهُ ... بضافٍ فُوَيقَ الأرضِ ليس بأعزَل

  عزم - اعتزم الفرسُ في عِنانه إذا مرّ جامحاً لا ينثني؛ قال:

  سَبوح إذا اعتَزَمَتْ في العِنان ... مَروح مُلملِمَة كالحَجَرْ

  وعزمتُ على الأمر واعتزمتُ عليه. وإنّ رأيَه لذو عَزيم. ورقَاه بعزائم القرآن وهي الآيات التي يُرجَى البرء ببركتها. ويقال للرُّقَى: العزائمُ. وعزَمتُ عليك لَمّا فعلتَ كذا بمعنى أقسمتُ.

  عزه - هو عِزْهاةٌ عن اللهو والنِّساء إذا لم يُرِدهنّ ورغِب عنهنّ؛ قال:

  إذا كنت عِزهاةً عن اللهوِ والصِّبَا ... فكن حجَراً من يابس الصّخرِ جلمدَا

  عزو - إن فلاناً ليُعزَى إلى الخير ويَعتَزِي إليه، وهذا الحديث يُعزَى إلى رسول الله ÷. ورأيتُهم حولَه عِزِينَ أي جماعات؛ قال في صفة حيّة:

  خُلقَتْ نواجذُهُ عِزينَ ورَأسُه ... كالقُرْص فُلْطِحَ من طَحينِ شَعيرِ

  عسب - هذا يَعسوبُ قومِه: لرئيسهم. وعن عليّ ¥ في عبد الرحمن بن عَتّاب وقد قُتل يومَ الجمَل: لهفي عليك يَعسوبَ قريش.

  وقال في فساد الزمان: فإذا كان كذلك ضرب يَعسوبُ الدّين بذنَبه، وهو مستعار من يَعسوب النّحل وهو فحلها، يَفْعُولٌ من العَسْبِ وهو الضِّرابُ. يقال قطع اللهُ تعالى عَسْبَه أي نَسْله.

  عسر - عَسِرَتْ عليَّ حاجتي عَسَراً وتَعَسَّرَتْ واستعسرت: التاثَتْ. وعَسِر عليّ فلانٌ: خالفني. ورجُل عَسِر وهو نقيض السّهل، وأمر عَسيرٌ. ولا تَعْسُرْ غريمك ولا تَعْسِرْهُ: لا تأخذه على عُسْرة ولا تطالبه إلّا برفق. وخذ ميسورَه ودع معسورَه، ويسّره اللهُ للعُسْرَى ولا وفّقه لليُسرى. ويقال في الدّعاء للمطلوقة: أيسَرْتِ وأذكَرْتِ، وعليها: أعسَرْتِ وآنثْتِ. واعتسرْتُ الكلامَ إذا تكلّمتَ به قبل أن تروزَه؛ قال الجَعديّ:

  فدغْ ذا وعَدّ إلى غَيرِه ... وشرّ المقالةِ ما يُعْتَسرْ

  وهو مستعار من اعتسار النّاقة وهو ركوبها عَسِيراً غير مَروضة.

  عسس - بات فلان يَعُسّ أي ينفُض اللّيلَ عن أهل الرّيبة، وهو عاسٌ وجمعه عَسَسٌ، وأُخِذ فلان في العَسَس، ومنه قيل للذئب: العسّاس. وذهب يعُسّ صاحبَه أي يطلبه.