أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

هجن

صفحة 696 - الجزء 1

  فأهْجَمُوا. وإذا استقصى ما في الضّرْع قيل: هَجَم ما فيه. ويقال: اهْجُم إبِلَكَ وأهْجِمْها أي احلبها وأرِحْها. وله هَجْمة من الإبل: ما دون المائة من قولهم: جئتُه بعد هَجْمة من اللّيل: لما يَهْجُم من أوّل ظلامه.

  هجن - جمل وناقة هِجَان وإبل هِجَان: بيض كرام. ورجل وفرس هَجِين إذا لم تكن الأمّ عربيّة. والأصل في الهُجْنة: بَيَاض الرّوم والصّقالبة. وقوم مَهْجَنة بوزن مَشْيَخةٍ هُجَنَاءُ ومَهاجينُ ومَهاجِنَةٌ؛ وأنشد أبو زيد:

  مَهاجِنَةٌ إذا نُسِبُوا عَبِيدٌ ... عَضَاريطٌ مَغَالِثَةُ الزّنَادِ

  وناقة مُهَجَّنة: منسوبة إلى الهِجان؛ قال كعب:

  حَرْفٌ أخُوها أبوها من مُهَجَّنة ... وخالُها عَمُّها قَوْداءُ شِمْليلُ

  ومن المجاز: رجل وامرأة هِجانٌ. وأرض هِجانٌ: كريمة التُّرْبة؛ قال ذو الرُّمّة:

  بأرضٍ هِجان التُّرْبِ وسْمِيّةِ الثّرى ... غَدَاةَ نَأتْ عنها المُلوحةُ والبحْرُ

  وقال: «هذا جَنَايَ وهِجَانُه فِيهِ». وأنا أستهجِن فعلَك، وهذا ممّا يُستَهجَن. وفيه هُجْنَة. وهَجّنْتُه تهجيناً. ولبنٌ هَجِين: ليس بصريح ولا لِبإٍ؛ قال:

  تَرِيعُ إنَى الفُواقِ إلى ابنِ سَبْعٍ ... غَضيضِ الطَّرْف أثقله الهجينُ

  وفي زناده هُجْنة إذا كان أحدُ الزَّنْدَين وارِياً والآخر صَلُوداً.

  هجو - تعلّمْ هِجاء الحروف وتهجيتَها وتهَجّيَها، وهو يهجُوها ويُهَجّيها ويَتَهَجّاها: يُعدّدها. وقيل لرجل من قيس: أتقرأ القرآن؟ فقال: والله ما أهجُو منه حرفاً.

  ومن المجاز: فلان يهجو فلاناً، هِجاءً: يعدّد معايِبَه، وهو هَجّاء، وله أهاجيُ، وهاجاه مهاجاة، وتهاجَيا، وبينهما تهاجٍ. والمرأة تهجو زوجَها هِجاء قبيحاً إذا ذمّت صُحبته وعدّدت عيوبه. وهو على هِجاء فلان: على مقداره في الطّول والشّكل.

  هدأ - هدَأ القومُ، وهدأت أصواتهم هُدُوءاً، وصوت هادئ، وقوم هادئون. وأهْدأت المرأةُ ولدها: ضربت بيدها عليه رُوَيْداً لينام؛ قال عديّ:

  شَئِزٌ جَنْبي كأنّي مُهْدَأٌ ... جَعل القَينُ على الدّفّ الإبَرْ

  ولا أهدأهم الله تعالى: لا أسكن نَصَبَهم. ورجل أهدأُ. ومنكِب أهدأُ: مائل إلى الصدر.

  ومن المجاز: أتيتُه حين هدأت العَين والرِّجلُ أي حين نام النّاس. وتساقطوا إلى بلد كذا فهدَأوا فيه أي أقاموا. وأهدأتُ الثوب: أبليته.

  هدب - هو طويل الهُدْب والأهداب. وطال هُدْب الثوب وهُدّابه. ورجل أهدبُ: سابغ الهُدْب، وامرأة هَدْباء؛ قال الجاحظ: ليس للعرب اسم لمن لا يُبْصِرُ باللّيل وهو الذي يقال له: شَبْكُورْ أكثرَ من أن يقولوا: به هُدَبِدٌ؛ قال:

  ليس دواء الهُدَبِدْ ... إلّا سَنامٌ وكَبِدْ

  ومن المجاز: نَسْر أهدبُ: سابغ الرّيش. ولِبْد أهدبُ: طال زِئْبِرُهُ؛ قال:

  عن ذِي دَرَانِيكَ ولِبْدٍ أَهْدَبا

  وشجر أهدَبُ: متدلّي الأغصان من حوالَيه، وشجرة هدْباء، وقد هَدِبَتْ هَدَباً. وقَطَع هَدَبَ الشجرة وهُدّابَها: أغصانها. وعُثْنُونٌ هَدِبٌ: مسترسِل. وسَحاب هَدِب كأن له هُدْباً؛ قال جندل:

  نَازَعَنِيهنّ مُصافٍ لي مُحِبّ ... من الخَوافي وحَفيٌّ بي نَصِبْ

  إذا رآني وقليلاً نَصْطَحِبْ ... ليلاً وللظَّلماء عُثْنونٌ هَدِبْ

  أحالَ يُملي وعَبَأتُ أكتَتِبْ

  الخوافي: الجنّ، والمصافي الحفيُّ: رَئِيُّه، عَبَأتُ: