أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ملأ

صفحة 601 - الجزء 1

  همُ منَعوكم جَمّة الماء طامِياً ... وهم حبَسوكم بينَ خازٍ وماكس

  خزاه يخزوه: قهره وأذلّه؛ وقال:

  أكابنِ المَعلّى خِلتَنا أم حَسبتَنا ... صَراريَّ نعطي الماكسينَ مكوسا

  وماكسه في البيع مِكاساً. ودون ذلك مِكاس وعِكاس وهو المناصاة.

  مكك - امتكّ الفصيلُ ما في الضّرع وتمكّكه، ومَكّ المخَّ وتمكّكه، وخرجتْ مُكاكَتُه: مُخّه. وسمعتهم يقولون لأهل مكّة: المُكُوك. واستولى على مكّة مرّة ناجمٌ من بلاد نجد فطردوه فلمّا خرج قال: خذوا مُكَيكَتَكم.

  ومن المجاز: مكّ غريمَه وتمكّكه وتمكّك عليه. وفي الحديث: «لا تَتمكّكوا على غُرمائكم»: لا تستقصوا عليهم وياسروهم؛ وقال:

  يا مكّةُ الفاجرَ مُكّي مَكّا ... ولا تَمُكّي مَذحِجاً وعكّا

  وتقول: إن الملوك إذا بايعتهم مَكّوك.

  مكن - مكّنتُه من الشيء وأمكنته منه، فتمكّن منه واستمكنَ. ويقول المصارع لصاحبه: مكّنّي من ظهرك، وأمّا أمكنَني الأمرُ فمعناه أمكنني من نفسه. وهو مَكينٌ عند السلطان، وهم مُكَناء عنده، وقد مَكُنَ عنده مكانة، وهو أمكنُ من غيره. وضَبّةٌ مَكُونٌ: بَيُوضٌ، وقد مكَنت وأمكنت. وأكل الأعرابيُ المَكْنَ؛ قال:

  ومَكْنُ الضِّبابِ طعامُ العُريْب ... ولا تَشتَهيهِ نُفُوسُ العَجَمْ

  ويقول البدويّ: أمَا والركن والباب إنّي لأحبّ مَكْنَ الضِّباب. وهذه مَكْنَةُ الضَّبّة ومَكِنَةُ الضَّبّة ومَكِناتُها.

  ومن المجاز: «أقرّوا الطير على مَكِناتها»: استعيرت من الضِّباب للطير، ثمّ قيل: النّاس على مَكِناتهم: على مقارّهم.

  مكو - مَكا الطائرُ يمكو مُكَاء، ومنه: المُكّاء: لكثرة مُكائه: صفيره {إِلَّا مُكاءً وَتَصْدِيَةً}؛ قال عنترة:

  تَمكُو فرائصُهُ كشِدق الأعلَمِ

  ملأ - مَلأتُ الوِعاءَ ومَلَّأتُه، وهو ملآنُ، وغِرارة ملأى، وأوعية وغرائر مِلاء، وامتلأ بطنه وتمَلَّأ من الطَّعام والشَّراب، وأعطِني مِلءَ القدَح ومِلأيْه وثلاثةَ أملائِه. وحجر مِلْء الكف، وحجارة أملاء الأكفّ؛ قالت امرأة من بني حنيفة:

  فإن تمنَعوا منّا السّلاحَ فعندَنا ... سلاحٌ لَنا لا يُشتَرَى بالدّراهمِ

  جلاميدُ أملاء الأكفّ كأنّها ... رُؤوس رجال حُلِّقتْ بالمواسِمِ

  وتَمَلَّأتُ: لبستُ المُلاءة.

  ومن المجاز: نظرتُ إليه فملأتُ منه عيني، وهو يملأ العين حُسناً؛ قال النّمر:

  ألم ترَها تريك غداة قامَتْ ... بملء العينِ من كرم وحُسْنِ

  وهو ملآن من الكرم، ومُلئ رعباً ومُلِّئ، وقرئ (وَلَمُلِّئْتَ مِنْهُمْ رُعْباً). وامتلأ غيظاً، وتمَلَّأ شِبَعاً. وسمعتهم يقولون: فلان مَلأ ثيابي إذا رشّش عليه طيناً أو دماً أو غيرهما. ومَلأ النَّزْعَ في قوسه وأملأه. ومُلئ الرجلُ فهو مملوء، وبه مُلأةٌ وهي ثقل يأخذ في الرأس وزُكمة من امتلاء المعِدة. ومالأه: عاونه، ممالأة، وأصلها المعاونة في الملء ثمّ عمّت كالإحلاب. وقام به المَلأ والأملاء: الأشراف الذين يتمالأُون في النّوائب. وأحسنوا مَلَأً: مُمالأةً؛ قال:

  وقال لها الأملاء من كلّ معشرٍ ... وخيرٌ أقاويل الرّجال سَديدُها

  وقال:

  وإن يَكُ خير يُحسنوا مَلَأً به ... وإن يكُ شرٌّ يَشرَبوهُ تَحاسِيا

  وما كان هذا الأمر عن مَلإ منّا أي ممالأة ومشاورة، ومنه: هو مَليء بكذا: مضطلع به، وقد مَلُؤَ به مَلاءةً، وهم