أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

قصع

صفحة 511 - الجزء 1

  مأخوذ من مقاصّة وليّ المقتولِ القاتلَ.

  قصع - قَصَعَ الصُّؤابَ بين ظُفُريه: قتله. وقصعتِ الرّحى الحَبَّ: فضخته. وصبيٌ قصيع: قَميءٌ لا يَشِبّ، وقَصُعَ قَصَاعة.

  ومن المجاز: قصَع صارَّته: قتل عطشه. وقصع اللهُ شبابه. وقصَّع الرّجلُ: لزم بيته، من تقصيع اليربوع وهو دخوله في قاصِعائه؛ قال ابن الرُّقيّات:

  إنّي لأخلي لها الفراشَ إذا ... قَصَّعَ في حِضن عِرسه الفَرِق

  وقصَّع في ثوبه: تدثّر. وقصّع الشيطانُ في قفاه: ساء خُلُقُه وغضب؛ قال:

  إذا الشّيطانُ قصّع في قفاها ... تَنَقّفناهُ بالحَبْل التُّؤامِ

  قصف - قَصَفَ القناةَ والعودَ: كسره فَقَصِف قَصَفاً وانقصف. وقَصَفَ ظهرَه، ورجلٌ مقصوف الظّهر. وعصَفتْ ريحٌ فقصَفت السفينة. وعُودٌ قَصِفٌ: سريع الانكسار؛ قال الطرمّاح:

  تَميمٌ تمَنّى الحربَ ما لم ألاقِها ... وهُم قُصُفُ العيدان في الحرْبِ خُورُها

  وقصَّفه فتقصّف، ورمحٌ مُقَصَّف: مقَصَّد؛ قال:

  ألم تَرَ أن النَّبعَ يَصْلُب عودُه ... وما يَستوي والخِروعُ المُتقَصِّفُ

  وخُذ من قصيف الشجر: من هشيمه.

  ومن المجاز: رجلٌ قَصِفٌ: سريع الانكسار عن النّجدة. وثوب قصيف: قليل العرض وهو سماعيّ من العرب. ويقال للقوم إذا خلَّوا عن الشيء فَتْرة وعجزاً: قد انقصَفوا عنه. وسمعتُ قَصْفَة النّاس: دَفْعَتهم؛ قال العجّاج:

  لقصفة النّاس من المُحرَنجَمِ

  يريد عرفَةَ حين يفيضون منها. وقد انقصفوا علينا انقصافاً: اندفعوا. وانقصف الزّحامُ على الباب. وقَصَفَ الرّعدُ قَصْفاً وقصيفاً وهو شِدّة صوته كأن السماء تنقصف. وقصف البعيرُ الهادِر قَصْفاً وقصيفاً، وفحل قصّاف الهدير؛ قال العجّاج:

  رهبة قصّاف الهدير مُفحَم

  وهو الذي يُثني ويُرْبع في سنة واحدة، وقصَفتِ العيدان، ومنه: القَصْف وهو الرّقْص مع الجَلَبة، ورأيتهم يَقصِفون ويلعبون. وتقصَّف القومُ: ضجّوا في خصومة أو وعيد؛ قال الكميت:

  تَقصَّفُ أوباشُ الزّعانف حوْلَنا ... قَصِيفاً كأنّا من جُهينةَ أو جَسْرِ

  ورجل قَصّاف: صَيِّت.

  قصل - قَصَلَه قَصْلاً: قطعه قطعاً وحِيّاً. وسيف قاصِل وقصّال ومِقْصَل. واجتزّ قَصِيلاً للدابة. وقصَل فرسَه يَقصِله: علفه القَصِيل. وهذه قُصالة البُرّ: لما يُعْزل إذا نُقّي ثمّ يُداس ثانية.

  ومن المجاز: لسانٌ مِقْصَلٌ. وما فلان إلّا قُصَالة وحُثالة أي سَفِلة. وتقول: ما لك أصالة وما أنت إلّا قُصالة.

  قصم - ما به وصمْ، وما فيه قَصْم، ولا فَصْم، وبه قَصَمٌ، وهو أقصم. وانقصمتْ ثَنِيَّتُه. ولو سألتني قُصْمَةَ سِواك ما أعطيتُك أي نُفَاثته - وهي بالفتح والكسر أيضاً - وهي الشظيّة منه تبقى في المُسْتاك فينفثها. وفي الحديث: «استغنوا عن الناس ولو عن قُصْمَةِ السواك». وبين أيديهم قَصيمَةٌ من غضاً وقصيمةٌ من أرْطَى، كما يقال: حَرْجة من طَلْح وقصيم وقصائم، وذهبوا يخبطون في القَصيم. وهذه الدرجة فيها ثلاثون قَصْمَة أي مرقاة.

  ومن المجاز: نزلت بهم قاصمة الظّهر؛ قال:

  كأنْ لم يلاقِ المرء عيشاً بنَعمَةٍ ... إذا نزلتْ بالمرء قاصمةُ الظّهْرِ

  وقصم اللهُ ظهر الظالم: أنزل به البليّة. ورجل قَصِمٌ: ضعيف سريع الانكسار. وفلان يَمْضغ الشّيح والقَيصوم: لمن خَلَصتْ بَدويَّتُه.

  قصو - قَصا المكانُ قُصُوّاً. وبلد قاصٍ. وقصوتُ عن القوم. وهو بالجانب الأقصى والنّاحية القُصوى. وعرف ذلك الأداني والأقاصي، والأذناب والنواصي، وهو مني بالقَصا: