أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

عمم

صفحة 436 - الجزء 1

  عَمَلٍ؛ قال:

  فذكَرَ اللهَ وسمّى ونزَلْ ... بمنزِلٍ ينزله بنو عَمَلْ

  لا ضَفَفٌ يَشْغله ولا ثَقَلْ

  ويقال للذين يعملون بأيديهم في طينٍ وبناء ونحوه: العَمَلةُ. وإنّه لحسَن العِمْلة. ويقال: مَن الذي عُمّل عليكم أي نُصِب عاملاً. والرجل يَعتمل لنفسه ويستعمِلُ غيرَه. ويُعمِل رأيه. ويتعمّل في حاجات المسلمين أي يتعنّى ويجتهد؛ وأنشد سيبويه:

  إنّ الكَريمَ وأبيكَ يَعتَمِلْ ... إن لم يجدْ يوْماً على من يَتّكِلْ

  بمعنى إن لم يعلم؛ وأنشد الجاحظ لبَشَامة بن الغَرير:

  وجَدتُ أبي فيهم وجَدّي كلاهما ... يُطاعُ ويُؤتَى أمرُه وهوَ مُحتبي

  فلَمْ أتعمّلْ للسّيادةِ فيهِمُ ... ولكن أتتني طائِعاً غيرَ مُتْعَبِ

  وناقة عَمِلَة وعَمّالة ويَعْمَلة: فارِهة؛ قال جرير:

  يا زيدُ زيدَ اليَعْمَلاتِ الذُّبَّل

  وأراد الجعديّ بقوله:

  وترقُبُهُ بعامِلَةٍ قَذُوفٍ ... سريعٍ طَرْفُها قَلِقٍ قَذَاها

  العينَ. وخانَتِ المُطهَّمَ عواملُه أي قوائمه، الواحدة: عاملة. وتقول: الرّمح بعامله والفرس بعوامله.

  عمم - تَعَمّمْتُه فأحسن عُمُومتي أي دعوتُه عَمّاً؛ قال:

  وأصبحَ البِيضُ أتراباً تَعَمّمني ... وصَرّمَتْ سَبَبي أسنانُها الحُور

  أي لِداتُها. وفلان مُعَمّ مُخْوَل ومُعِمّ مُخْوِل، وهم عمومتي وخُؤولتي. ونباتٌ عميمٌ، ونخلةٌ عميمةٌ، ونخيل عُمٌ: طِوال. وله جِسْم عَمَم. واستوى الشّبابُ على عَمَمه أي على كمالِه. ومن المستعار: فلان مُعَمَّم مُيَمَّم أي مُسوَّد. واعتَمّتِ الإكامُ بالنّباتِ وتعمّمت. ولبن مُعَمَّم ومُعتَمّ: علته الرّغوة؛ قال ذو الرّمّة:

  واعتَمّ بالزّبَد الجَعْدِ الخراطيمُ

  وفرس معمَّم: أبيض الرّأس. وفلان من عميمهم وصميمهم. وعمَّموني أمرهم: قلّدونيه؛ قال حسّانُ:

  ولقد تُعمّمني العشيرَةُ أمرَها ... ونَسُودُ يَوْمَ النّائباتِ ونَعْتلي

  عمه - عَمِه في طُغْيانه وتَعامَهَ. وفلان في عَمَهٍ من أمره وهو التردّد والتحيّر. وعَمّهتَ في ظلمي أي ظلمتني بغير جَليّة. وسلكوا أرضاً عَمْهاء: بلا أمَارات.

  عمي - قوم عَمُون. وأتانا صَكّة عُمَيّ أي في الهاجرة. وأعوذ بالله من الأعميين وهما السّيل المائج والفحل الهائج. وفلان في غَواية وعَماية. وتقول: وعظتُه فأصممتُه وأعميتُه ورميتُه بالنُّصح فأنميته وما أصميتُه؛ قال:

  فأصممتُ عَمراً وأعميتُهُ ... عن الجُود والفخر يوْمَ الفَخارِ

  وتقول: رمَتْ به الأسفارُ أبعدَ مراميها وخبط في مجاهل الأرض ومعاميها.

  عنت - وقع فلانٌ في العَنَتِ أي فيما شَقّ عليه. وعَنِتَ العَظْمُ: انكسر بعد الجَبْر. وأعْنَتَه: هاضه. وأعْنَتَ الطبيبُ المريضَ إذا لم يَرْفُقْ به فضرّه. وتعنّتني: سألني عن شيء أراد به اللَّبْس عليّ والمَشَقّة. وفي الحديث: «لا تَسُبّنَّ أصحابَ رسول الله ÷ فإن سبّهم مَعْنَتَةٌ». أي مأثم. وأكَمَةٌ عَنوت: طويلة شاقة المَصْعَد.

  عنج - تقول لا بدّ للداء من علاج وللدّلاء من عِناج؛ وهو ما تُعْنجُ به من حبْلٍ يُجعل تحتها مشدوداً إلى العَرَاقي يكون عوْناً للوَذَم. وعناج النّاقة: زِمامها لأنّها تُعنج به أي تُجذب. ومن المستعار: هذا قول لا عِناج له؛ قال الحطيئةُ:

  وبعضُ القولِ لَيسَ له عِناجٌ ... كمَخضِ الماء ليسَ لهُ إتَاءُ

  وهذا عِناج أمرك أي مِلاكه، وعِناج فلان إلى فلان أي أمره وما يُصرَّف به. ويقال: أعرابيّ فيه عُنْجُهِيَّة أي جفاء وكِبْر.

  عند - فلان عَنيدٌ ومُعانِد: يعرف الحقَّ فيأباه ويكون منه