أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

فثر

صفحة 464 - الجزء 1

  وتَفتَّتْ هي. وأبْرد من شيخ يَتَفَتَّى أي يتشبّه بالفِتيان. وتقول: هؤلاء فُتُوٌّ ما فيهم فُتُوّة، وهو جمع فَتًى؛ قال:

  وفُتُوٍّ هَجَّرُوا ثمّ أسْرُوا ... ليلَهم حتى إذا انجابَ حَلّوا

  وفلان من أهل الفَتْوى والفُتْيا. وتعالوا ففاتُونا. وتَفَاتوا إليه: تحاكَموا؛ قال الطرمّاح:

  هلمَّ إلى قضاةِ الغوثِ فاسألْ ... برهطك والبيانُ لدى القضاةِ

  أنخْ بفِناء أشدَقَ من عدِيّ ... ومن جَرْمٍ وهم أهل التَّفاتي

  وقال عمر بن أبي ربيعة:

  فبتّ أفاتيها فلا هي تَرْعَوي ... بجودٍ ولا تبدي إباء فتبخلا

  أي أساثلها.

  ومن المجاز: «لا أفعل ذلك ما كرّ الفتيان»؛ قال:

  غَدَا فَتَيَا دهرٍ وراحَا علَيهمُ ... نهارٌ وليلٌ يُلحقان التّوالِيَا

  وهذا كقولهم: الجديدان. وتقول: بارك الله في فتوّتك وفَتائك وأدام ما دام الفَتَيان بركةَ إفتائك. وأقمتُ عنده فتًى من نهار أي صدراً منه؛ قال:

  فما لَبثوا إلّا فتًى من نهارهم ... مُماصَعةً حتى أبارهُمُ القتْلُ

  وشرب فلان بالفُتَيِ وهو قدح الشُّطّار سمّي لصغره، ويجوز أن يقال في الغُمَر: هو من الصّبيّ الغُمْر. وأفتى الرجلُ شرب به. وتقول: فلان يظلّ مُفتيّاً ويبيت مُفتيّا.

  فثأ - غلتْ بُرْمَتكم ففثأتُها أي سكّنتُ غليانَها.

  ومن المجاز: فثأتُ غضبَه، وكان فلان مغتاظاً عليك ففثأته عنك، وفي المثل: «إن الرثيئة ممّا يفثأ الغَضَبَ» وتقول: أطفأ فلان النّائره وفثأ القدور الفائره؛ قال:

  تَفورُ علينا قِدرُهم فنديمُها ... ونفثَؤها عَنّا إذا حَميُها غَلا

  وما فثأك عنّا؟: ما حبسك. وفثأتُه عن رأيه: صرفته. وفثأتِ الشّمسُ من برد الماء: كسرت منه. ولقد نويتم المسير ثمّ أقمتم عنه وأفثأتم. وأطبقت السماء ثمّ أفثأتْ أي أجْهَتْ. وما يفثؤ يفعل كذا بمعنى التاء.

  فثر - فلان واسع الفاثور وهو الخِوان من رخام وقيل من فضّة أو ذهب وهو عند العامّة: الطَّشْتخان. وتقول: إذا جاء الضّيف فتلقَّه بالفاثور ولا تُلقِه في العاثور. ويقال: هم على فاثور واحد أي على بساط واحد.

  ومن المجاز: قول الأغلب:

  إذا انجلى فاثورُ عينِ الشّمسِ

  شَبَّهَ قرصَها بالفاثور.

  فجأ - جاءنا فلان فَجْأةً ومفاجأة. وفاجأه الأمر وفجِئه. وأعوذ بالله من موت الفُجاءه ومن حَرَقِ الفُجاءه.

  فجج - مشى فلان مُفاجّاً: مفرِّجاً بين رجليه. وفي أحاجيهم: ما شيء يُفاجُ ولا يبول؟ هو المنضدة شيء كالسرير له أربع قوائم يضعون عليه نَضَدهم. وتفاجّتِ النّاقة للحلب. وانفجّتِ القوسُ: بان وترها عن كبدها فهي منفَجَّة وفجّاء. ويقال: فَجْواء من الفَجْوة أو كشجرة قَنْواء. وبطّيخة فِجَّة وبها فَجاجة. وتقول: قطعوا سبلاً فِجاجا حتى أتوك حُجّاجا.

  فجر - ركب فلان فَجْرةً عظيمة. وهو من أهل الفَجَر لا من أهل الفُجور وهو الكرم والتفجُّر بالخير والمعروف. وفَجَرَ الماءَ في أرضه: فتحه. وتبطّح السّيل في مَفاجر الوادي ومَرافضه وهي المواضع التي ترفُض إليها السيلَ. وفَجرَ اللهُ الفجرَ: أظهره فانفجر. وتقول: ما حدث من هؤلاء الفُجّار لم يعشُر ما كان يومَ الفِجار؛ وهو يوم للعرب بعكاظَ تفاجَروا فيه واستحلّوا كلّ حرمة. وهذا كلام افتجره فلان أي اختلقه.

  ومن المجاز: انفجر عليهم العدوّ إذا جاءهم بغتة بكثرة. وانفجرت عليهم الدواهي. وفَجَرَ الرّاكبُ عن السرج: مال عنه. وسرنا في منفَجَر الرّملة.

  فجع - فَجَعه ما أصابه وفجّعه، وهو مفجوع به ومفجَّع، وفُجِع بماله وولده، ونزلت بهم فجيعةٌ وفاجعةٌ، ونزلتْ