أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

قبس

صفحة 489 - الجزء 1

  والقُبَرَة والقُبَّر والقُبَر.

  قبس - خُذْ لي قَبَساً من النّار ومِقْبَساً ومِقْبَاساً، واقْبِس لي ناراً واقتبس، ومنه: ما أنتَ إلّا كالقابس العَجْلان أي كالمُقتبس، وما زَوْرتُك إلّا كقَبْسة العَجْلان. وتقول: ما أنا إلّا قبسة من نارك وقبضة من آثارك، وقَبَستُه ناراً وأقبَستُه، كقولك: بغيته الشيء وأبغيته.

  ومن المجاز: قبستُه علماً وخَبراً وأقبسته، وقيل: أقبستُه لا غير. ويقال في سرعة اتّفاق الأخوين: لقْوَةٌ صادفتْ قَبيساً وهو الفحل السريع الإلقاح، وقد قَبُس قَباسَةً، وقيل له ذلك لأنّه يَقبسُها اللِّقاحَ. وهذه حُمَّى قَبَسٍ لا حُمَّى عَرَضٍ أي اقتبسها من غيره ولم تَعْرِض له من تلقاء نفسه.

  قبص - قُرِئ (فقَبَصْتُ قَبْصَةً). ويقال: قبصتُ من أثره، واقتبصتُ قُبْصة وقُبَصاً؛ قال أبو الجهم الجعديّ:

  قالتْ له واقتبصَتْ من أثَرِه ... يا رَبِّ صاحبْ شيْخَنا في سفَرِه

  قيل له: كيف اقتبصتْ من أثره، قال: أخذتْ قُبصة من أثره في الأرض فقبّلتْها. وعن مُجاهد في قوله تعالى {وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصادِهِ} يعني القُبَصَ التي تُعطَى عند الحصاد؛ قال حُمَيْد:

  بنازِلٍ تدع المَعزاءُ رَجْعتَها ... بالمنسِمَينِ إذا ما أرْقلتْ قُبَصَا

  وتقول: قابِصٌ قاضِم أهون من قابضٍ خاضِم. ورأيتُ قِبْصاً من بني فلان، وإنّهم لفي قِبْص الحصَى: في عدَدِه. ونزلتم في قِبْصِ النَّمل وهو مجتمع تُرابه وجُرثومته. وأصابه القَبَصُ وهو وجع الكبِد من التَّريُّق بالتّمر وشرب الماء عليه. وقَبِصَ المأمونُ فقُبِض.

  ومن المجاز: مرّ الفرسُ يَقبِص قَبْصاً إذا لم يُصب الأرضَ إلّا أطرافُ سنابكه، وفرسٌ قَبُوصٌ. وتقول: جئتُ لأقتبس من أنوارك وأقتبص من آثارك.

  قبض - قَبَض المتاعَ وأقبضتُه إيّاه وقبَّضتُه، وتقابض المتبايعان، وقابضتُه مُقابضة، واقتَبَضته لنفسي. وأعطاني قُبْضَةً من التّمر وقَبْضةً. والمَلَكُ قابض الأرواح. والرِّهانُ مقْبوضة. وقَبَّضَ الطائر: جمعه في قبضته. وقَبَض على عُرف الفرس. وهو مَقبِض السّيف والقوس والسَّوط ومقابضها. وأقبَضَ السّكّينَ: جَعل له مِقبَضاً. واطْرح هذا في القَبَضِ.

  ومن المجاز: قَبَضَ على غريمه، وقُبِض على العامل. وقُبِض فلانٌ إلى رحمة الله، وهو عمّا قليل مقبوض. وفلان يَبْسط عبيدَه ولا يَقبِضهم، والخير يقبضه والشرّ يَبسطه، وإنّه ليَقبِضني ما قبَضَك ويَبسطني ما بسطك. وانقبضتَ عنّا فما قبضك. وتقبَّض على الأمر: توقّف عليه، وتقبّض عنه وانقبض: اشمأزّ. وقبَضَ رِجلَه وبسطها. وقبَّض وجهه فتقبَّض. وقبَّضتِ النّارُ الجِلدةَ فتقبّضتْ. وتقبّض الشيخُ: تشنّج. وقبّضتَ ثوبَك، وثوب مُقَبَّضٌ: مشنّج وهو نحو الكُسُور في أوساط الأقبية. وراعٍ قُبَضَةٌ رُفَضَة: حسن التدبير بالماشية يجمعها فإذا وجد مرعًى نشرها. ويقال لمن يتمسّك بالشيء ثمّ لا يلبث أن يدعه: فلان قُبَضَةٌ رُفَضَة. وقَبَضَتِ الإبل: أسرعت في سيرها كأنّها تثب فيه وتجمع قوائمها؛ قال ذو الرّمّة:

  ويَقْبِضْنَ من عادٍ وسادٍ وواخدٍ ... كما انصَاعَ بالسِّيِّ النَّعامُ النَّوافرُ

  وانقبض فلان في حاجته: أسرع وشمّر، وانقبضتُ بالقوم: شمّرتُ بهم؛ قال رؤبة:

  فلو رأتْ بنتُ أبي انقضاضي ... وعَجَلي بالقوْمِ وانقباضي

  وفرسٌ قَبيضٌ: سريع بيّن القَباضة. ومَلَكَ فلانٌ القَبيضَ: الخلْقَ، وما أدري أيّ القبيض هو؛ قال الراعي:

  أَمسَتْ أميّةُ للإسْلامِ حائطَةً ... وللقَبيضِ رُعاةً أمرُها رَشَدُ

  وأحبّ إليّ أن يُروى خابطةً وللقَبيض رُعاةٌ أي رُعاةٌ غيرُهم. وتقول: أطاعه السود والبيض، وألقى مقاليدَه إليه القبيض؛ لأنّه ساعٍ قبيض في أمر معاشه ودنياه.

  قبط - قَبَطَ الشيءَ مثل قطبَه إذا جمعه وخلطه، ومنه القُبَّيْطَى.