أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

فطن

صفحة 477 - الجزء 1

  الفَطَسَةَ. وفطَس الحدّاد الحديد بالفِطِّيس وهو مطرقته الكبيرة إذا فطحه. وتقول: اصبر على أدب النِّطِّيس وإن طرقك بالفِطِّيس.

  فطم - الصبيّ في فطامه بمعنى الفعل والوقت. ولها ولدٌ فَطيم، وأفطم الصبيُّ: حان وقت فطامه. وما يملك فلان فَطيمةً وهي العَناق التي تُفطم؛ قال:

  وكيفَ على زهدِ العَطاء تلُومهم ... وهم يتَقاوَوْنَ الفطيمَةَ في الدّمِ

  ومن المجاز: فطمتُه عن عادة السوء. ولأفطمنّك عمّا أنت عليه. وفي الحديث: «الإمارة حلوة الرّضاع مُرّة الفطام». وناقةٌ فاطمٌ: فُطم عنها ولدها.

  فطن - مررتُ به فما فطَن لي، وإذا حدّثتك بشيء فافطُن له، وتفطّن لما أقول لك، وفاطَن صاحبَه مفاطنة، وهو فَطِنٌ، وقد فطِن وفطُن فَطانة، وفطّنتُه للأمر، وفطّنه المعلّم: ردّه فطِناً بتأديبه وتثقيفه؛ قال رؤبة:

  وقد أعاصي في الشّباب الميَّالْ ... موعظةَ الأدنَى وتفطين الوالْ

  فظظ - أنحى عليه بفَظاظته وعُنْفِه، وما كنتُ فَظّاً، ولقد فظِظْتَ علينا وغلُظْتَ. وعطشوا حتى شربوا الفَظَّ وهو ماء الكرش. وافتظّوا الكرش: أخذوا فَظَّها؛ وقال:

  إذا اعتصروا للَّوح ماءَ فِظاظِها

  وتقول: قومٌ غِلاظٌ فِظاظ كأن أخلاقهم فِظاظ.

  فظع - ما أفظع هذا الخطبَ، وقد فَظُع فَظاعة، وأفظعني فهو فظيعٌ ومُفْظِع، وسمعت بذلك فأفظعتُه واستفظعتُه وتفظَّعتُه، وفظِعتُ به؛ قال الأحوص:

  أحموا على عاشِقٍ زيارَتَه ... فهو بهجران بينهم فَظِعُ

  وأصله: من فَظِعَ فَظَعاً إذا امتلأ امتلاء شديداً؛ قال أبو وجزة:

  ترَى العلافيَّ منها موفداً فَظِعاً ... إذا احزَألّ به من ظهرها فِقَر

  فعل - هذه فَعْلَةٌ من فَعَلاتك، {وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ}. وتقول: الرُّشَى تفعل الأفاعيل وتُنسِّي إبراهيم وإسماعيل؛ وقال الشمّاخ:

  إذا استهلّا بشؤبوبٍ فقد فُعِلَتْ ... بما أصابا من الأرضِ الأفاعيلُ

  أي الأعاجيب من وقعهما؛ وقال ذو الرّمّة:

  فكلّ ما هَبَطا في شأوِ شوطهما ... من الأماكن مفعُولٌ به العجبُ

  وفيهم السّؤددُ والفَعَالُ أي الكرم. وهذا كتاب مفتَعلٌ أي مختلق مصنوعٌ. ويقال: شِعر مفتعل: للمبتدع الذي أغرب فيه قائله، ويقولون: أعذبُ الشعرِ ما كان مُفتعَلاً، وأعذبُ الأغاني المفتعلُ؛ قال ذو الرّمّة:

  وشعرٍ قد أرِقتُ له غريبٍ ... أُجَنِّبُه المُسَانَدَ والمُحَالا

  فبِتُّ أُقيمُه وأقُدُّ منهُ ... قوافيَ لا أعُدُّ لها مِثَالا

  غرائبَ قد عُرِفْنَ بكلّ أفْقٍ ... من الآفاقِ تُفْتَعَلُ افْتِعَالا

  أي تُبتدع ابتداعاً غيرَ مسبوق إلى مثله. وتسخَّر الأميرُ الفَعلةَ وهم العملةُ الذين يبنون ويحفِرون.

  فعم - أفعمتُ الإناء، وإناءٌ مُفْعَمٌ: ملآنُ. وساعد فَعْمٌ، وامرأة فعْمة السّاق. ويقول المحسود لحاسده: أُفعِمْتَ بِيمّ، وغِضتَ بسَمّ؛ أي مُلئت من حسدي بمثل البحر ثمّ لا جُعِل لك مَغِيضٌ إلّا بسَمّ مِنخَرِك أو بمثل سَمّ الإبرة في الضيق؛ والمعنى قلّةُ المبالاة بامتلائه من حسده وقلّة رغبَته في نقصانه، وغِضت مبنيّ للمفعول من غاضه إذا نقصه لقوله: أُفْعِمْتَ.

  ومن المجاز: أفعمتُ البيتَ طِيباً وأفعمتُه غضباً.

  فعي - في نصح فلان حُمَةُ العقارِبِ وسُمّ الأفاعي، وكأنّه أُفعوانٌ مطرِق. وقد تفعَّى فلان إذا تشبّه بالأفعى في سوء خلقه؛ قال ساعدة بن جؤية: