أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

قعر

صفحة 516 - الجزء 1

  وما تَقَعّدَه وما أقعده إلّا لُؤمُ عُنْصُره؛ وقال:

  بنُو المَجدِ لم تَقْعُد بهم أُمّهاتُهم ... وآباؤهم آباءُ صِدْقٍ فأنجَبُوا

  وقَعَدَتِ الفَسِيلةُ: صار لها جِذْع، وفي أرض بني فلان من القاعد كذا: من الفسيل الذي قعد. ونخلةٌ قاعدةٌ: لم تحمل. وامرأةٌ قاعدٌ: كبيرةٌ قعدت عن الحيض والأزواج. وقَعَدَتِ الرّخَمَةُ: جَثَمَت. وأقعده الهَرَم. ورجلٌ مُقْعَدٌ. وثَدْيٌ مُقْعَدٌ: مِلءُ الكَفّ ناهدٌ لا ينكسر؛ قال النّابغة:

  والبَطنُ ذو عُكَنٍ لَطيفٌ طَيُّهُ ... والنّحرُ تَنْفِجُهُ بثَديٍ مُقْعَدِ

  ورجلٌ مُقْعَد الأنف: في مَنْخَرَيه سَعَةٌ وقِصر. وأسهرتني المُقْعَداتُ: الضفادع؛ قال الشمّاخ:

  تَوَجَّسْنَ واستَيقَنّ أن ليس حاضراً ... على الماء إلّا المُقْعَداتُ القوافزُ

  والقَطَا على المقعَدات: على الفِرَاخ؛ قال:

  إلى مُقْعَداتٍ تطرَحُ الرّيحُ بالضّحَى ... عليهنّ رفضاً من حَصَادِ القُلاقِل

  وإنّ حَسَبك لمُقْعِدٌ، بالكسر، أي يُقعدك عن بلوغ الشرف؛ قال:

  لَقًى مُقعِدُ الأنسابِ مُنقَطِعٌ به ... إذا القوْمُ رامُوا خُطّةً لا يرومُها

  واقتعد الدابةَ: ابتذله بالرّكوب، وهي قُعْدَتُه وقَعوده، وهنّ قعائده وقُعُداتُه؛ قال الأخطل:

  فبئسَ الظّاعنونَ غداةَ شالَتْ ... على القُعُداتِ أشْباهُ الزَّبَابِ

  وقَعْدَك اللهَ وقِعْدَك اللهَ، وقَعِيدَك اللهَ لا أفعَلُ؛ قال جرير:

  قعِيدَ كما اللهَ الذي أنتما لهُ ... ألم تَسمَعا بالبيضتين المُنَادِيَا

  وهي قَعيدته: لامرأته، وبنى بيته على قاعدة وقواعدَ. وقاعدةُ أمرِك واهية. وتركوا مقاعدَهم: مراكزهم. وهو أقعد منه نَسَباً: أقربُ منه إلى الأب الأكبر. وهو قُعْدُدٌ، ووَرِثْتُه بالقُعْدُدِ: صفة للنّسب. وقومٌ قَعَدٌ: لا يغزُون ولا ديوان لهم. وهو من القَعَدَة: قومٌ من الخوارج قعدوا عن نُصْرة عليّ ¥ وعن مقاتلته. وفلان قَعَدِيٌ. وأخذه المُقيمُ المُقْعِد. وهذا شيء يَقعُدُ به عليك العدوّ ويقوم؛ قال عمر بن أبي ربيعة:

  واعلَمْ بأنّ الخالَ يومَ ذكرته ... قَعَدَ العدوُّ به علَيكَ وقامَا

  قعر - بئر قَعيرة وقد قَعُرَتْ، وقَعَرْتُها: نزلتُ فيها حتى انتهيتُ إلى قعرها، وأقعرها حافرها وقَعّرها: عَمّقها.

  ومن المجاز: قَصعَةٌ قَعِيرَةٌ. وقَعَرْتُ الشّجرةَ: قلعتها من قعرها أي من أصلها فانْقَعَرَتْ {أَعْجازُ نَخْلٍ مُنْقَعِرٍ}. وقَعَرْتُ الإناء: شربتُ ما فيه حتى انتهيت إلى قَعْره؛ قال عُبَيْد الله بن أيّوب العَنْبَريّ:

  وأصبَحتُ مثلَ القِدْحِ في قَعْر جَعبة ... نَضِيّاً لَقًى قد طالَ فيها قُلاقِلُه

  لا ريشَ عليه من نَضَاه إذا سلبه. وعن بعض العرب: لا أدخل عليه قَعِيرَةَ بيتٍ وقَعْرَةَ بيت. وفلان بعيدُ القَعْر. وليس لكلامه قَعْر. ورجلٌ مُقَعَّرٌ: يتكلّم بقَعْر حَلْقه. وفلان مُقَعِّرٌ: يبلغ قُعور الأمور؛ قال الكميت:

  البالغونَ قُعورَ الأمرِ تَرْوِيَةً ... والباسطونَ أكُفّاً غيرَ أصفارِ

  وإناءٌ قَعْرانُ إذا كان الشيء في قَعْره، كما تقول: قَرْبانُ إذا كان قريباً من المِلء.

  قعس - رجل أقعسُ، وبه قَعَسٌ وهو دخول الظهر وخروج الصدر، وتقاعس الرجلُ: أخرج صدره. وتقول: إذا رأيتَ أبكاراً لُعْساً وعجائز قُعْساً فقل لَعاً وتَعْساً.

  ومن المجاز: عزّ أقعسُ، وعزّة قَعْساء. وتقاعس عن الأمر. وليلٌ أقعس: كأنّه لا يبرح طُولاً، وقد تقاعس اللّيل، كقولك: بَرَكَ اللّيلُ؛ قال النابغة:

  تقاعس حتى قلتُ ليس بمُنْقَضٍ ... وليس الذي يرْعى النّجومَ بآيب