أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

نفس

صفحة 647 - الجزء 1

  إذا نَفَّزوها بالأباهيم جرجرتْ ... عجيجَ الرَّوايا من عُروك الكَراكِرِ

  كما تعجّ الإبلُ من الضاغِط. ونفَّزتْ ولدَها: رقّصته.

  نفس - شيء نَفيسٌ ومُنْفِسٌ، وقد نَفُسَ نَفاسَةً وأنفس إنفاساً؛ وأنشد سيبويه:

  لا تجزعي إن مُنفِساً أهلَكتُهُ ... وإذا هلكتُ فعند ذلك فاجزَعي

  وأنفستُه في الشيء ونَفْسته فيه: رغّبته. وتنافسوا فيه: تراغبوا، ونافس صاحبه في كذا، وشيء متنافَسٌ فيه. وقد نَفِسْتَ عليّ بخير قليل. ونَفِستَ عليّ خيراً قليلاً: حسدتني عليه ولم ترَني أهلاً له، نَفَساً ونَفَاسةً. وفلان ما ينفُس علينا الغَنيمةَ والظَّفَر. وما هذا النَّفَسُ؟ أي الحسد.

  ومن المجاز: دَفَقَ نَفْسَه أي دمَه. وعن النخعيّ: كلّ شيء ليست له نَفْسٌ سائلة فإنّه لا ينجّس الماءَ، ومنه: النِّفَاسُ والنُّفَساءُ، وقد نُفِسَتْ فهي منفوسة، ونَفِسَتْ بولدها فهو منفوس؛ قال:

  كما سقط المنفوس بين القوابل

  وأصابته نَفْسٌ: عَيْنٌ. وفلان نَفُوسٌ ونَفْسانيٌ. وشرب الماء بنَفَسٍ واحد وبنَفَسين وبثلاثة أنفاس، وشربتُ من الماء نَفَساً وأنفاساً؛ قال جرير:

  تُعلّل وهي ساغبة بنيها ... بأنفاسٍ من الشَّبِم القَراحِ

  وشرابٌ غير ذي نَفَسٍ: كريه الطعم لا يتنفّس فيه شاربه؛ قال الراعي:

  وشربةٍ من شرابٍ غير ذي نَفَسٍ ... في كوكبٍ من نجومِ الصّيف وهّاج

  وما لي نَفَسٌ أي فَرَجٌ. ونَفَّسَ اللهُ عنك كربتك أي فرّجها. وأنت في نَفَسٍ من أمرك: في سَعة. وتنفّس الصبحُ، وتنفّس النهار: طال. وتنفّس به العمرُ. وبلّغك الله أنفَس الأعمار. وفي عمره تَنَفُّسٌ ومتنَفَّسٌ؛ قال عديّ بن الرَّعلاء الغسّانيّ:

  والشيب إن يَحْلُلْ فإنّ وراءه ... عُمراً يكون خلاله متنفَّسُ

  وغائطٌ متنفِّسٌ: بعيد. وهذا الثوب أنفَسُ الثوبين: أطولهما وأعرضهما. وأرضي أنفَسُ من أرضِك. وهذا المنزل أنفس المنزلَين؛ وأنشد الأصمعيّ:

  ولكن تنَحّى جَنبةً بعدما دنا ... فكان كقابِ القوس أو هو أنفسُ

  وبيني وبينه نَفَسٌ: بُعْدٌ. وأنفٌ متنفِّس: أفطسُ. وتنفَّستِ القوسُ: تصدّعت. وفلان يؤامر نفسَيْه إذا اتجه له رأيان.

  نفش - نَفَشَ الصوفَ والقطنَ، فانتفش. وانتفشَ الضِّبعانُ والديكُ وتنفَّش إذا نَفَش شعرَه أو ريشَه كأنّه يخاف أو يُرعَدُ. وانتفشَتِ الهرّةُ وتنفّشت: ازبأرّتْ. وأمَةٌ متنفِّشة الشعر. ونَفَشَتِ الغنمُ باللّيل ونَفِشَت: انتشرت، وأنفشها الراعي؛ قال:

  أجرِسْ لها يا ابن أبي كِباشِ ... فما لها اللّيلة من إنفاشِ

  غير السُّرَى وسائقٍ نجّاش

  ومن المجاز: أنفٌ متنَفِّشٌ: قصير المارن منبسط على الوجه كأنف الزنجيّ؛ وقال العجاج:

  ثار عَجاجٌ مسبطِرٌّ قسطَلُهْ ... تَنفِشُ منه الخيلُ ما لا تغزلُهْ

  نفض - نَفَضَ الثوبَ والشجرةَ. ونَفَضَ عنه الغبارَ والترابَ. ونَفَّضَ الثّيابَ والشجرَ؛ قال أبو ذؤيب:

  تُنفِّضُ مهدَه وتذود عنه ... وما تُغني التّمائمُ والعُكوفُ

  وأصابوا اليوم نَفَضاً كثيراً وأنافيضَ وهو ما تساقط من الثمر في أصول الشجر. وبسطوا المِنفَضَ والمِنفاضَ وهو ثوبٌ أو كساء يقع عليه النَّفَضُ. وأنفضتِ الجُلّةُ: نَفَض ما فيها.

  ومن المجاز: نَفَضَتْه الحمَّى، وبه نافِضٌ، وأخذته