أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

وحل

صفحة 668 - الجزء 1

  وحد - هو واحِدٌ، وهم وُحْدانٌ، ولا تَنْسَ وَحْدةَ القبر ووحْشته. وجاء وحده. وأكْرِمْ كلَّ رجل على حِدةٍ. وجاءوا أُحَادَ ومَوْحَدَ. وهو من آحادِ النّاس. وهو واحِدُ قومه وأوحَدُهم. وهو واحِدُ أُمّه؛ قال حاتم:

  أماويَّ إنّي رُبّ واحِدِ أمِّه ... أجرتُ فلا مَنٌّ عليه ولا أسر

  وما أنت في هذا بأوحد؛ قال:

  وتلكَ سبيلٌ لستُ فيها بأوحَد

  واتّحد الرّجلان، وبينهما اتّحاد. ووحَّد اللهَ توحيداً. وله الوَحْدانيّة. وأحِّدْ رَبَّك، وتوحَّد الله تعالى بالرُّبُوبيّة. وتوحَّدَ فلان برأيه. وتوحَّده الله بالفضل. وفلان وَحَدٌ ووحيدٌ: مُنفَرد، واستوحد: انفرد. ومعي عشرة فأحِّدْهُنَ أي اجعلهنّ أحد عَشَر. وشاةٌ مُوحِدٌ ومُفْرِدٌ ومُفِذٌّ: تَلِد واحداً. وقد أوحدتَ إيحاداً. وأوحد اللهُ فلاناً: جعله بلا نظير. وما بالدّار أحد. ونزلت به إحدى الإحَد أي إحدى الدّواهي؛ قال رجلٌ من غَطَفان:

  إنّكُمُ لن تَنتهوا عنِ الحَسَدْ ... حتى يُدَلّيكم إلى إحدى الإحَدْ

  وتحلبوا صَرْماءَ لم تَرْأمْ أحَدْ

  وحر - وغَر عليه صدره ووَحَرَ، وإنّه لوَحِر الصّدر. وفي الحديث: «تهادَوا فإنّ الهديّة تُذهب وحَرَ الصّدر».

  وحش - أرض كثيرة الوَحْش والوُحُوش. وهذا حِمارُ وحْشٍ، وحمارٌ وَحشيٌ، ويقال إذا أقبل اللّيلُ: استأنس كلُ وحشيٍ واستوحش كلُّ إنْسيٍّ. وأرض مَوْحُوشَةٌ: ذاتُ وحْشٍ. واستوحَشتُ منه، وأوحشني، وأوحشَ المكانُ وتوحَّش، ومكان مُوحِشٌ ومتوحِّشٌ ووحْشٌ: خالٍ من الإنْس. وتركوا الدّار وحْشاً ووحْشَةً. وباتوا أوحاشاً: جُوَّعاً. وأوحش الرّجلُ وتوحَّش: جاعَ. وبات مُوحِشاً ومتوحِّشاً ووحْشاً؛ قال حُميد:

  وإن باتَ وحشاً ليلةً لم يَضِقْ بها ... ذِراعاً ولم يُصبح لها وهوَ خاشعُ

  وتوحَّش للدّواء: تجوَّع له. ووحَّشَ المهزومُ ثيابه وسلاحه تَخفُّفاً: رمى به بعيداً. ومال الرّجلُ لوحْشِيِّه: لشِقِّه الأيسر.

  وحف - شَعَرٌ ونباتٌ وحْفٌ، وقد وحُف وحَافَةً: كَثُف واسوَدَّ.

  وحل - طريق ذو وَحَل ووُحُول وأوحال؛ قال الأعشى:

  تَدِبُّ كمَشي القَطاة القَطُو ... فِ في وحَلِ النِّهْيِ تخشى رقِيبا

  وهذا مَوْحِل لا يُطاق فيه المَشْي، واستوحل المكانُ. ووحِلَ الرّجلُ: وقَع في الوحل يَوْحَل وحَلاً فهو وحِلٌ، ووُحِلَ وحْلاً فهو مَوْحُولٌ، وأوحلتُه أنا.

  ومن المجاز: أوحَله شَرّاً: ورَّطه فيه.

  وحم - ليلةٌ ذات وَحَمٍ، ويومٌ وحِمٌ: شديدُ الحَرِّ. وامرأة وحْمَى، وقد وَحِمَتْ، وبها وحَمٌ ووِحامٌ وهو الشّهوة على الحَبَل. وفي مثل: «وحْمَى ولا حَبَل»: للحريص السَّأآلِ ولا حاجة به؛ وقال:

  وكَلَّفتِ الوَحْمَى بليلٍ حليلَها ... شُحُوم الذُّرى والآبداتِ البَجاريا

  أي الأشياء الغريبة التي لا سبيلَ إلى نَيْلها. ووحَّمناها: أذهبنا وحَمَها.

  وحي - أوْحَى إليه وأوْمَى بمعنًى، ووحَيْتُ إليه وأوحيتُ إذا كلّمتَه بما تُخفيه عن غيره، وأوحى اللهُ إلى أنبيائه. {وَأَوْحى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ}. ووَحَى وحْياً: كتب؛ قال رؤبة:

  لقَدَرٍ كان وحاه الواحي

  ويقال: الوَحَا الوَحَا والوَحَاك الوَحَاك: في الاستعجال، وتوحَّى: أسرع؛ قال الأعشى:

  مثل ريح المسك ذاكٍ ريحُها ... صَبَّها السّاقي إذا قيل تَوَحّ

  واستوحيتُه: استعجلتُه. واستوحِ لي بَني فُلانٍ ما خَبَرُهم: استخبرهم.