أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

نزب

صفحة 626 - الجزء 1

  نَدْفاً. وسقاني نُدْفةً من لَبَن: شيئاً منه.

  ندل - نَدَلَ المالَ وغيرَه: نَقَله بسرعة؛ وأنشد سيبويه:

  فَنَدْلاً زُرَيْقُ المالَ نَدْلَ الثّعالب

  ومنه: المنديلُ، وتندّلتُ بالمنديل: تمسّحتُ به، وندَلتُ الخبزَ من السُّفرةِ والتَّمرَ من الجُلَّة والدَّلوَ من البئر.

  ندم - نَدِمَ على الأمر نَدَماً ونَدَامةً، وتندَّمتُ، وندَّمني عليه كذا، وأنا نادِمٌ ومتندِّم. ونادمه على الشَّراب منادَمةً ونِداماً، وتنادموا عليه، وهو نَديمٌ ونَدْمانُ، وهم نَدامَى ونُدماءُ ونِدامٌ.

  نده - «اذْهبي فلا أنْدَه سِرْبَك»: لا أزجره، يقوله المُطلِّقُ.

  ندي - جلس في نادي قومه ونَدِيِّهم ونَدْوَتهم ومُنتداهم، ولهم أندِيةٌ وأنْدِياتٌ؛ قال كُثيّر:

  لهم أندِياتٌ بالعَشيِّ وبالضُّحَى ... بهاليلُ يَرجُو الرّاغبونَ نهالَها

  وانتدوْا وتنادوْا: تجالسوا، وناديتُهم: جالستُهم. ونَدِيَ المكانُ وتندَّى، ومكانٌ نَدٍ، وأرضٌ نديَّةٌ، وفيه نَدْوة ونَداوَةٌ وندًى. ووقع النّدى. وأنا أُناديكِ ولا أُناجيك. و {نُودِيَ لِلصَّلاةِ}، وإذا سمعتَ النّداء فأجِبْ.

  ومن المجاز: رجلٌ نَدٍ: جَوَادٌ. وتقول: كم نَعَشَتْني يَداك وكم أعاشني نَداك. وإنّ يَده لنَديَّةٌ بالمعروف، وهو يَتندَّى على أصحابه: يَتَسَخَّى عليهم، وما رأيتُ أندَى منك يداً. وما تندَّيتُ من فلانٍ وما انتديتُ منه: ما أصبتُ منه خيراً. وفلانٌ لا تَنْدَى صَفَاتُه. وما تُنَدِّي إحدى يديه الأخرى: للبخيل، وما نَدِيَتْ كَفِّي لك بشرٍّ، ولا نديتُ بشيء تكرهه؛ قال النابغة:

  ما إن نديتُ بشيء أنتَ تكرهُه ... إذنْ فلا رَفَعتْ سوطي إليّ يدي

  وجاء بالمُنْديات: بالمُخزيات لأنّها إذا ذُكرتْ نَديَ جَبينُ صاحبها حياءً؛ قال الكميتُ:

  وعادِيّ حِلمٍ إذا المنديا ... تُ أنْسَينَ أهلَ الوَقار الوقارَا

  وشرب حتى تَندَّى أي تروَّى، وندَّيتُ الفرسَ: سقيتُه. وندَّيتُه: ركضتُه حتى عَرِق. وهذا مَسْرحُ بَهْمِنا ومُنَدَّى خيلنا. وهو أندى صوتاً منك، وندِيَ صوتُه، وهو ندِيُ الصوت. وهو في أمرٍ لا يُنادَى وليدُه.

  نذر - نَذِرَ القومُ بالعَدوّ: علموا به فحَذروه واستعدُّوا له، وأنذرتُهم به، وأنذرتُهم إيّاه، وهو نذير القوم ومُنذِرهم، وهم نُذُر القوم. {فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ} أي إنذاري {فَكَيْفَ كانَ عَذابِي وَنُذُرِ}: وإنذاراتي. وهو نَذيرةُ القوم: لطليعتهم الذي يَنذُرهم العدوَّ. وتناذَرُوه:

  خَوّفَ منه بعضهم بعضاً؛ قال النّابغة:

  تَنَاذَرها الرَّاقُونَ من سُوء سُمِّها

  وقال في صِفة كَتيبة المُنْذِر:

  وما تَنفَكّ مَحْلولاً عُراها ... على مُتَناذَرِ الأكلاءِ طامي

  لا تزال تنزل المكانَ المَخوفَ؛ وقالت الخنساءُ:

  يا صخْر ورّاد ماءٍ قد تناذره ... أهلُ الموارد ما في ورْدِه عارُ

  ومن المجاز: أعطيتُ الرّجلَ نَذْرَ جُرحه، والقومَ نُذُورَ جراحهم: أُرُوشَها لأنّها ممّا نَذَر رسولُ الله أي أوجب كما يُوجب الرَّجلُ على نفسه، وهو من كلام أهل الحجاز.

  نذل - هو نَذْلٌ ونَذِيلٌ، وقد نَذُلَ نَذَالَةً.

  نرب - فلانٌ ذو نَيْرَبٍ: نَمّامٌ.

  نرد - لَعِبَ بالنَّرْدِ وبالنَّرْدَشِيرِ.

  نرج - داسَ الطعام بالنَّيْرج والنَّوْرج.

  نرز - جاء يومُ النَّوْرُوز والنَّيْروزِ.

  نزب - للتّيسِ نَبيب وللظَّبي نزِيب؛ وهو صوتُه عند السِّفاد.

  نزح - نَزحتِ البئرُ، وبئرٌ نَزُوحٌ ونُزُحٌ: قليلة الماء. وبَلَد نازحٌ، وقد نزح نُزُوحاً، وانتزح انتزاحاً: بَعُدَ. وإبل منازيحُ: من بلادٍ بعيدةٍ؛ قال أبو ذؤيب:

  وصرَّح الموتُ عن غُلبٍ كأنّهُم ... جُرْبٌ يُدافعُها السَّاقي منازيحُ