أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

قفو

صفحة 518 - الجزء 1

  أقحله. وسِقاء قافلٌ. وشيخ قافلٌ. وقَفَل جلدُه يقفُل قُفولاً. وقال مُعَقِّرُ بن حمارٍ البارقيّ لابنته: وائلي بي إلى قَفْلةٍ فإنّها لا تَنبت إلّا بمنجاة من السيل وهي شجرة منبِتها المَعاطشُ.

  ومن المجاز: فلان مُقفِل ومستقفِلٌ: ممسك. وقد استقفلتْ يداه. وإنّه لقُفْلٌ: عَسر. وإنّها لقُفْلة: للمرأة البخيلة. والخيلُ تعلُك الأقفالَ: حدائد اللّجام؛ قال مزاحم:

  حتى إذا لبسوا وهن صوافن ... مِيلُ اللّجام تُلَجلجُ الأقفالا

  وخيلٌ قوافلُ: ضوامر.

  قفو - قَفوتُ أثره واقتفيته واستقفيته؛ قال ذو الرُّمّة:

  عواسف الرّمل يستَقفي تواليَها ... مستبشرٌ بفراقِ الحيّ غِرِّيدُ

  وقفَّيتُه وقفَّيتُه به، وقفَّيتُ به على أثره إذا أتبعته إيّاه، وهو قَفيَّةُ آبائِه، وقَفيُ أشياخه: تِلْوُهم. وما لك تقفو صاحبك: تقذفه. وإيّاك والقَفْوَ. وما هَجَا فلان ولا قَفَا. وهذه قَفِيَّةٌ عظيمة وقَذيفةٌ بوزن الشتيمةِ. وتقفَّيتُ فلاناً بعصاي، واستقفيتُه فضربته إذا جئته من خلفه. وفي حديث عامرٍ وأربدَ: فإذا وضعت يدي على منكبه فاستقفِه بالسيف. وقَفَّى الشِّعرَ: جعل له قوافيَ. واقتفيتُه: اخترته، وهو صِفوتي وقِفوَتي: خِيرتي، وهذا قِفوَتي التي اقتفيت. ويقال لمن لا يحسن الاختيار: بئسَ القِفْوةُ قِفْوَتُك. وأصفيتُه بكذا وأقفيته. خصصتُه وآثرتُه؛ قال:

  ونُقفي وليدَ الحيّ إن كانَ جائِعاً ... ونُحسبُه إن كان ليسَ بجائِعِ

  وهو حَفيٌّ به قَفيٌ: بارٌّ متلطّفٌ. ورفع قَفاوَةً لفلان: طعاماً يقفِّيه به تكرمةً له؛ قال الكميت:

  وباتَ وليدَ الحيّ طيّانَ ساغباً ... وكاعبهم ذاتُ القَفاوَةِ أسغَبُ

  ومن المجاز: لا أفعله قَفَا الدّهر: آخر الدهر. وهو بقَفَا الأكمة والثنيَّة. وكنتُ قَفَا الجبل وقافيتَه، وجئت من قافيةِ الجبل. وضرب قافيةَ رأسه. ورُدّ فلان على قفاه، ورُدَّ قفاً إذا هَرِم؛ قال:

  إن تَلقَ ريبَ المَنايا أوْ تُردّ قَفاً ... لا أبك منك على دينٍ ولا حسبِ

  قلب - قلَبَ الشيء قَلْباً: حوّله عن وجهه. وحجر مقلوب وكلام مقلوب. وقلَبَ رداءه. وقلَبه لوجهه: كبَّه، وقلَبَه ظهراً لبطن. وقلب البَيطار قوائم الدابّة: رفعها ينظر إليها. وتقلّب على فراشه. والحيّة تتقلّب على الرمضاء. وأقلَبتِ الخبزةُ: حان لها أن تُقلب. ورجلٌ أقلبُ: منقلب الشَّفَة. وشفة قلباء: بيّنة القَلَب، وقَلِبتْ شفتُه. وقلَب حِملاق عينيْه عند الغضب؛ قال:

  قالبُ حِملاقيه قد كاد يُجَنّ

  وحفر قَليباً وقُلُباً وهي البئر قبل الطيِّ فإذا طُويتْ فهي الطّوِيُّ، وقلبتُ للقوم قَليباً: حفرته لأنّه بالحفر يقلب ترابه قلباً، والقليب في الأصل: التراب المقلوب. وقلَبتُه: أصبتُ قلْبه، وقلبه الداءُ: أخذ قلبه، وقُلِبَ فلان فهو مقلوب. وقُلبتْ ناقته؛ قال ابن مولى المدنيّ:

  يا ليتَ ناقَتي التي أكرَيتها ... قُلبتْ وأورثها النُّجازُ سُعالا

  وبه قُلابٌ، وما به قَلَبَةٌ: داء يتقلّب منه على فراشه، أو هي من القُلابِ ثمّ اتُّسع فيها؛ قال النَّمِر:

  أودى الشّبابُ وحُبُّ الخالةِ الخَلَبَهْ ... وقد برِئتُ فما في الصّدرِ من قَلَبَهْ

  ومن المجاز: قَلَبَ المعلِّمُ الصبيانَ: صرفهم إلى بيوتهم، وقلَب التّاجرُ السِّلعة وقلَّبها: تبصّرها وفتّش عن أحوالها. وقلّب الدابةَ والغلامَ. ورجلٌ قُلَّبٌ حُوَّلٌ: يقلب الأمور ويحتال الحيل. {وَقَلَّبُوا لَكَ الْأُمُورَ} وانقلب فلان سوء منقلَب. وكلّ أحد يصير إلى منقلَبه. وأنا أتقلّب في نعمائه. وهو يتقلّب في أعمال السلطان {فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللهِ} {فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ}: يتندّم. وهو قالَبُ الخُفِّ وقالِبُه وغيره لما يُقلَبُ به جُعل الفعلُ له وهو لصاحبه. وقلَب المجنون عينَه إذا غضب فانقلبتْ حماليقه؛ قال: