أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

نبج

صفحة 613 - الجزء 1

  ثبت نَبت، ونَبّتَ الصبيَ: ربّاه، وفلانٌ يُنَبِّتُ جاريتَه رَجاء الرّبح فيها. ونَبِّتْ أجلَك بين عينيك. ونبتَتْ لبني فلانٍ نابِتةٌ: نشأ لهم نَشَأٌ صِغار، وإنّ بني فلان لنابِتَةُ شَرّ، وهذا قول النّابتة والنّوابت وهم الحشويّةُ. وتقول: ألم ينبت حِلمُ فلان؟ قال النّمرُ بن تَوْلَبٍ:

  على أنّها قالَتْ عَشيّة زرْتُها ... هُبِلتَ ألم يَنبُتْ لذا حِلمُه بعدي

  نبث - نَبَثَ التّرابَ من الحُفرة: استخرجه، وركموا النَّبيثةَ والنَّبائثَ في جانبي النّهر وحول البئر وهو تراب الحَفْر، وما رأيتُ بأرضهم نَبِيثاً: أثَرَ حَفْر.

  ومن المجاز: نَبَثُوا عن الأمر: بحثوا عنه، وهو يستنبث أخاه عن سرّه: يَستبحثه، وأبدى فلانٌ نبيثةَ القوم ونبائثهم. وبينهم شحناءُ ونَبائثُ، ولا يزالون يتنابثون عن الأسرار ويتباحثون عن الأخبار. وتقول: ظهرتْ نبائثهم ولم تخفَ خبائثهم؛ وقال:

  وإن حفَرُوا بئري حفرتُ بِئارَهم ... وسوفَ تُرَى آثارُها والنَّبائِثُ

  وفلانٌ خبيثٌ نبيثٌ.

  نبج - إنّه لنفّاجٌ نَبّاجٌ: ليس معه إلّا الكلام، وكذبتْ نَبّاجتُه: اسْته. وعنده الأنبِجاتُ: الأشياء التي تُربَّب بالعَسَل كالإهْليلَج والأُترُجّ وهي من الأَنبَجِ وهو حمل شجرٍ يكون بالهند على خِلْقة الخَوْخ ولُبابه كلُبابه يُربَّبُ بالعَسَل.

  نبح - نَبَحَته الكلابُ، وكلبٌ نَبّاحٌ، وله نَبْحٌ ونُبَاح، واستنبح الضّيفُ الكلابَ.

  ومن المجاز: نبح الظّبيُ والتّيسُ عند السِّفاد والهُدهُد؛ قال النّابغةُ يصف فرساً:

  فيَصِيدُنا العَيْرَ المُدِلّ بشَدّهِ ... قَبلَ الوَنَى والأشعَبَ النّبّاحَا

  وقال خالد بن الصَّقعب:

  كأنّ عَرينَ أيكَتِه تَلاقى ... بهِ جَمْعانِ من نَبَطٍ ورُومِ

  نُباحُ الهُدهُد الحَوْليّ فيهِ ... كنبح الكلب في الأنَس المقيمِ

  ونبح الشاعرُ: هَجا. وسمعتُ نُبوحَ الحَيّ: ضَجّتهم بما معهم من الكِلاب وغيرها؛ قال طُفيل:

  عوازبُ لم تسمع نُبوحَ مُقامَةٍ ... ولم تَرَ ناراً تِمَّ حَوْلٍ مُجَرَّمِ

  وقال الأخطلُ:

  إنّ العَرارَةَ والنُّبُوحَ لدارِمٍ ... والمُستخفّ أخوهمُ الأثْقالا

  نبذ - نبذ الشيءَ من يده: طرحه ورمى به. وصبيّ منبوذ، والتقطَ فلانٌ منْبوذاً ونبيذةً ونبائذَ. ونَبَّذَه: أكثر نَبْذَه؛ قال:

  هَلّا غَضِبْتَ لرَحْلِ جا ... رك إذا تُنَبّذه حَضاجِر

  «ونُهي عن المُنابذة في البيع». وهي أن تقول: انبذ إليّ المتاعَ أو أنبذه إليك ليجب البيعُ، ويقال له: بَيعُ الإلقاء. وجلس على المِنْبَذة وهي الوسادة تُنبَذُ للإنسان: تُطرح له، وطرحوا لهم المنابذ، وتقول: تعمّموا بالمشَاوِذ وجلسوا على المنابذ.

  ومن المجاز: نَبَذ أمري وراء ظهره إذا لم يَعْمل به {فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ} {نَبَذَهُ فَرِيقٌ مِنْهُمْ}. وانتبذ الرّجلُ: اعتزل ناحيةً، وجلس نَبْذةً ونُبْذةً. وهو مُنتبِذ الدّار: نازِحُها، وهو في مُنتبَذ الدّار: في منتزحها. ونبذ إلى العدوّ: رمى إليه بالعَهْد ونقَضَه، ونابذَه مُنابذَةً وتنابَذوا. ونَبذ النّبيذَ وهو أن يُلقي التّمر في الجَرّ وغيره، وانتبذ لنفسه، والنّبيذ: التمر المنبوذ، ومنه: فلانٌ يَنبُذ عليّ أي يغلي كالنّبيذ وينفثُ عليّ. ونبذتْ فلانةُ قَوْلاً مليحاً: رمتْ به؛ قال القطاميُّ:

  فهنّ ينبِذْنَ من قوْلٍ يُصبْن بهِ ... مواقعَ الماء من ذي الغُلّة الصّادي

  ونبذتُ إليه السّلامَ والتّحيّةَ؛ قال الراعي:

  فلمّا تداركْنا نبَذْنا تحِيّةً ... ودافعَ أدْنانا العوارِضَ باليَد