أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

لخن

صفحة 562 - الجزء 1

  ولحَّنتُه: نسبتُه إلى اللّحن وقلتُ له: قد لحَنتَ، ولَحَنْتُ له لَحْناً: قلتُ له ما يفهمه عنّي ويخفى على غيره. وعرفتُ ذلك في لَحْنِ كلامه: في فحواه وفيما صرفه إليه من غير إفصاح به؛ قال:

  مَنطِقٌ واضحٌ ويَلحَنُ أحيَا ... ناً وأحلى الحديث ما كان لَحْنَا

  ولاحنَني مُلاحنةً؛ قال الطرمّاح:

  وأدّتْ إليّ القوْلَ عنهنّ زَوْلَةٌ ... تُلاحِنُ أو ترْنو لقوْلِ المُلاحِنِ

  أي تُكَالم بما يخفى على النّاس. وعن أبي مَهديَّة: ليس هذا من لَحْني ولا من لَحْنِ قومي أي من نحوي ومذهبي الذي أميل إليه وأتكلّم به يعني لُغتَه ولِسْنَه، ومنه: «تعلّموا الفرائضَ والسُّنّة واللّحنَ كما تتعلّمون القرآن». وهذا لَحْنُ مَعْبَدٍ وألحانُه ومَلاحنُه: لما مال إليه من الأغاني واختارَه. ولحَّن في قراءته تلحيناً: طرَّب فيها، وقرأ بألحانٍ ولُحُونٍ. ولَحِنَ ذلك عني بكسر الحاء: فهمه، وألحنتُه إيّاه. وهو لَحِنٌ بحُجّته: فَهِمٌ فَطِنٌ بها يصرفها إلى أي وجه شاء. وفلان لَسِنٌ لَقِنٌ لَحِنٌ؛ قال لبيد:

  مُتَعَوِّدٌ لَحِنٌ يُعيدُ بكَفِّهِ ... قَلَماً على عُسُبٍ ذَبَلنَ وبانِ

  وفلان ألْحَنُ بحُجَّته من صاحبه، وفلان يُلاحِنُ النّاسَ: يفاطِنُهم ويغالبهم لفطنته ودَهائِه.

  ومن المجاز: قِدْحٌ لاحِنٌ: ليس بصافي الصوت عند الإفاضة. وقوسٌ لاحِنَةٌ عند الإنباض، وسهم لاحنٌ عند التنفير، وإذا صفا صوته قيل: مُعرِبٌ؛ وقال ذو الرمّة:

  في لحنه عن لغات العُرب تعجيمُ

  لحو - لحوتُ العودَ، وقشرتُ لحاءَه، ولحوتُ النخلةَ بالمِلحَى وهي ما يُقشر به لحاؤها؛ قال:

  تَبَدّلتُ بعدَ الطّيلَسانِ عَباءةً ... وبعد سِنان الرّمح مِلْحًى ومِخلَبَا

  ورجَفَ لَحْياه، وألْحِيها. وشيوخٌ بِيضُ اللِّحَى واللُّحى. «وأُمر بالتّلَحِّي» وهو إدارة العمامة تحت الحَنَك.

  ومن المجاز: لحَاه الله، ولحَاه اللَّاحي: لامه اللائم؛ قال:

  لحوتُ شَمَّاساً كما تُلحى العِصِي ... سبّاً لوَ انّ السَّبَّ يُدمي لَدَمي

  ولاحاه ملاحاةً.

  لخص - لخَّص الكلامَ تلخيصاً، وكلامٌ مُلَخَّصٌ. وفي جفنه لخَصٌ وهو أن يكون لَحِيماً، وجفنٌ لَخِصٌ. ورجلٌ ألخَصُ.

  لخن - لَخِنَ السِّقَاءُ. وشَكْوَةٌ لَخِنَةٌ: منتنَةٌ. ولَخِنَتْ أرفاغُ السّودان لَخَناً. وأمَةٌ لَخْنَاءُ. وشتمه ولَخَّنه: قال له يا ابن اللَّخناء. وأديمٌ ألخنُ: أُلقيَ في الدّباغ فتغيّرت رائحتُه. وقُلفَةٌ لَخناء، ولخَنُها: بياضُها الذي يُشبِه التَّكَرُّجَ ونتنُها.

  لدد - رجلٌ ألدُّ وألَنْدَدٌ ويَلَنْدَدٌ، وفيه لَدَدٌ، وقومٌ لُدٌّ، ولادَّهُ ملادّةً ولِداداً، وهو شديد اللِّداد. وتركت فلاناً يتردّد ويتلدّد: يتلفّت. وضربه على لَديدَيْ عنقه وهما صفحتاها، وضربه على متلدَّدِه على عنقه؛ قال:

  ولو شئتُ نجّتني من القومِ جَسرَةُ ... بعيدَةُ بينَ العَجْبِ والمتلَدَّدِ

  ونزلوا في لديدَي الوادي. وَلُدَّ فلانٌ: سُقِيَ اللَّدود وهو ما سُقيَ في أحدِ لَديدي الفم وهما شِقّاه. والتددتُ: نحو استطعت؛ قال ابن أحمر:

  شربتُ الشُّكاعَى والتدَدتُ ألدّةً ... وأقبلتُ أفواهَ العروقِ المَكاوِيا

  وهو شديدٌ لديدٌ.

  لدغ - لدَغَتْهُ الحيّةُ والعقربُ: ورجلٌ لديغٌ، وقوم لَدْغَى، وألدغتُهُ: أرسلتُ عليه حيّة أو عقرباً فلدَغته.

  ومن المجاز: لدغتُه بكلمةٍ: لذعته بها. وفلان قَرَّاصة لَدَّاغَةٌ، وله عقاربُ لدّاغَةٌ.

  لدم - لَدَمَتِ النّائحةُ صدرَها وعضديْها، والتدمتْ بنفسها،