أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

هطل

صفحة 703 - الجزء 1

  فباتَ يُشئزه ثَأدٌ ويُسهره ... تذؤّب الريح والوَسْوَاسُ والهِضَبُ

  وقال الرّكّاض الدُّبَيريّ يخاطب الدارين:

  ولا زال يجري السّيل في عرصتيكما ... إذا جفّ مَدّته أهاضيبُ هَيدبِ

  وهضَبتهم السماءُ. وروضة مهضوبة.

  ومن المجاز: هضَبوا في الحديث: أفاضوا فيه. وهو يَهضِبُ بالشِّعر وبالخُطب: يسحّ سحّاً. وحادٍ مِهْضَبٌ؛ قال:

  إذا سمعن صوتَ حادٍ مِهْضَبِ ... أدلجن تحت الدامس المغلَولِبِ

  وفرس مِهْضَبٌ: كثير العرَق.

  هضض - هضّ الحجرَ وغيره: رضّه. وفحل هَضّاض: يهُضّ أعناق الفحول. وأقبلت الهَضّاءُ: الجماعة من الخيل.

  هضم - هضَم الشيءَ الرِّخوَ: شدَخه وكسره. وسقطت الثمرة من الشجرة فانهضمت وتهضّمتْ، وهضَمتُها بيدي. وقصب مهضوم ومهضَّم: غُمز حتى كاد ينشدخ. وقيل: المزمار المُهضَّم: أكسار يُضمّ بعضها إلى بعض. وقال ابن السِّكِّيت: هو النَّرْمْ نَايْ؛ قال لبيد:

  يرجِّعُ في الصُّوَى بمهضَّماتٍ ... يُجبن الصّدر من قصب العوالي

  ونزلنا في أهضام الوادي: في بطونه المطمئنّة. وفي مثل: «اللّيلَ وأهضامَ الوادي» أي لا تسر فيها لا ينلك مكروه. وتبخّر بالأهضام وهو ضرب من البخور.

  ومن المجاز: كشْح مهضوم ومهضَّم وهضيم وأهضمُ، وفي كشحه هَضَمٌ؛ قال:

  لفّاءُ عجزاءُ وفي الكشح هَضَمْ

  وطلعٌ هضيم. ورأيته متهضِّماً: متكسّر الوجه من الحزن. وهضَم الهاضومُ الطعامَ فانهضم، وطعام بطيء الهَضْم، ومَعِدَةٌ هَضومٌ. ورجل هضوم الشتاء: يكسر فيه مالَه ويُنفقه؛ قال الأعشى:

  هَضُوم الشّتاء إذا المُرضِعا ... تُ جالتْ جبائرُ أعضادِها

  وقال آخر:

  سَمحاً هضوماً في الشّتاء الأروق

  وهضَمه حقَّه: نقَصه، وهضَمتُ لك من حقّي طائفةً: تركتها لك وكسرتها من حقّي. وهضَمتِ المرأةُ من مَهرها لزوجها إذا وهبت له منه شيئاً. وهضَمه واهتضمه وتهضّمه: ظلمه. وتهضّمتْ نفسي له إذا رضيت منه بدون النَّصَفَة. ولحقتْه في هذا هَضيمةٌ: ظُلمٌ.

  هطع - بعير مُهطِعٌ: في عنقه تصويب، وقيل: هو المسرع، وقد أهطعَ في سيره واستهطعَ. {مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ}؛ وقال:

  تعبَّدني نمرُ بن سعد وقد أُرى ... ونِمر بن سعدٍ لي مُطيع ومُهطِعُ

  وقال آخر يصف ثوراً:

  بمستهطِع رَسْلٍ كأنّ زمامَه ... بقَيدوم رَعْنٍ من رُضامٍ ممتَّعِ

  طويلٍ من الماتع.

  هطل - هطَل السّحابُ والمطر هَطَلاناً وتهطَّل، وعارضٌ هَطِلٌ وهاطِلٌ، وسحائبُ هُطَّلٌ. وأوقعتْ بهم الهَياطلة وهُم جنس من الترك والسِّند؛ قال:

  حملتُهمْ فيها مع الهياطلَهْ ... أثقِلْ بهم من تسعة في قافِلَهْ

  ومن المجاز: دمع هاطل. وأقبل النّاس يَهطِلون، وأقبلوا هَطْلَى. وتهاطلوا عليّ: تتابعوا، وكذلك الإبل والوحش وغيرها، تقول: أقبلت هَطْلَى؛ قال الراعي:

  فلمّا مضَت عنها السّنون هوت لها ... مَقانبُ هَطْلَى من غَريم وسائلِ

  أي لمّا وقع الخصب تتابع إليها الغرماء والسؤّال.

  هفت - تهافتَ الفَراشُ في النّار: تساقط متتابعاً. وتهافتَ النّاسُ في الأمر.