غبب
  غ
  غبب - لحمٌ غابٌ: بائت. وإبل غابّة وغوابُ: واردة غِبّاً، وأغبّها صاحبها و «رويد الشِّعر يغِبُ». وأغببته إغباباً: زرته غِبّاً؛ قال حُميد بن ثور:
  زَورٌ مغبٌ ومأمولٌ أخو ثِقَةٍ ... وسائرٌ من ثناء الصّدقِ مشهورُ
  وبنو فلان مغبّون إذا وردت إبلهم الغِبَ. وأغبَّتِ الحَلوبةُ: درّتْ غِبّاً. وتقول: الحبّ يزيد مع الإغباب وينقص مع الإكباب. وماءٌ غِبٌ، ومياهٌ أغبابٌ: بعيدة لا يوصل إليها إلّا بعد غِبّ؛ قال ابن هرمة:
  يقول لا تسرفوا في أمر ربّكُمُ ... إنّ المياه بجهد الرّكبِ أغبابُ
  وسألتُه حاجة فغبّب فيها إذا لم يبالغ.
  غبر - هو غابرُ بني فلان أي بقيّتهم؛ قال عبيد الله بن عمر ®:
  أنا عبيد الله يَنميني عُمَرْ ... خير قريش مَن مضَى ومَن غبر
  بعد رَسولِ الله والشّيخِ الأغَرّ
  وتقول: أنت غابر غداً وذكرك غابر أبداً، ومنه قيل: غُبَّرُ الحَيْضِ وغُبَّرُ اللّبن وغُبَّراته: لبقاياه؛ قال:
  وأحمدتَ إذْ نجَّيتَ بالأمسِ صِرْمةً ... لها غُبّراتٌ واللّواحق تَلحَقُ
  وقطع الله دابره وغابره. وغَبَر في الحوض غَبَرٌ أي بقيّة ماء، ومنه قولك للرَّجل: إنّك لإحدى الكُبَر وصَمّاء الغَبَر؛ وهي الحيّة تسكن قرب مويهة في منقع فلا تُقرب؛ قال:
  أنتَ لها منذر من بين البَشْر ... داهيَةُ الدّهرِ وصَمّاءُ الغَبَرْ
  وبتصغيره سُمّي ماء لبني الأضبط وأضيفت إليه دارتهم فقيل: دارةُ غُبَير. وناقة بها غُبْرٌ أي بقيّة لبن. وتقول: استصفى المجدَ بأغباره واستوفى الكرمَ بأصباره. وتغبّر النّاقةَ: احتلب غُبْرَها. وقيل لقوم نموا وكثروا: كيف نميتم؟ قالوا: كنّا نلتبئ الصغير ونتغبّر الكبير؛ أي كنّا نأخذ أوّل ماء الصغير وبقيّة ماء الكبير، يريد نزوّجهما حرصاً على التناسل، وتزوّج أعرابيّ مسنّة فقيل له، فقال: لعلّي أتغبّر منها ولداً ما يُشقّ غباره وما يُخَطّ غُباره؛ يُضرب للسّابق. وغبَّرَ في وجهه: سبقه. ويقال للذين يتناشدون الشعر بالألحان فيطرّبون فيَرقُصون ويُرقِصون ويَرهَجون: المغبِّرة، ولتطريبهم: التغبير. وعن الشافعي |: أرى الزّنادقة وضعوا هذا التغبير ليصدّوا النّاس عن ذكر الله وقراءة القرآن، وقيل: سُمّوا مغبِّرة: لتزهيدهم في الفانية وترغيبهم في الغابرة، وعن بعضهم: عبادك المغبِّره رُشَّ علينا المغفره. وجاء على ظهر الغبراء والغُبَيراء أي على ظهر الأرض يعني راجلاً: «وما أظلّت الخضراء ولا أقلّت الغبراء أصدق لهجة