أساس البلاغة،

محمود بن عمر الزمخشري (المتوفى: 538 هـ)

يتم

صفحة 711 - الجزء 1

  فلا تُوبسوا بيني وبينكمُ الثّرى ... فإنّ الذي بيني وبينكُمُ مُثري

  وأعيذك بالله أن تُيَبِّس رحِماً مبلولة. وبينهم ثديٌ أيبسُ أي تقاطُع؛ قال العبّاس بن مِرداس:

  تدعو هوازنُ بالإخاء وبيننا ... ثديٌ تَمُدّ به هوازنُ أيبَسُ

  وجاءت وعليها يبيس الماء أي العَرَق اليابس؛ قال بشر أنشده سيبويه:

  تراها من يَبيس الماء شُهباً ... مُخالط دَرّةٍ فيها غِرارُ

  أي في الحال التي خالط فيها دَرّةَ العَرَق غرارُه: يريد أن حالها في العرق بَيْنَ بَيْنَ. وضَرَبَ الأيبسَين: ما فوق الكعبين لقلّة لحمهما. وضَرَبَ الأيابِسَ: ما فوق الكعبَين والزَّندَين؛ قال أبو ذؤيب:

  وكلاهما متوشِّح ذا رونق ... عَضْباً إذا مسّ الأيابسَ يَقطعُ

  وقال الشمّاخ:

  وإيّاكُمُ لا أخرقنّ أديمَكم ... بمحتفِلٍ في أيبسِ العظمِ جارحِ

  يعني لسانه جعله سيفاً. وحجر يابس: صلب، «وأيبسُ من الصخر»؛ قال:

  إذا أنت لم تعشق ولم تدرِ ما الهوى ... فكن حجراً من يابس الصخر جلمدا

  ويقال: أيبِسْ أي اسكت. وشعر جعد: يابس لا يؤثر فيه البلّ بالماء ولا بالدُّهن. ورجل يابس ويَبَسٌ: قليل الخير. وامرأة يابسة ويَبَسٌ.

  يتم - يَتَمَ الصّبيُّ من أبيه ويَتِم يُتْماً ويَتَماً. وفلان يتيم: مُقْطَعٌ مات أبواه، وهم يتامى وأيتام ومَيْتَمَةٌ كمشيخة، عن بعض العرب: هو في مَيْتمة وأراملَ، وأيتمه الله، وأيتمت المرأةُ. وامرأة مُوتِمٌ: لها أيتام. والحربُ مَيْتَمَةٌ مَأيَمَةٌ.

  ومن المجاز: دُرّة يتيمة. وهذا بيتٌ يتيمٌ، وهذه صريمةٌ يتيمة: للرملة المنفردة من الرمال؛ قال الذهليّ:

  قَوداء يحمل رحلَها ... مثلَ اليتيم من الأرانبْ

  يريد سنامها، والأرانب: أحقاف الرمل. وما في سيره يَتَمٌ: ضعف وفتور وهو مستعار من حال اليتيم.

  يتن - خرجَ الولدُ يَتْناً، وأيتنت المرأةُ.

  يدع - صَبَغَ ثوبَه بالإيدَع: بالبَقَّمِ، وثوبٌ مُيَدَّعٌ، ويَدّعَهُ الصّبّاغُ.

  يدي - بسط يدَه ويُدَيَّتَه. ويَدَيْتُهُ: ضربت يدَه. وإذا وقع الظبي في الحبالة قيل: أمَيْدِيٌ أم مَرْجُولٌ؟ ويُدِيَتْ يَدُه: شُلّت؛ قال الكميت:

  فأيّاً ما يكن يكُ وهو منّا ... بأيدٍ ما وبَطنَ ولا يَدِينَا

  ويقال: ما له يَدِيَ من يَدَيْه: دعاء عليه. وبايعتُه يداً بيد، ويادَيتُه: بايعتُه.

  ومن المجاز: لفلان عندي يَدٌ. وأيدَيتُ عنده ويَدَيْتُ: أنعمتُ؛ قال:

  يَدَيْتُ على ابن حسحاسِ بن وَهْبٍ ... بأسفل ذي الحَذاة يَدَ الكريمِ

  وإنّ فلاناً لذو مال يَيْدي به ويَبوعُ: يبسط به يدَه وباعَه. و «أخذ بهم يَدَ البحر»: طريقه. و «تفرّقوا أيدي سَبا» وأيادي سَبا؛ قال وَبرةُ بن مُرّة الشيبانيّ:

  وأصبح القومُ أيادي سَبا ... هُنَا وهَنّا ما لهمْ من نظامِ

  ويقال: ذهبوا أياديَ؛ قال الأعشى:

  فصاروا أياديَ ما يقدِرو ... ن منه على ريّ طفلٍ فُطِمْ

  منه: من ماء مأرِب. وما لك عليه يدٌ: ولاية. وهذا مُلك يده ويمينه. وهذه الدار في يده. ولا أفعله يَدَ الدّهر: أبداً؛