أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

قرف

صفحة 503 - الجزء 1

  وقرَّطتُ إليه رسولاً: نفَّذتُه مستعجلاً، وهو من مجاز المجاز. وعَنْز قَرْطاء، وتَيْس أقرطُ: ذو زَنَمَتَين. وتُستَحبّ القُرَطَةُ والقِرَطَةُ ويُتنافس فيها لدلالتها على الإيناث. وإنّه لحسن القُرْط وهو الحَلَمة. واشترى قُرْطَ الصّبيّ: زُبيبه. وقرَّط عليه: أعطاه قليلاً قليلاً من القيراط.

  قرظ - دبغ الأديمَ بالقَرَظِ وهو ورق السَّلَم، وأديم مَقروظ، وقَرَظْتُه أقْرِظه، ورجل قارِظ: يجمع القَرَظَ، ومنه: «حتى يؤوب القارِظ». وخرج يَقْرِظ. وحُدِّثتُ عن محمّد بن كعب القُرَظيِ: منسوب إلى بني قُرَيظة.

  ومن المجاز: قرَّظتُه تقريظاً: مدحتُه، وهما يَتقارظان: يتمادحان لأن المقرِّظ يُحسِّن ويزيِّن صاحبه كما يُحسِّن القارظُ الأديم.

  قرع - قَرَعتُه بالمِقْرَعة والمَقَارع؛ قال النابغةُ:

  قُعود على آل الوَجيهِ ولاحِق ... يقيمونَ حَوْلِيّاتِها بالمقارع

  وقرَعه بالرّمح وقارعه. وشهدتُ مُقارعة الأبطال وقِراعَهم. وتقارعوا بالرّماح. وقارعتُه فقرعتُه: أصابتني القُرعةُ دونه. واقترعوا فيما بينهم وتقارعوا. وأقرعتُ بينهم: أمرتُهم أن يقترعوا على الشيء، وهو قَريعُه: للذي يقارعه. وهذا قريع الشَّوْل: لفحلها لأنّه يقرعها. واستقرعني فلان جملي فأقرعتُه إيّاه أي أعطيتُه ليضرب أيْنُقَه؛ قال الفرزدق:

  وجاء قَريعُ الشَّوْلِ قبل إفالِها ... يَزِفّ وجاءتْ خلفَه وهيَ زُفَّفُ

  وقعد على قارعة الطريق وهي أعلاه، «وإيّاكم وقوارع الطُّرق».

  ومن المجاز: فلان قَريع قومه: لسيّدهم. وأصابته قارِعة من قوارع الدّهر. وتقول: فلان يخوض الوقائع ويروض القوارع. وفي الحديث: «شيّبتني قوارعُ القرآن». وقرعَ جبهتَه بالإناء: اشْتَفّ ما فيه. وعاقر الخمرةَ حتى قارعَ دَنّها أي أنزَفَها لأنّه يقرع الدنّ فإذا طَنَّ علم أنّه فَرغ. وأقرعَ الفرسَ بلجامه: كبحه. وقَرِع المُرَاحُ: خَلا من النَّعَم؛ قال الهذليّ:

  وخزَّالٍ لمولاهُ إذا ما ... أتاه عائِلاً قَرِع المُراحُ

  أي يخزل من ماله لمولاه. وفي حديث عمر ¥: إن اعتمرتم في أشهر الحجّ رأيتموها مُجْزِئةً عن حجّكم فقرِعَ حجُّكم. وقرَع فلانٌ مكان يده من الطعام، ومكانُ يده من الطّعام أقْرع؛ قال حاتم:

  وإنّي لأستحيي صِحابيَ أن يرَوْا ... مكان يدي من جانب الزّادِ أقرَعا

  وجاء بالسَّوْأة الصَّلعاء والقرعاء: المكشوفة. وأصبحت الأرض قرعاء: رُعي نباتها؛ أنشد يعقوب:

  إذا توَخَّتْ عُقدَةً ذاتَ أجَمْ ... صادِرَةً في لَيلةٍ ذاتِ وَحَمْ

  أصبحَتِ العقدةُ قرعاء اللِّمَمْ

  وألْفٌ أقرعُ: تام؛ قال:

  فإن يكُ ظنّي صادقاً وهوَ صادقي ... نَقُدْ نحوَهم ألْفاً من الخيلِ أقرَعَا

  وعُود أقرعُ: قُشِر لِحاؤه. وشجاع أقرع: قَريَ السَّمُّ في رأسه فذهب شَعرُه. وتقول: قرع مَرْوته وجَبَّ ذُرْوته ومزّق فَرْوته. وقَرع عليه سنَّه: ندم. «وفلان لا تُقرع له العصا ولا يُقعقع له بالشِّنان». وقَرعه بالحقّ: رماه. وقَرع ساقَه للأمر: تجرّد له. وأعطاه قُرْعةَ مالِه: خِيرته.

  قرف - قَرَفْتُ القَرحةَ، وقرّفتُ الجُلبةَ منها، وقشرتُ قِرْفَ القَرحة والشجرة. وهذا قِرْفُ الرمّان والخبز وقُروفُه. وتداوى بالقِرْفة وهي قشر شجرة يُتداوَى به. وفلان يقترف لعياله: يكتسب. واقترفَ الإثمَ. وقارف الخطيئة: خالطها، وهل قارفتُ ذنباً. وقارف امرأته. ولا تكثر من القِراف. وهو يُقْرَف بكذا: يُتّهم به، وهو مقروف به. وقَرَفَني فلانٌ: وقَع فيَّ؛ قال:

  إذا ما الحاسدونَ سعوا فشنّوا ... فكم يَبقى على القَرَفِ الإخاءُ

  وقُرِفَ على فلان: جُني عليه. وهم أهل قِرْفَتي أي تُهمتي.