قصد
  الواحدُ: قُصْبٌ. وفي الحديث: «رأيتُ عمرو بن لُحَيٍّ يَجُرّ قُصْبَهُ في النّار»؛ وقال الراعي:
  تكسو المَفارقَ واللَّبّاتِ ذا أرَجٍ ... من قُصْبِ مُعتَلِفِ الكافور درّاج
  ومن المجاز: خرج الماء من القَصَب وهي منابع العَين؛ قال:
  فَصَبَحَتْ والماء يَجري حَبَبُهْ ... هَزَاهِزُ البحرِ يَعُجّ قَصَبُهْ
  وامرأةٌ تامّةُ القَصَب وهي عِظامُ اليدين والرّجلين، وفي كلّ إصبع ثلاثُ قَصَبَات وفي الإبهام قصبتان. وانسدّتْ قَصَبُ رِئته وهي عروقها التي هي مخارج النّفس، وقَصَبُ كبده. ومع فلانٍ قَصَبُ صَنعاء وقَصَبُ مِصرَ أي قصَبُ العقيق وقَصَبُ الكتّان. ولا تَسكُن إلّا قَصَبَ الأمصار. وكنتُ في قَصَبَة البلد والقَصْر والحِصْن أي في جوفه. قال أبو دؤاد:
  دَخَلنا على البِيض الكَواعبِ كالدُّمَى ... لنا قَصَبُ الحِصنِ الذي كان يمنَع
  وضَرَبَه على قَصَبَة أنفِهِ وهي عَظْمُه. وبئرٌ مستقيمةُ القَصَبَة وهي جِرابُها أي جوفُها من أعلاها إلى أسفلها. وأحْرَزَ فلانٌ القَصَبَة والقَصَبَ. وجَوَادٌ مُقَصِّبٌ: سابقٌ؛ قال الحجّاج فيمن وهبَ له فرساً:
  حَمَى سَبرَةُ بنُ النَّحْفِ يوْمَ لَقيتُهُ ... ذِمَارَ العَتيكِ بالجَوادِ المُقَصِّبِ
  وقَصَّبَتِ المرأةُ شَعرَها: فَتَلَتْ خُصْلَة حتى تَصِيرَ كالقَصَب. وقيل الشَّعْرُ المُقَصَّبُ: السَّبطُ الذي يُجَعِّدونه بالقَصَب والخيوط. وما أحْسَنَ تقاصِيبَها! الواحدةُ: تَقْصِيبَةٌ وهي الخُصْلةُ المُقَصَّبَةُ فإن كانت خِلقَةً قيل: القَصيبَةُ والقصائب؛ وقال مِسكِين الدارِميّ يصفُ فِراخ القطاة:
  إذا خرّقَتْ قصباءةُ الرِّيشِ خِلتَها ... نِصالاً ولكِنّ النِّصال حديدُ
  أي إذا خَرّقَتْ قَصَبُ الرِّيشِ الجِلدَ وطَلَعَتْ. وقَصَّبَه: عَابَه ومعناه قطعه باللّوم. وفلانٌ لم يُقْصَب: لم يُخْتَن، من القَصْب بمعنى القَطْع. وتقول: يفعل بلَحْم أخيه القَصّاب، ما لا يفعَلُ بلحم شاته القَصّاب. وسَحَابٌ قاصِبٌ: مُرْتجِس.
  قصد - قصَدتُه وقَصَدتُ له، وقصَدتُ إليه، وإليك قَصْدي ومَقْصَدي، وبابُك مَقْصِدي، وأخذتُ قَصْد الوادي وقَصِيد الوادي؛ قال القُطاميّ:
  أرمي قَصيدَهم طَرْفي وقد سلَكوا ... بينَ المُجَيمِرِ فالرَّوْحاءِ فالوادي
  وتنجّزتُ منه أغراضي ومَقاصدي. ورماه فأقصَده وتقصَّده: قتله مكانه؛ قال أبو حيّة النُّميريّ:
  رَمَينَ فأقصَدنَ القُلوبَ ولم تجِدْ ... دماً مائراً إلّا جَوًى في الحَيازِمِ
  وعضّتْه الحيّةُ فأقصدته، وأقصدته المنيَّة. وتقصَّدتِ الرّماحُ: تكسَّرت. ورُمحٌ قَصِدٌ: سريع الانكسار، والرّماح بينهم قِصَدٌ. وشِعْر مقَصَّد ومقطَّع، ولم يُجمع في المقطّعات مثل ما جمع أبو تمَّام ولا في المُقصَّدات مثل ما جمع المفضَّل، وهذه من أجْود القصيد والقصائد.
  ومن المجاز: قَصَد في معيشته واقتصد. وقَصَد في الأمر إذا لم يُجاوز فيه الحدّ ورضي بالتوسُّط لأنّه في ذلك يقْصِدُ الأسَدَّ. وهو على القصد، وعلى قصد السّبيل إذا كان راشداً. وله طريق قَصْد وقاصدة، خلاف قولهم: طريق جَوْر وجائرة، وسَير قاصد. وبيننا ليلة قاصِدة، وليال قواصد: هَيّنة السّير. وعليك بما هو أقسط وأقصد. وسهم قاصِد وسهام قواصد: مُستوية نحو الرمِيَّة.
  قصر - قَصَرْتُه: حبستُه. وهو كالنّازع المقصور: الذي قَصَره قيدُه. وقَصَرتُ نفسي على هذا الأمر إذا لم تطمح إلى غيره. وقصرتُ طرفي: لم أرفعه إلى ما لا ينبغي، وهنَ قاصِرات الطرف: قَصَرنه على أزواجهن. وقَصَر السِّتر: أرخاه؛ قال حاتم:
  وما تَشتكيني جارَتي غيرَ أنّني ... إذا غابَ عنها بَعلُها لا أزورُها
  سيبلُغها خيري ويرجِع بعلُها ... إليها ولم تُقصَرْ عليّ سُتورُها