أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

ودي

صفحة 670 - الجزء 1

  أُستُودِعَ العلمُ قرطاساً فضيَّعه ... فبئسَ مستودَعُ العِلمِ القراطيسُ

  وسقطت الودائعُ: الأمطار، لأنّها أُودِعت السّحابَ. وفلان وَديع: للسّاكن الطّائر، استُعير من المستريح؛ قال حسّان:

  وديعٌ وسهلٌ للصّديق وإنّه ... لَيعدِل رأسَ الأصْيَدِ المتمايل

  ودق - وَدَقتِ السّماء والمطر، وسحاب وادق. وودَق العَيرُ إلى الماء. وهذا مَوْدِق الحُمُر: مأتاها، ومَوْدِق الظّبي: لموقفه حيث يتناول الشّجر؛ قال امرؤ القيس:

  دخلتُ على بيضاء جُمٍّ عظامُها ... تعفِّي بذيل الدّرع إذا جئتُ مَوْدِقي

  وودَق لك الصَّيدُ: أكْثَبك. وما ودَق إلى الأرض منه شيء. وبعير وادق السُّرَّة: للسمين لأن سرّته تدنو من الأرض؛ قال:

  مُنْدحَّة السُّرَّات وادقاتها

  وإنّه لوادق السِّنَة إذا كان قريب النُّعاس نُوَمةً. وسيف وادق: حديد. واشتدّت الوَديقة والودائقُ وهي حرّ الهاجرة. وودَق إلى الصلح: مال. وأتانٌ وادق ووَدُوق ووَديق، وكذلك كلّ ذات حافر. وقد ودَقتْ وأوْدقتْ واستودقتْ.

  ومن المجاز: حرب ذات وَدْقَين: شُبّهت بسحابة ذات مطرتين شديدتين. ويروى عن عليّ، كرَّم الله وجهه:

  فإن بقيتُ فرهنٌ ذمَّتي لكمُ ... بذاتِ وَدْقَين لا يعفو لها أثَرُ.

  ودك - وَدِكتْ يدُه، ولحم وَدِكٌ، ودجاجة وَدِكَةٌ.

  ومن المجاز: ما فيه وَدَكٌ. وما رأيتُ عنده متودَّكاً إذا لم يكن عنده طائل، ونحوه: ما فيه دَسَمٌ.

  ودن - وَدَنَه بالعصا: ضربه، ومنه: الميدَان لأن الخيل تُودَن فيه.

  ودي - ودَيتُ القتيلَ: أدّيتُ دِيَته، واتَّدى وليُّ القتيل: أخذ الدية. يقال: اتّدى فلان ولم يثْأر؛ وقالت أخت عمرو:

  فإن أنتمُ لم تثأروا واتَّدَيتُمُ ... فَمشُّوا بآذان النَّعامِ المُصَلَّم

  وغرس الوَدِيَ: الفَسيلَ. وودَى الرّجلُ وَدْياً.

  ومن المجاز: حلَ بواديكَ أي نزل بك المكروه وضاق بك الأمر.

  وذر - ذَرْه واحذره. والعرب أماتت المصدر منه فيقولون: ذَرْ تركاً، وإذا قيل لهم ذَرُوه قالوا قد وَذَرْناه. وعندي وَذْرَة من لحم: قطعة بلا عظم.

  ومن المجاز: قولهم في الشتم: يا ابن شامَّة الوَذْر: يريدون الزانية، والوَذْر كناية عن المذاكير. وعن عثمان، ¥: أنّه رُفع إليه من قاله فحدّه. وامرأة لَمْيَاءُ الوَذْرَتين وهما الشّفتان.

  وذف - خرج علينا يتوذَّف في مِشيته: يتبختر؛ قال بشر ابن أبي خازم:

  يعطي النّجائبَ بالرّحال كأنّها ... بقرُ الصّرائم والجيادَ تَوَذَّفُ

  تَمْرحُ.

  وذل - أقبل عليّ بوجه كالوَذيلة وهي المرآة أو القطعة من الفضة؛ قال الهذليُّ:

  وبياضُ وجهٍ لم تَحُلْ أسرارُه ... مثل الوَذِيلة أو كشَنْف الأنْضَر

  وقال المسيّب بن عَلَس:

  أرتكَ بذاتِ الضّالِ منها معاصما ... وخدّاً أسيلاً كالوَذيلة ناعِما

  ولهم وجوه كالوذائل لم توسم بالرّذائل.

  وذم - انقطعت الوَذَمُ والأوْذامُ وهي سيور تُشدُّ بها العَراقي.

  ومن المجاز: أوْذَمَ عليه الحَجَّ والنَّذرَ: ألزمه نفسه، وأصله من أوْذَمَ الدّلوَ إذا عمل لها وَذَماً.

  ورث - ورِثتُه المالَ، وورِثتُه منه وعنه، وحُزْتُ الإرث والميراث، وأورثنيه وورّثنيه، وهم الوَرَثة والوُرّاث.

  ومن المجاز: أورثه كثرةُ الأكل التُّخَمَ والأدواء،